النهار
الإثنين 28 أبريل 2025 07:59 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«فوضى عقارية».. والرقم القومي للعقار بوابة مصر نحو تنظيم الثروة العقارية والتحول الرقمي جوارديولا: الموسم لم يكن جيدًا رغم التأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ترتيب مجموعة مصر بعد الجولة الأولى ببطولة أمم أفريقيا للشباب ”قتل الأبرياء يدمينا.. فدم المقتول لا يطفئه الا الحق” النيابة العامة تترافع بقضية إنهاء حياة شاب علي يد جاره أمين نقابة المهندسين بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2025 شاب ينهي حياة والدته بعدة طعنات في كفرالشيخ منتخب الشباب يستهل مشواره بأمم أفريقيا بالفوز على جنوب أفريقيا 1-0 توقيع مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر وسلطان أجونج الإسلامية بإندونيسيا للتعاون العلمي دورتان تدريبيتان في التسويق الإلكتروني للطلاب الوافدين بالأزهر السعودية وقطر يعلنان سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي رئيس محكمة شمال القاهرة الابتدائية يستقبل وفود طلاب حقوق عين شمس...صور البحرين : الدانة للدراما تواصل استقبال الترشيحات حتى 10 مايو

حوادث

”قتل الأبرياء يدمينا.. فدم المقتول لا يطفئه الا الحق” النيابة العامة تترافع بقضية إنهاء حياة شاب علي يد جاره

وكيل النائب العام مروان شكشوك
وكيل النائب العام مروان شكشوك


شهدت ساحة محكمة جنايات شبرا الخيمه، الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار الدكتور رضا أحمد عيد رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين مصطفي رشاد محمود مصطفي، وأحمد محمد سعفان، ومحمد حسنى الضبع، وأمانة السر عاصم طايل، مرافعة قوية لـ "مروان شكشوك"، وكيل النائب العام بنيابة جنوب بنها الكلية، في القضية رقم " 29763" لسنة 2024 جنايات ثان شبرا الخيمة، والمقيدة برقم 4489 لسنة 2024 كلي جنوب بنها، بـ( قضية مقتل المجني عليه / معوض عادل معوض ) علي يد جاره.


بدأ وكيل النائب العام "مروان شكشوك" مرافعتة بقوله.. بسم الله العدل و بنوره الحق الذي حرم الظلم علي نفسه وجعله بين عباده محرماً سبحانه رب العباد.. وُمسبب الأسباب.. سريع الحساب.. شديد العقاب.. المنزل بالفاسقين و القاتلين أشد العذاب.. القائل في محكم الكتاب.. ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾صدق الله العظيم.

"رصاصة غادرة وجريمة شنعاء"
وأستكمل "شكوك" إن آيات الله عز وجل – لم تترك أمراً الا وبينته.. ولا حقاً إلا ورسمت حدوده.. ولا جريمة الا ووصفت فظاعتها وحددت جزاءها.. فأنظروا كيف قرن الله حق الجار بحقه وجعل الأحسان إليه.. في مرتبة بعد عبادته مباشرة أى شرف هذا وأي منزلة أعظم من تلك.. ففي محكم التنزيل، كانت الوصايا ناطقة بالحق والتشرعيات شاهدة بالعدل فأرشدتنا إلي حُرمة الدماء.. وعظمة الجوار.. ووجوب القصاص ليتستقيم ميزان الحياة وتُصان الأرواح وتُحفظ الحقوق.. وأوصى به النبي صلي الله وعليه وسلم حتي قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه فأين نحن من هذه الوصايا.. أين المتهم من هذه التعاليم أهذا هو الجزاء عنده لمن جاوره.. رصاصة غدراً.. وسحقاً لزمانٍ يُغدر فيه بالجار وتُخرق في حُرمة الدار.


"خان العشرة"
قائلاً الهيئة الموقرة القتل جريمة شنعاء تشمئز منها النفوس وتذرف لبشاعتها القلوب قبل العيون.. وحينما يكون القتيل جاراً تكون الجريمة جريمتين واحدة في حق النفس.. وأخرى في حق العِشرة والمرؤة والإنسانية كُلها.. و الله ما أقسى قلباً لا يرق ولا يهتز لصرخِة موتٍ، ولا لدمٍ يُهرق.. كأن الرحمة قد هاجرت من جنبات صدره وكأن البغضاء أتخذت من قلبه مستقرّة.


"ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب"
وأستشهد بقول الله تعالي في محكم تنزيله ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ فأي حق قي من يعود بعد خلاف، بسِلاح ونيته مبيته للقتل واي شريعة تقبل بأن تُزهق الأرواح بهذة الصورة الوحشية.. وقال جلّ في علاه: “ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب لعلكم تتقون”.. فليتذكر القاتل قبل أن يضغط الزناد، أنّ القصاص ليس ثأرًا، بل هو عدل، وأن العدالة حين تُقام، تُحيي النفوس، وتُعيد الأتزان لهذا المجتمع القاصص ليس ثأراً أعمى ـ ولا إنتقاماً جاهلاً بل هو عدلٌ مُبصر، وميزان مستقيم وسُنة إلهية تُقيم ما أعوجّ وتُعيد ما اختلّ.

"درب الظلم والطغيان"
وتابع "شكشوك"بقوله السيد الرئيس.. الهيئة الموقرة.. نقف اليوم في ساحة العدل.. حيث تُرفع المظالم.. وتُنطق الأحكام بأسم الحق.. حيث يمحى الباطل بسيف القانون.. ويُرد لكل ذي حقً حقه غير منقوص.. هنا في محراب العدالة، لا يُعلى صوتٌ.. فوق صوت الإنصاف.. ولا يُحتكم الا لميزان لا يميل ميزانٍ إقامة الله ليكون للناس دستوراً.. وللمجتمع حصنناً من الفوضى والعدوان.. وليكون القصاص شافيا لروحٍ قد أزهقت بلا ذنب.. وعبرة تردع من تسول له نفسه أن يسير في درب الظلم و الطغيان، مشيراً إلي إن النيابة العامة تعلم تمام العلم أن هيئتكم الموقرة قد أحاطت بواقعات دعوانا تلك عن بصر و بصيرة و لكن أسمحوا لنا أن نتطرق بالقدر اللإزم لما يتوجب علينا سرده و بيانه.

"واقعتنا تفوق كل الفجور"
وأوضح المستشار "مروان شكشوك" أن بالنسبة للوقائع.. كان الجارُ في ميزانِ الشارع مقامًا.. وفي عرف الناس أمانًا وفي ضمير المرؤة عهداً لا يُخان.. وفي وجدان الأمة سكينةً وسلاماً به تحفظ الديارُ، وتؤنسُ الوحشة وُيرعي العرض.. وبه تشد الأوصار.. وتسقى عروق المحبة إن جفّت.. فإذا خذل الجارُ جاره.. فمن للناس بعده وإذا طعن القريبُ، فمن يُرمم الجراح
فاليوم جئناكم بالمجني عليه في دعوانا تلك هو المقتول غدراً "معوض عادل معوض مرسي" شابٌ في مقتبل العمر نقي الروح عاش حياته يحلمُ بغدٍ أفضل كان يري المستقبل طريقاً طويلاً يحتاج إلي جهدٍ وكفاح فبذل فيه من عرقة ما استطاع القت به مساوئ الأقدار... ليكون المتهم له جار.. فما راعى جواراً، ولا صانَ ميثاقاً ولا عرف للحرمةِ مقداراً.. كان الجار بالأمس ستراً واليوم صار خطراً وهدماً.. جارٌ لكنه في الخبث فاق كل الفُجّار.. خان العشرة ونقض العهد وصار لهيباً من النار كان يُظن به خيراً وأخ كبيراً ولكنه في الغدر جاوز حدَّ الأقدار.. وإذ بالأمان وهمٌ، وبالسلام انهيار ما سمع لوصية نبيّ ولا قرأ في الكتاب اعتبار فكأنه نشأ في أرضٍ بلا دين ولا دار
وأطفأ نورَ الجِوار.


