النهار
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 11:54 مـ 19 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

والجيش يعود للميدان

إحالة 45 شخصاً للنيابة العسكرية في أحداث التحرير

العربية نتأحالت السلطات المصرية 45 من المتورطين في أعمال الشغب في ميدان التحرير ومسرح البالون إلى النيابة العسكرية لفتح تحقيق حول الأحداث التي اندلعت مساء أمس واستمرت حتى ظهر اليوم الأربعاء، وأسفرت عن وقوع عشرات المصابين ، كما قررت وزارة الداخلية الاستعانة بالشرطة العسكرية لتأمين مباراة القمة بين الأهلي والزمالك التي تقرر أن تقام في موعدها في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت القاهرة وذلك عقب تراجع وزارة الداخلية عن قرارها بتأجيل المباراة وهو القرار الذي لقي انتقادات عنيفة في الأوساط السياسية والرياضية.يأتي ذلك فيما سيطرت قوات من الجيش على ميدان التحرير بعد انسحاب الشرطة وتمركزها أمام المنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية، وعاد جنود القوات المسلحة للانتشار في الشوارع المحيطة بالميدان بعد غياب طوال الأشهر الماضية.وأعلن مساعد وزير الصحة للشؤون السياسية والفنية الدكتور عبد الحميد أباظة، ارتفاع عدد المصابين في الأحداث إلى أكثر من ألف مصاب، تم إسعاف 916 منهم في موقع الأحداث بينما تم تحويل 120 مصاباً إلى المستشفيات.وقال أباظة: إن 104 مصابين من بين الذين تم حجزهم بالمستشفيات تقرر خروجهم بعد أن تحسنت حالتهم واطمأنت الفرق الطبية عليهم، مشيراً إلى أنه مازال هناك حتى الآن 16 مصاباً يتلقون العلاج بالمستشفيات.وأضاف: إن الإصابات كانت ما بين جروح قطعية وكدمات وكسور واشتباه ما بعد الارتجاج، مؤكداً أن سيارات الإسعاف مازالت متواجدة في المناطق المحيطة بميدان التحرير تحسباً لأي ظروف.وكان مساعد وزير الصحة والسكان لشؤون الطب العلاجي، د.عادل العدوي، قد صرح في وقت سابق بأن عدد المصابين في اشتباكات ميدان التحرير وصل 665 مصاباً، وتلقى 590 منهم العلاج داخل الميدان، في الوقت الذي تم نقل 75 منهم الى 8 مستشفيات دون وقوع وفيات.وأصيب المئات من المواطنين المصريين في اشتباكات بين الشرطة وعناصر من شباب ميدان التحرير ليل أمس الثلاثاء.وقال شهود عيان إن الاشتباكات وقعت عقب توجه عدد من أهالي شهداء 25 يناير في مسيرة سلمية من مسرح البالون القريب من ميدان مصطفى محمود، ثم اتجهوا بعد ذلك إلى ميدان التحرير ومنه إلى وزارة الداخلية.وتحدث الشهود عن عدد من الدراجات النارية يقودها أشخاص يقذفون الشرطة بالحجارة وأن هؤلاء من بلطجية النظام السابق الذين ظهروا بنفس الطريقة منذ بداية الثورة المصرية.وصرّح مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي بأنه وأثناء قيام إحدى الجمعيات بتكريم 10 من أسر الشهداء بمسرح البالون بالعجوزة مساء الثلاثا، قامت مجموعة من الأشخاص بمحاولة اقتحام المسرح مدعين أنهم من أسر الشهداء، ولدى رفض منظمي الحفل مشاركتهم قاموا بمحاولة دخول المسرح عنوة وتحطيم زجاج بوابته.وأضاف المصدر أن الخدمات الأمنية تمكنت من السيطرة على الموقف وضبط 7 من مثيري الشغب. عقب ذلك قامت تلك المجموعة بالتوجه إلى منطقة ماسبيرو، حيث انضم إليهم بعض المعتصمين أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتوجهوا إلى مقر مبنى وزارة الداخلية بمنطقة وسط البلد، حيث قاموا بأعمال شغب ورشق بالحجارة تجاه المحلات والسيارات، مما تسبب في إصابة بعض المواطنين من المارة وعدد من رجال الشرطة بتلك المنطقة.وأشار إلى أن قوات الشرطة تصدت لهم مما دفعهم إلى التوجه إلى منطقة ميدان التحرير واستمروا في إحداث أعمال شغب.وقالت مواطنة من سكان ميدان التحرير إن الذين اشتبكوا مع الشرطة ليسوا من الثوار. والشرطة ظلت تحيط بالميدان من جميع الاتجاهات ولم تتعامل مع المواطنين لأكثر من ساعة.وقال صالح رجب نائب رئيس تحرير جريدة العربي الناصري لقناة أون تي في أنا شفت ناس داخلة بشوم وناس خارجة بأجهزة كمبيوتر من مسرح البالون وأرى أننا أمام مؤامرة لاستخدام أرواح الشهداء. وأن أهالي الشهداء لم يفعلوا ذلك وإنما دخل وسطهم بلطجية لاستمرار مصر في حالة فوضى.وتم حرق عدد من سيارات الشرطة والمواطنين أمام وزارة الداخلية مما أدى إلى تدخل قوات الأمن المركزي. كما قام المتظاهرون بمواجهة قنابل الغاز المسيلة للدموع التي بدأت قوات الأمن المركزي في استخدامها بكثرة لمحاولة تفريقهم، بإعادة إلقائها مرة أخرى على قوات الأمن فور إطلاقها، مما أفقدها فاعليتها. فيما انتشرت بالميدان الدراجات البخارية التي تجوب منطقة وسط القاهرة بأكملها لإرشاد المتظاهرين بالميدان عن تحركات رجال الشرطة.تباين الرواياتوتعليقاً على الحادث، اعتبر المستشار زكريا عبدالعزيز أن استخدام العنف من قبل الداخلية المصرية ليس مبرراً مهما كان السبب، وأياً كان من يتظاهر.بينما قال خالد عبدالحميد عضو ائتلاف الثورة ما حدث في ميدان التحرير بأنه أشبه ما يكون بما حدث في 25 يناير، وكأن الثورة لم تحدث ولم تغير شيئا، فهناك قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي يطلق. وأضاف مهما كان ما يحدث فإن تعامل الشرطة بهذه الطريقة غير مقبول.وقال عاصم عبدالماجد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية أننا أمام فتنة وسببها هو الحكم الذي صدر اليوم بحل المجالس المحلية، حيث استفز هذا الحكم أعضاء هذه المجلس وعددهم أكثر من 50 ألفا، فقد استكثر هؤلاء إغلاق باب من أبواب الفساد وبيد القضاء فأثاروا هذه الفتنة.ولفت عبدالماجد إلى أن 3 سيارات محملة بأشخاص مجهولين حضروا إلى مقر مسرح البالون مدعين بأنهم من أسر شهداء الثورة، وحاولوا دخول قاعة المسرح عنوة فقاموا بتحطيم المسرح وسرقة معدات كثيرة منه، ثم تابعوا سيرهم إلى مبنى ماسبيرو ومن هناك توجهوا إلى مقر وزارة الداخلية وقذفوا جنود الوزارة بالحجارة فردت عليهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع دفاعا عن نفسها.وقال مدير مركز هشام مبارك للقانون أحمد راغب إننا هنا أمام نفس عقلية الشرطة قبل ثورة 25 يناير، ومن حق المواطنين التظاهر والتعبير عن آرائهم.