الأب القدوة في محافظة المنوفية لـ«النهار»: سالت دموعي في الحفل و أشكر الدكتورة مايا مرسي على هذا التكريم
الأب القدوة، تقليد تنظمه وزارة التضامن للعام الثاني على التوالي، وعلى الرغم من حداثته إلا أنه وجد استحسانا كبيرا لدى الأسر المصرية؛ تقديرا لدور الأب الذي يتحمل الكثير من الأعباء ويحمل هم أسرة كاملة على عاتقه، حيث يرى الكثيرون أنه من الضروري تكريم بعض الآباء الذين بذلوا جهودا مضنية في حياتهم للوصول بالأسرة إلى مكانة مرتفعة.
وكرّمت الدكتورة مايا مرسي، وزير التضامن الاجتماعي، الأب القدوة على مستوى كل محافظة، ومن بين المكرمين محمود معوض الحفني، إداري بمدرسة بقرية كفر الحمادية، التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، الذي التقى به موقع النهار بعد تكريمه من وزيرة التضامن.
في البداية، قال محمود الحفني "الأب القدوة" للنهار، إن اختياره بين المكرمين من وزارة التضامن الاجتماعي كان مفاجأة، حيث تلقى اتصالا هاتفيا من أحد موظفي ديوان عام محافظة المنوفية يخبره بفوزه بلقب الأب القدوة بمحافظة المنوفية لعام 2024، مؤكدا أنه لم يكن يتوقع اختياره خصوصا أنه تقدم لها العام الماضي ولم يكن صاحب النصيب.
وأكد "الحفني" أن رائدة اجتماعية بوحدة كفر الحمادية وتدعى بشرى الشعراوي، هي صاحبة الفضل بعد الله في اختياره كأب قدوة بمحافظة المنوفية، فهي التي علمت بالمسابقة واختارته ليتقدم لهذه المسابقة بعد أن رأت الشروط متوفرة فيه، وبالفعل تقدمت له العام الماضي ولكن لم يفز بها، فتقدمت مرة أخرى هذا العام وشاء الله أن يكلل جهودها بالنجاح ويقع الاختيار عليه.
وعن سبب اختياره كأب قدوة، أشار إلى أنه عانى كثيرا في حياته، فهو موظف بسيط تقاضى 75 جنيها أول راتب له، ثم انهار بيته المبني بالطوب اللبن فقرر أن يعيد بناء المنزل وفي هذا التوقيت كان يتقاضى 150 جنيها، فاضطر للاقتراض من البنك، وحينها صار يدفع للبنك شهريا مائتي جنيه، وهو ما دفعه لفتح محل بقالة لكي يستطيع دفع قسط البنك ويكمل حياته، وعلى حد قوله إنه قضى سبع سنوات عجاف.
تزايدت المسئولية على الأب صاحب الدخل المحدود، وأصبح مطالبا بدفع دروس خصوصية ومصروفات لأولاده الذين أصبحوا في مراحل تعليمية مختلفة ومنها الثانوية العامة التي تحتاج إلى ميزانية وحدها، وبعدها مصروفات الجامعة لابنته أمنية في كلية الهندسة وأصبحت الآن معيدة، وابنه أحمد في كلية التجارة، "مدير حسابات بأحد الشركات" في الوقت الحالي والابن محمد يدرس في كلية الهندسة حتى وقتنا هذا.
رحلة طويلة وشاقة قضاها محمود معوض الحفني في تربية الأبناء بدخله المحدود، في ظل زوجة صالحة تحملت الصعاب معه طوال 34 عاما، والتي يقول عنها إنها كانت ونعم السند، فلم تأن يوما ولم تطلب شيئا وكانت تعيش على قدر استطاعتنا، وهي سبب كبير من أسباب نجاح هذه الرحلة ويتمنى أن تحصل يوما على لقب الأم المثالية.
وأوضح الحفني" أن لقب الأب القدوة وتكريمه لم يحرك داخله شيئا في بداية الأمر، فاستقبل الخبر بكل هدوء وعدم اهتمام إن صح القول، وكانت إجابته على موظف المحافظة حينما أخبره بفوزه: "ماشي يا سيدي شكرا"، لكن اختلف الأمر حينما جاءت لحظة التكريم، لافتا إلى أنه منذ دخوله الوزارة ورأى الاستقبال الحافل وهذا التنظيم المميز والاهتمام الكبير من الوزيرة مايا مرسي، سالت دموعه ورأى سنوات التعب والكفاح أمام عينه، وفرح فرحا شديدا بالتكريم واللقب.
ولفتت بشرى الشعراوي، رائدة اجتماعية بوزارة التضامن، إلى أن لقب الأب القدوة بمحافظة المنوفية هو اختيار صادف أهله، لأن الشيخ محمود الحفني ـ كما يلقبونه بالقريةـ كافح من أجل تربية أبنائه حتى وصل بهم إلى المؤهل العالي ويحفظ القرآن الكريم وهو أحد رموز القرية الذين ساهموا في مجتمعهم، مؤكدة أنها تقدمت له العام الماضي ولم يحالفه الحظ، وحاولت مرة أخرى هذا العام وأراد الله أن يحظى بهذا اللقب الذي يستحقه بالفعل.
ونوه عبده خضر، أحد أهالي قرية كفر الحمادية إلى أن الشيخ محمود معوض الحفني، من أسرة قرآنية فكان جده محفظا للقرآن وجاء من بعده والده ليكمل المسيرة، وعمه أيضا، والشيخ محمود يحفظ القرآن، ويتطوع بأحد المساجد ليؤم المصلين إلى جانب عمله بالتربية والتعليم.
واختتم "خضر" حديثه، بأن محمود الحفني وأسرته يتمتعون بسيرة طيبة بين أهالي القرية، وفوزه بهذا اللقب أدخل السرور على قلوب الجميع بكفر الحمادية والقرى المجاورة.