النهار
الإثنين 11 نوفمبر 2024 01:25 صـ 9 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

احمد كريمة كتب : الإسلام وحقوق الإنسان

ما من ديانة أو فلسفة قديمة أو حديثة كرمت الإنسان باعتبار إنسانيته فحسب، دون النظر إلى دينه أو جنسه أو لونه أو جنسيته، كما فعل الإسلام الحنيف، قال الله ـ عز وجل ـ (لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم)»ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) «7» الإسراء.

وقد شرع الإسلام حقوقا للإنسان ترقى به فى مدارج الرقى منها:

حرية الاعتقاد: من المعروف بداهة أن الإسلام لا يقر بإكراه غير المسلم على الإسلام مهما كانت الظروف، قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغي) «256البقرة» (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) «99يونس» (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» 29 الكهف ويفتح الإسلام ما يمكن تسميته (حوار الأديان) بحكمة وعقلانية، قال الله ـ سبحانه وتعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) «12 النمل» حق اكتساب العلم والمعرفة: من المعلوم أن الإسلام والعلم وجهان لشيء واحد، فأول آيات الوحى المنزل تدعو إلى العلم وتحض عليه (اقرأ اقرأ باسم ربك الذى خلق) (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذى علم بالقلم (4)علم الإنسان مالم يعلم) الآيات أو مابعدها العلق، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم (من خرج فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع» وقد وجه الإسلام الإنسان للتفكير السليم الصحيح وذلك باستعمال ماوهبه الله ـ تعالى ـ له من قدرات على التفكير الصحيح، والنظر السديد، مستفيدا من حواسه ليحصل على المعرفة بالتعلم والنظر، والبحث والتجربة فى شتى مجالات وميادين العلم والمعرفة، قال الله ـ سبحانه وتعالى (قل انظروا ماذا فى السماوات والأرض) «101 يونس»

والنصوص فيما سوى ذلك كثيرة غزيرة والوقائع مشهورة مشهودة

حق العلم: ضمان حق العلم مكفول لكل إنسان قادر عليه، لأن الإسلام ينهى عن البطالة، ويرفع من شأن السعى والكسب الحلال الطيب، قال الله ـ عز وجل ـ (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه لنشور» (15) الملك «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله» «(10) الجمعة» وجعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العمل لاكتساب الرزق والنفقة على من تلزمه نفقته مكفراً لذنوب، وأفاضت السنة النبوية فى رعاية حقوق العمال مما لا يتسع المقام لاستقصائه.

حق التملك: نظر الإسلام إلى الحياة الإنسانية نظرة متوازنة، فقد جعل الملكية حقاً للإنسان شريطة أن تكون الملكية من طرق مشروعة حلال، وأوجب على ملاك الأموال النقدية والعينية إخراج زكاة على الناتج حسب نوعه تصرف لشرائح معدمة أو محتاجة فى المجتمع كى تتقارب الطبقات،ويحرم الإسلام احتكار السلع الغذائية وينفر من اكتناز الأموال وحجبها عن الناس فرادى وجماعات قال الله ـ تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) (34 التوبة) فالملكية حق مكفول بوسطية متفردة لاتوجد إلا فى الإسلام، بعيدا عن شعارات واستغلال الرأسمالية وأغلال واستعباد الاشتراكية!.

العدل ومنه الظلم: العدل مبدأ لا يقبل الإسلام فيه أدنى تهاون أو تفريط أو مساومة، وهو حق لكل الناس فى المجتمع المسلم، واجب على كل المسلمين أفراد أو مؤسسات، قال الله تعالى ـ (يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)(8)المائدة والإسلام مع تحريمه وتجريمه للظلم بشتى أنواعه، يوجه الإنسان إلى رفض الظلم والاستبداد وعدم الخضوع له، فمقاومة البغى والظلم من صفات المؤمنين (والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون) (29) الشورى

المساواة: لقد أرسى الإسلام مبدأ المساواة على أساس إنساني، فالناس كله سواسية فى أصل الخليقة «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء» (1) النساء

والمساواة فى الإسلام شاملة لحقوق الأفراد وواجباتهم لأمور الدين والدنيا، وضمانات القضاء فى الإسلام معروفة، وصور رعاية الإسلام للناس على قدم المساواة مألوفة لمن له أدنى دارسة بنصوص الشرعية الغراء وقواعدها وصور التطبيق العلمى فى شتى الأعصار والأقطار. واكتفى بهذا القدر من بعض حقوق الإنسان فى الإسلام التى لو أطلق العنان للقلم للإحصاء لفاق الأمر العد وجاوز الحد، للوفرة والكثرة والشهرة، إلا أننا نحن المسلمين معظمنا لا يحسن فهم الإسلام وبالتالى لا يحسن عرضه! ونبدد الجهود فى مسائل فروعية تعلق بمظهريات فى دناءة الملبس والشكل العام، ولا نعرض نفائس وذخائر الدين الحق.