"صرنا نغطي بعضنا بالأكفان"
وأشار أنه لم تكن الواقعة التي بين أيدي عدالتكم مُجرد خصومة عابرةٍ بين جارين، ولا كانت شجاراً لفظياً يطويه النسيان بل كانت مقدمةً لمأساة، وبدايةً لمشهد دامٍ تضرخ فيه العدالة وتبكي فيه الرحمة شجار وقع وتطاولت الأيادي فيه وأنطلقت الأسلحة البيضاء كأنما سُلّت من صدور لا تعرف إلا العنف، ولا تنطق إلا بالغدر تحول الزقاق الأمن إلي ساحة صِراع.. وإنقلب الهدوء إلي عويلٍ.. والسكينة إلي دماء علي الأرصفة.. تحامل الماره ليفكوا الأشتباك وجاهد الجيران ليطفئوا النار واخذ كلً منهما يلملم جراحة أو يسكنه الألم وانفض الجميع، ولكن بقى في العيون سؤال موجع.. وفي الصدور حسرة لا تقال.. أهكذا يكون الجار؟.. أهكذا نصبح غرباء ونحن تحت سقف السماء نفسها.. يا ويح الزمان إن أصبح الجار يخشى جاره.. ويا حسرة علي عهدٍ كان فيه الجار يغطي جاره إذا أشتدت عليه الليالي.. ام اليوم فصرنا نغطى بعضنا بالأكفان.. وبدل ان نجبر الخواطر صرنا نكسر الأرواح ونُسكتها بالتراب.. أنتهي الأشتباك وانفض الجميع وسكن الصخب.. لكن شيئاً في صدر المتهم لم يسكن مضى من الزمن خمسٌ وأربعون دقيقة ألفان وسبعمائة ثانية كل ثانيةٍ منهما كانت كفيلة بأن يفيق فيها من غيظة.. أن يُراجع نفسه، أن يذكر قلبه بأن ما بينه وبين المجني عليه جوارٌ لا دم ولاسِترةٌ لا ثأر.

"جريمتنا لا تراجع فيها ولاضمير"
وذكر أنه ألفان وسبعمائة ثانية.. وكل ثانية منها كانت قادرة أن تطفئ نار الغضب.. أو تعيد إليه بعضاً من إنسانيته لكنه لم يطفئها.. لم يهدأ.. لم يتراجع بل تقدم.. لم يترّوى بل تعمد.. لم يرحم بل فتك.. لم يندم بل أضمر.. عاود لم يعتذر بل ليغدر لا يصلح بل ليفسد.. خرج المتهمُ وشررُ الغِلِّ يتطايرُ من عينيه، ووهجُ الجريمةِ يتأججُ في صدره، يُخبّئ الخرطوشَ كما يُخبّئ الشيطانُ سُمَّه، ويُخفي القصدَ كما تُخفي الليالي وجعها، مشى بخطى ثابتة، لكن نيّته كانت أسبق من قدميه، وسيره كانت أبطأ من نواياه..... ولكن ألفان وسبعمائة ثانية كلُّ ثانيةٍ مرّت كانت صوتًا من السماء يقول له: “كُفّ…” ولكنهِ جعل من الوقت شريكًا في جريمته، ومن كل لحظةٍ شاهدةً عليه، ومن كل نبضةٍ في صدره، سطرًا في لائحة اتهامه.


ومن جانب آخر قال الوقت لم يكن عدواً للمتهم.. بل كان ناصحاً أميناً وصديقاً مخلصاً.. أعطاه فرصةٌ تلو الآخرى لينقذه من دمٍ لا يغتفر.. أو فعل لا يُغسل دقيقة واحدة كانت قادرة أن تردّه عن الغدر.. لكنه مضى.. ومضى وكل ثانية تانديه ان يتراجع وكل لحظة تستصرخه ان يعود.. ولكنه ادار ظهره للعقل واغلق اذنية عن الرحمة.. وسار في طريق يعرف نهايته فصوب فوهة السلاح الي وجه من كان يوماً جاره صوبها الي العين إلي الروح، إلي الحياة.. وأطلق الرصاصة رغبةً في موت ظلّ يتمناه طوال.. ألفين وسبعمائة ثانية حتي أصبح الموت امامه واقعاً.. وسقوط الجار حقيقةً لا خيالاً.. وظن أن الهرب نجاة.. وأن الليل سيمحو الدم.. وهرب لكن هيهات هيهات... أما علمت أن للعدل عيناً لا تنام.. هذة كانت وقائع دعوانا استعرضناها في محراب عدلكم.. سقناها في عجالة لحرصنا علي ثمين وقتكم.. واقعات بتبعث في النفس الحسرة والالم تنبيء بجهل قد استشري.. وشر أصبح يصادق العقل كأنه المأوي.


"الأدلة"
وأشاد "شكوك" السيد الرئيس الهيئة الموقرة.. بسم الله الرحمن الرحيم (قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين).. نعرض الآن أمام عدالتكم أدلة الأتهام في هذه الدعوى والتي تعددت وتنوعت وترابطت وتساندت من أدلة فنية وأدلة رقمية، فلم تدع للمتهم مخرجاً أو سبيلاً للفكاك من ثبوت إرتكابهما للجريمة، ولسنا في حاجة لعرض كافة الأدلة الثابتة في الاوراق قبل المتهم، وإنما نكتفي بعرض بعض منها، لتستقر العقيدة.. ويطمئن الوجدان ليقين ثبوتها في حقهما، فقد قام الدليل قبله من واقع ادلةٍ قولية وفنية حصلتها أوراق القضيىة أثبتت يقينناً إرتكابهما لجناية قتل المجني عليه معوض عادل معوض مرسي مع سبق أصرار من شهادة الشهود وتقارير مصلحة الطب الشرعي، جاءت جميعها جازمة بإرتكابهما للجريمة.


