«ديارنا».. معرض يجمع الفنانين في رحاب «الزهور»

على بُعد خطوات من بساتين الزهور المُرتصة وكأنها لوحة فنية بديعة الصُنع، في مدخل المتحف الزراعي بحي الدقي والذي يستقبل زواره في معرض الزهور المُقرر إقامته خلال هذا الشهر، لتجد أماكن مخصصة لعدد من الفنانين اليدويين بمعرض «ديارنا» والذي تتنوع قصصهم المليئة بالكفاح والنجاح معًا، كي يكونوا علامات واضحة في الأعمال اليدوية.
خشبيات مصنوعة بأيدي مصرية لمُحاكاة التراث الشعبي
في ركن خاص بها تقف «هدى» مرتدية قبعتها لتقاوم أشعة الشمس، لتجدها في حالة من الفخر الشديد كونها عارضة منتجاتها المصنوعة يدويًا داخل أرجاء المعرض، والتي تكون عبارة عن خشبيات ملونة بألوان زاهية تُحاكي التراث الشعبي المصري.
«أنا منسقة زهور صناعية في الأساس، ولكن عشقت هذا الفن وحبيت أعبر عن التراث المصري الخاص بينا من خلاله».. بهذه العبارات كشفت هدى السيد، عارضة في معرض «ديارنا» للمشغولات اليدوية، خلال حديثها لـ«النهار» أن بداية عملها في هذا المجال الفني عندما وجدت برفقة ابنتها جزع شجرة وحينها قررت أن تصنع منه مزهرية لوضع الزهور بداخلها، ومن ثم استطاعت أن تحول هذه الفكرة إلى مشروع خاص بها وبعائلتها من خلال الاستعانة بالخشب وجذوع الشجرة في صناعة الخشبيات اليدوية والتي تُحاكي التراث المصري الشعبي.
قررت «هدى» اختيار التصميمات بأن تكون خاصة بالتراث المصري الشعبي ليتعرف عليه الأطفال والشباب، بالإضافة إلى ذلك أن تكون بألوان زاهية كي تلفت الانتباه إليها، لافتة:«علشان كده حبيت أني أسرد حكاياتنا التراثية في هذه الخشبيات الملونة، وكمان بحاول استخدم الألوان الصديقة للبيئة».
تنوعت التصميمات التي صنعتها «هدى» برفقة عائلتها، والتي يكون من بينها:«عربة الترمس، عربة البطاطا، عربة البطيخ»، كما أن هذه الأعمال تمر بمراحل مختلفة بداية من الخراطة وصولًا إلى المنتج في مرحلته الأخيرة، قائلة:«بحاول استخدم مواد طبيعية وبعملها إعادة تدوير ومبحاولش ارمي حاجة».
تحاول «هدى» مساعدة السيدات المُحبات للفن، من خلال تشجيعهن للعمل معها، وخاصًة عندما يكون هناك طلبًا زائدًا على المنتجات الخاصة بها، موضحة:«إحنا دايرة وبحاول أنقل خبرتي لغيري علشان يكون في دخل لستات البيت».
«فجر» تنقل تجربة والدتها محاربة السرطان في معرض «ديارنا»
بوجه بشوش ومليء بالأمل تتواجد «فجر» برفقة زملائها في معرض «ديارنا» من خلال مشاركتها بمنتجاتها اليدوية المشغولة بتفانٍ شديد، من حقائب وإكسسوارات مصنوعة بالأحجار الكريمة، والتي تعلمتها من والدتها المُحاربة في مستشفى «بهية».
«ماما ساعدتني كتير علشان أعرف اتعلم وأقدر أنتج، وبقى ليا صفحة خاصة بيا لعرض منتجاتي».. كشفت فجر وليد، الطالبة في المرحلة الثانوية، عن دور والدتها في رحلة تعليمها الفن اليدوي، والذي ساعدتها في التطوير يوم بعد الآخر حتى وصلت إلى مرحلة مُتقدمة أهلتها للمشاركة في المعارض اليدوية المتنوعة على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى رغبة الكثيرات في اقتناء وشراء منتجاتها الفريدة.
3 سنوات، هذه هي المدة التي استطاعت فيها «فجر» أن تتواجد بقوة في مجال عملها اليدوي، بالإضافة إلى استكمالها للدراسة الثانوية، موضحة:«بدأت من أبسط حاجة اللي هي الإكسسوارات وصولًا أني أنتج شنطة كبيرة من الأحجار والخرز».
شاركت «فجر» في الكثير من المعارض، والتي كان أبرزها معارض وزارة الشباب والرياضة، بالإضافة إلى ذلك أنها تحلم بالتوسع في مشروعها اليدوي، وأن تلتحق بالجامعة التكنولوجية، موضحة:«ماما هي ملهمتي واللي ساعدتني أني أشارك في معارض كمان خاصة».