مظاهرات فى الاتجاه الخاطىء
فيما هو أمنى يمكن فهم استنتاج مبنى على مقدمات صحيحة كما يمكن فهم تطبيق نظريات على مجريات أحداث فمثلاً فى الإرهاب هناك نظرية الرغبة والفرصة فكل أرهابى لديه رغبة فى ارتكاب جريمة أرهابية يحتاج لفرصة لتنفيذ جريمته ... ذات النظرية يعمل بها الحرامية فكل حرامى لديه رغبة فى السرقة وهو بانتظار الفرصة للقيام بالسرقة وقد تكون الفرصة لحرامى الشقق هى وقت غياب صاحب الشقة وقد تكون لحرامى الأتوبيس هى اللحظة التى يغفل فيها الراكب المستهدف عن حراسة جيبه... فى ضوء هذه النظرية يمكن فهم القول إن تقصيراً أمنياً أسفر عن وقوع جريمة الأسكندرية لكن ما لا يمكن فهمه هو هذه المظاهرات الغاضبة التى تشتعل فى الاتجاه الخاطىء فبدلاً من توجيهها ضد الإرهاب وضد مشعلى حرائق الفتنة الطائفية تتوجه ضد الدولة فتحقق لمرتكبى جريمة الأسكندرية هدفين أساسيين سعي اليهما الأول مزيد من الاحتقان بين النظام والأقباط والثانى أحداث عملية أرباك للأجهزة الأمنية ليتوجه عملها نحو التصدى لهذه المظاهرات - التى هى فى الأتجاه الخاطىء - بدلاً من التوجه لمكافحة الجريمة ومرتكبيها.لقد فتحت جريمة الأسكندرية شهية الكثير من الغاضبيين ضد النظام لاستثمارها فلم يتوقف تفسيرها عند حد كون أنها كاشفة عن تقصير أمنى محتمل لكنها تجاوزت ذلك إلى تفسيرات عجيبة مثل أنها تكشف عن نظام عاجز عن حماية مواطنيه وهو ما لم يقله أحد من الأمريكان فى ذروة أحداث 11 سبتمبر 2001