"الأدلة القولية"
بما جاء به الشاهده / نعمه كرم حمزه ابو المعاطي من أنها أبصرت المتهم أحمد مدحت فتوح أحمد مدحت فتوح بيزعق، هو و معوض عادل معوض مع بعض و الناس حاشياهم عن بعض و كان أحمد مدحت فتوح معاه سكينه في أيده جه يضرب بيها معوض عادل معوض فالناس حاشته عنه، فالسكينه وقعت من أيده علي الأرض وبعدها معوض خد السكينه، من علي الأرض و حاول يقرب من احمد مدحت فتوح بس الناس حاشتهم عن بعض ثاني و خدت السكينه من أيد معوض و بعدها الخناقه خلصت و أحمد مدحت مشي و انا دخلت البيت تاني و بعدها بساعه الا ربع كنت قاعده في البيت سمعت صوت زعيق تاني فبصيت تاني من البلكونه لقيت أحمد مدحت راجع من نفس المكان اللي مشي منه كان ماسك في أیده فرد خرطوش و جاي علي معوض و بیزعق وبيقول للناس وسعوا و بیشتم و كان جاي جري علي معوض و ساعتها معوض كان مديله ضهره فبص وراه عشان يشوف فيه ايه فأحمد مدحت فتوح ضرب طلقه خرطوش في وش معوض و كانت المسافة بينهم متر تقریبا و بعدها سكت و قطع النفس...


لافتا إلي أنه قد تأيدت أقوال ورواية الشاهدة الأولي بما شهد به الشاهد الثاني ( كريم احمد عبد السلام أحمد)، والذي شهد بما لا يخرج عن مضمون ما شهدت به سابقها، ويؤازر جميع تلك الشهادات والروايات ما شهد به الرائد / أحمد حمدي علي الشامي - ٣١ سنه - رائد شرطة ومعاون مباحث قسم ثان شبرا الخيمه والذي شهد بان تحرياته دلته علي نشوب مشاجرة علي آثرها قام المتهم بالتعدي علي المجني عليه بإستخدام سلاح ناري فرد خرطوش واطلق صوبه قاصداً إزهاق روحه.

مشيدًا بالهيئة الموقرة أن الأدلة الفنية في الأوراق قد ساندت الأدلة القولية في دعم الدليل والأسناد قبل المتهم، وتتمثل في تقرير الطب الشرعي من أن الوفاة تعزي إلى الإصابة النارية الرشيه بيسار الوجه وما نتج من كسور شرخيه بعظام قاعدة الجمجمة ونزيف أعلى السحايا، وما نتج ذلك من مضاعفات أدت إلى الوفاة وأن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة، وما ثبت بتقرير الادلة الجنائية: أن سلاح ناري المضبوط هو خرطوش محلى الصنع فرد بمأسورة واحده غير مششخنه عيار ١٢ كامل وسليم وصالح للإستخدام - طلقه واحدة مما تستخدم على الأسلحة النارية خرطوش عيار ١٢ كامله وسليمه وصالحه للإستخدام على السلاح الوارد للفحص لأتفاقهما في العيار.. إما عن حديث القانون فل نخوض فيه كثيراً.. فأنتم سادته فهذة بضاعتكم وردت إليكم.. فالحديث فيه أمام حضراتكم كمن يضيئ الشمس بسراج بل اسمحوا لي ان اتكلم بما يمليه علي واجبي
فالجريمة التي نحن بصددها جريمة قتلً عمدي بسبق اصرار فتحققت بركنيها المادي والمعنوي:-
1-محل القتل فيها يشترط ان يكون إنسان دابة فيه الحياة
2- فعل القتل فيها الذي يشتمل فيما يصدر عن الجاني من فعل عمدي ينتج عنه القتل وقد تجسد فيما اتاه المتهم من تعدي علي المجني عليه / معوض عادل معوض مرسي حتي ارداه قتيلاً.
3- نية القتل وهي التي تميز جرائم القتل عن غيرها بعنصر خاص القصد فيها إزهاق روح المجني عليه.
4- علاقة السببية بين الفعل ونتيجة إزهاق الروح والتي تجسدت في أن الوفاة قد حدثت نتيحة الطلقة التي اُصيب بها، وأن علاقة السببية قد توفرت بين ذلك الفعل وتلك النتيجة كما جاء بتقرير الصفة التشريحية آنف البيان.

