النهار
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 08:23 مـ 6 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

وليدة عتو تكتب: التسويات السياسية الدولية الجيش العربي السوري هو من يحدد ملامحها؟

وليدة عتو
وليدة عتو

بعد عامين من الأحداث الدامية في سوريا و ما قامت و تقوم به كل يوم العصابات المسلحة ضد شعب سوريا من ارهاب و اجرام و تنشط و تعمل من اجله اسرائيل و أمريكا و القطعان العرب سياسيا و دعما لهؤلاء المرتزقة لإسقاط سوريا و شعبها كان منذ البداية صراع أمريكي اسرائيلي مزدوج يحقق مصالح مشتركة .اسرائيل تحقق أمنها و تضعف الدولة الوحيدة التي تقف في وجهها فتشكل خطرا مباشرا عليها و أمريكا بسقوط سوريا تبسط سيطرتها علي المنطقة العربية و تظل تتربع علي عرش القطب الأوحد في العالم مشكلة خطرا حقيقيا علي الإنسانية و كي تصعد دول عظمي أخري كروسيا و الصين و كوريا الشمالية و غيرهما من الدول القوية و المناهضة لسيلسة أمريكا الإجرامية في حق شعوب العالم و أطماعها الاستعمارية في المنطقة العربية التي حولت حكامها ملوكا و أمراء الي عبيد عندها تلعب بهم كما تشاء و كيف تشاء و هيمنت علي اقتصادها و تحكمت بسياستها و قراراتها و صعود هذه الدول يجب ان يكون لها مرتكزا قويا في المنطقة العربية يستندون عليه للتصدي لهذا الغول الذي يريد ابتلاع العالم . ربما يسأل قارئ ما علاقة هذه المقدمة الطويلة بما تريد قوله الكاتبة عن أحداث سوريا و الجواب هو : كان لابد من هذه المقدمة كي أوصل بالقارئ الي لب الموضوع و ما هي أهميته في الصراع القائم و حسم هذه الأحداث لأنه اللاعب الأساسي و الضلع الأقوي الذي يحقق الانتصار و يقلب موازين اللعبة و يفشل مؤامرات و مخططات أمريكا و أتباعها و هو الجيش السوري الذي ظهرت انتصاراته للعالم الخرجي الذي كان يراهن علي اسقاط سوريا و قيادتها باستخدامهم لهؤلاء الخونة المرتزقة من داخل و خارج سوريا و الدول التي دعمت و خططت و بذلت جهدا كبيرا و لكنها لم و لن تستطيع اسقاط سوريا العظيمة بقيادتها و جيشها الأسطوري أما الدول الصديقة من روسيا و الصين و الدول البريكس مع جزيل الشكر و التقدير لهما جميعا لم يكونوا ليقفوا بجانب سوريا لولا كانت بهذه القوة و هذا النجاح الباهر الذي حققه جيشها و صمود شعبها و ما يؤكد ذلك هو منذ عامين و سوريا في حرب طاحنة تكالبت عليها أكثر من خمسين دولة و منظمات و مجالس حقوقية و الجامعة القطرية و غيرهم و دمرت بنيانا و اقتصادا و قتل عشرات الآلاف من شعبها و مع ذلك لم تستطع هذه الدول أن تحسم الأمر و تنهي هذا العبث علي أرض سوريا و لم تستطع اجبار أمريكا علي التوقف عن الدعم العسكري و السياسي و دعم الأسلحة . أما اليوم بعد هذه الانتصارات التي حققها هذا الجيش العظيم تغيرت كل اللهجات و التصريحات و المواقف من حكام و شعوب من حكام عرب و شعوب و أصحاب أقلام و فكر الذين منهم من لزم الصمت طيلة عامين و منهم من كان يؤيد العصابات علي أنها ثورة و القليل القليل الذي كان يقول كلمة الحق بخجل ، لذا كان و ما زال شعب سوريا يعول علي جيشه و انتصاراته التي فاقت التوقع و قضت علي أحلام امريكا الاستعمارية و احلام اسرائيل التوسعية . و الضربة التي قامت بها اسرائيل علي سوريا كشفت عن مدي تدخلها في الاحداث منذ بدايتها و ارتباطها العميق و علاقتها المباشرة مع هؤلاء العصابات و الشخصيات من اعضاء المعارضة فكانت ردة فعل انتصار الجيش و هزيمة ادواتها علي أرض المعركة و ايضا تصعيد أمريكا و اسرائيل بضرب جمرة و التفجيرات التلاحقة لقتل المواطن السوري و إلحاق الخسائر المادية الجسيمة التي تسببها هذه التفجيرات تجعلنا أمام حالة انهزامية لأمريكا .. حالة إرباك فعلي في قرارته فهي كالغريق الذي يتشبث بقشاية . انها تريد ان يكون في يدها ورقة رابحة للمفاوضات مع روسيا و الصين لأنها أفلست و لم يبق معها سوي اجرامها بحق المواطن السوري الذي تلحق الموت فيه و الدمار في اقتصاده و ضربة اسرائيل قد خطط لها كي تجر الجيش الي حرب خارجية لفتح المجال أمام العصابات الارهابية لتعزيز قوتها و اعادة انتشارها في المناطق التي هزمت و خرجت منها ثم تسيطر علي المدن بل العاصمة و تسقط الدولة . فردت عليها سوريا ردا صاروخيا جعلها تختبئ كالفأر و بلهجة قوية و هو فتح حدود الجولان للمقاومة الشعبية و الفلسطينية و انها سوف تزود المقاومة اللبنانية لحزب الله بسلاح نوعي لم تعطيه من قبل و هذا أقوي رد من أية ضربة جوية أو غارة تقوم بها دمشق علي إسرائيل لن يكون لها فعل مؤثر كثيرا علي اسرائيل بقدر تزويد حزب الله بأسلحة نوعية و فتح حرب دائم علي جبهة الجولان من خلال المقاومة التي سوف تكون ضرباتها قاسمة و هذه الضربة ما لم تكن تتوقعها اسرائيل فهي تخطط لحرب عسكري مباشر علي الجولان لتشتيت و إرباك الجيش السوري ؟