الاعتراف ليس سيد الأدلة
هذه معلومات يجب أن يعرفها كل رجل أمن من أجل إغلاق ملف التعذيب بكل مافيه من مآس وبكل ماله من ضحايا وهى معلومات قانونية بدائية مفادها أن الاعتراف ليس سيد الأدلة دائماً فالاعتراف كأحد أدلة الإثبات الجنائى والذى يعرف بأنه إقرار المتهم على نفسه بصحة الجرم المنسوب إليه أو نفيه وينقسم إلى قسمينالأول الاعتراف كسبب من أسباب الإعفاء من العقوبة والثانى الاعتراف كدليل من أدلة الإثبات ولعل الهدف من القسم الأول حث وتشجيع المتهمين على قول الحقيقة والإرشاد إلى الأدلة التى قد تؤدى إلى كشف الوقائع والتحقق من صحتها تحقيقاً للعدالة والصالح العاموإلى وقت قريب كان الاعتقاد السائد بأنّ الاعتراف هو سيّد الأدلة، غير أن ذلك الاعتقاد أثبت عدم صحته بالنظر إلى المبادئ الحديثة فى القضاء على اعتبار أن القاضى يحكم بناء على ما يستقر فى ضميره وما يتولّد لديه من قناعات، وهو بذلك غير ملزم بالأخذ باعتراف المتهم فى جميع الأحوال ، خصوصاً إذا ما وجِدت أدلة أخرى تنفى صحته أو تتعارض معه، على أنه يجب الإشارة هنا إلى أن الاعتماد على قناعة القاضى أمر مقيّد وليس مطلقاً، بحيث يشترط القانون أن تكون قناعة القاضى مبنية على أسباب قوية ومدعمة بأدلة واقعية وليست مبنية على مجرّد الشك أو التخمين، كما أن الأهم هو شروط الاعتراف وعلى رأسها بل وأهمها أن يكون الاعتراف أمام المحكمة أو كما يقول أهل القانون إن الاعتراف يجب أن يكون قضائياً بمعنى يجب أن يكون أمام القاضى ومن هنا فإنى اتساءل هل بعد هذه المعلومات البسيطة والمعروفة نحن بحاجة للقتل من أجل اعتراف لا قيمة له ؟