النهار
السبت 28 سبتمبر 2024 06:15 صـ 25 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

المنوفية ”غيبوبة” محافظ .. ”

كان من المفترض ان اكتب عن ميدان التحرير ضمن سلسلة مقالات عائد من ميدان التحرير لكن تحقيقي لرغبة صديق صحافي اجنبي اراد زيارة المنوفية التي انجبت رئيسين لمصر ليكتب عنها انطباعات دون مقابلة احد ,اصابتني بالخجل أمامه وجاءت هذه السطور.ويبدو ان محافظ المنوفية المهندس سامي عمارة يتغير قريبا- لم تصله ثورة 25 يناير , ولايزال يعيش في غيبوبة مدرسة المساعي المشتركة عندما اعدت زفة اونطة للرئيس السابق مبارك . فقد عين عمارة محافظا من منصة الصرف الصحي بمباركة احمد المغربي المسجون حاليا بالفساد والسرقة, لم يقدم عمارة منذ تعيينه بصمة انجاز تذكر مثل من سبقوه المهندس سليمان متولي, ونائل شوكت ,ومحروس ابوحسين ,وعدلي حسين وغيرهم .واهم انجازتهمطب لكل مواطن ,فبمجرد ان تدخل المحافظة عبر طريقها الرئيس القاهرة القناطر شبين الكوم طنطا ستصاب بغصة كما حدث لى الاسبوع الماضي مع صديقي الصحافي الذي رغب زيارة المحافظة التي زارها الرئيس عبد الناصر مع الرئيس تيتو عام 1964 وانجبت السادات و مبارك الذي حكم مصر ثلاثة عقود ولم يزر قريته كفر المصيلحة لكنه زار مدرسة المساعي المشكورة التي انشاها عائلة عبد الغفار اصهار السادات .زميلي الصحافي الذي يمارس رياضة الاثرياء الجولف ,والتنس, والاسكواش وصحته تساعده على مغامرات رحلات السفاري في افريقيا هاله الطريق الذي يحتاج لدبابة روسية الصنع من تلك التي شاركت في حروب 56 و67 لكي تعود سالما فهو طريق لاتنفع معه الهمر او الدفع الرباعي ولايصلح للادميين ,واشك ان المحافظ مر عليه .واحصينا معا اكثر من 140 مطبا صناعيا لاتمت الى المطبات بصلة و لاتعكس سلوكا حضاريا , فقط كومة اسمنت تصيب الركاب بارتجاج في المخ واعطاب السيارات.واللافت امام كل مسجد على الطريق تحت الانشاء وضع جهاز تسجيل ومطب مع جهاز لنداء التبرعات ,كل هذا والمحافظ المحترم في غيبوبة الزمن ونسى ان هناك شمس اشرقت في المحروسة يوم 25 يناير.دخلنا قرى عديدة في المحافظة وحدث ولا حرج وصديقي قرا عن مسرحية الالف قرية الفقيرة و يعرف انني منوفي ومن مركز دخل جينيس لنائبه الراحل كمال الشاذلي - 46 عاما- ليس مهما هنا بالتزوير او التزكية او التسويد كلها وجوه لعملة واحدة ميزت انتخابات مصر وكان الشاذلي مهندسها ,الزميل الصحافي اصيب بصدمة عندما دخلنا قرى في اشمون تشرب المياه الملوثة كصراوة والكتامية والنعناعية الاخيرة عاش فيها بشارة وتكلا مؤسس الاهرام - واختلط الصرف الصحي بمياه الشرب ,وفي الباجور ظننت ان قرية بهناى اسعد حالا او كفر الدوار التي تعوم علي المياه في منازلها وتحت الاسرة .وفي قريتنا ميت عفيف اضافة لكل ماسبق يوجد معمل للالبان يلوث البيئة وسط الكتلة السكنية رائحته تزكم الانوف في غياب مجلس قروي يعيش حالة غيبوبة بالوراثة مع المحافظ ,ولايمكن ان يقيم ادميين وسط معمل للالبان ليس الرائحة فقط بل انها غير صحي تماما و كما اعلم مأوى للثعابين واالفئران وطبعا في صناعة اللبن الملوث تغيب الرقابة الصحية و لامانع يصدر للشيراتون وسونستا وغيرها .ونفس الشيء في قري أخري معامل وسط الكتلة السكنية ,لكن يظل معمل ميت عفيف نموذج لاسوا معمل غيرحضاري وغير صحي يغيب عنه ادني المواصفات الادمية ,ناهيك عن عوامل التلوث البيئي التي شاهدها صديقي الصحافي.وقبل العودة الى التحرير آثر ان يتجول في الباجور وأطلع على اسوأ انجاز وهو الكوبري الذي قتل المدينة وشارعها التجاري وملفه ايضا مملوء بالفساد يجب ان يطول مقاوليه الذين شيدوا مشروعا فاسدا عاقبوا به الباجور .رحلة المنوفية التي افتخر انني منها وايضا كثير من كبار رجال الصحافة والاعلام رؤساء مجالس ادارة ورؤساء تحرير ونقيب للصحفيين وكل ركن ينسب فيها لوزير منذ عهد محمد علي الى اليوم وهي المحافظة التي وظفت الحمار واحكى لاصدقائي الاوربيين والعرب قصة توظيف حمار المنوفية بافتخار. لكني فشلت في اقناع صديقي الصحافي المخضرم ان هذا حال محافظة انجبت رئيسين حكما مصر 42 عاما .عدت الى الخارج ولايزال لدي سؤال لمحافظها عساه يفوق من الغيبوبة,الى متي يظل هذا العبث ؟و ادعوك لزيارة قرية ميت عفيف وتنام ليلة في فيلتي بجوار معمل الالبان والتلوث وللحدث بقية لوزير البيئة .