أما بشأن الركن المعنوي للجريمة، فتلك الجريمة من الجرائم العمدية... التي يتطلب لقيامها عنصري العلم والأرادة، والتي توافرت في المتهم من أنه قد كان عالماً بما أتاه من فعل فكل ثانية تشهد علي ما يضمر في نفسه متجهةً إرادته لتحقيق الأثر من ذلك الفعل وهو الوفاة.


"الخاتمة.. قتل الأبرياء يدمينا"
وأختتم وكيل النائب العام "مروان شكشوك" سيدى الرئيس السادة القضاة الأجلاء لعلنا وبعد أن أستعرضنا واقعات دعوانا وقد سوقنا أدلتنا والمولى عزوجل قد تولانا وكما بدأنا ننهى مرافعتنا بقوله سبحانه وتعالى.. بسم الله الرحمن الرحيم (( يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القَتلى)) صدق الله العظيم.. نقف اليوم أمام سيادتكم مُمثلين عن المجتمع بأسرة نلوذ بعدلكم، وها هو المجتمع يتساءل: ترى ماذا سيكون عقاب المتهم؟ ما الحكم العادل فيه لا تحسبن يا سادة أن قتل المجني عليه تألم له أحباؤة فقط، بل لقد تألم المجتمع بأسرِه لموته ورحيله عن دنيانا، فقتل الأبرياء يدمينا أن المتهم القابع خلف القضبان ظن أنه في غابة لا سلطان فيها الا للمخالب.. والأنياب.. لا شريعة تحكم.. ولا قانون يردع فتوهم أن القوة حقٌ.. ولا صوت يعلو فوق صوت البطش والدم المسفوك.. ظن أن الدنيا فوضى وأن القانون محض كلمات جوفاء.. وأن العدالة لا تطاله وأن القصاص سرابٌ بعيد المنال.. تناسى ان الله يمهل ولايهمل.. وأن العدالة لسيت غائبة، بل تنتظر لحظة الأنصاف.. وما هي إلا لحظات حتي يقتص الله من الظالم.. فيذوق من الكأس التي أذاقها لغيره.. أما حسبت للحظةٍ أن هناك عينناً لا تنام.. أما خفت دعوة المظلوم الي تصعد الي السماء بلا حجاب.. أما علمتم أن الدماء لا تضيع وأنها تظل تصرخ حتي يُقتص لها..هيهآت فاليوم يوم القصاص.. اليوم يرفع الظلم.. اليوم ترد المظالم ستقتص منك عدالة الارض اليوم.. وغداً ستقتص منك عدالة السماء.

"دم المقتول لا يطفئه الا الحق"
منادياً سيدي الرئيس الهيئة الموقرة لقد مثل المتهم أمام عدلكم لا ليُحاسب علي خصومةً بين جيران بل ليسأل عما فعلت يداه من جرمٍ فادح.. وذنبٍ لا يغتفر.. جريمةً لم تكن لحظة غضب.. ولا دفاعاً عن النفس.. بل كانت إنتقاماً بارداً وإصراراً قاتلاً.. سبقته نيته.. وتبعته رصاصة.. فخُتمت بحياةٍ.. أُزهقت ظلماً وعدواناً.. جئناكم لا نطلب ثاراً فالثأر لله.. ولا نرجو إنتقاماً فالله هو المنتقم الجبار.. لكننا نطلب العدل ونلتمس القصاص ونرجو أن تقول.. العدالة كلمتها دون هوادةٍ أو تردد.. فدم المقتول لا يطفئه إلا الحق.. وحرمة الجوار لا تصان الا بالردع.. والمجتمع لا يحيا إلا إذا علِم القاتل أن العدالة لا تغفو وأن القانون لا يرحم من خان.. ولا من قتل ولا من استهان.. واقول لمن كنا نظنه حامداً فلم يكن ذلك الشخص الذي يرضى بما قسمه الله له من خير.. أو شر بل كان في قلبه دوامة من الغضب.. احمد اسمك من الحمد لكنك لم تحمد.. حملت الأسم وخالفت المعني جائك الحق وخالفت المعنى.. جائك الحق، فجحدته وجائك الجار فغدرت يااحمد حملت اسماً زكاه الله في كتابه.. ولكن اين انت من الحمد.. بل أين انت من كل معني يليق بأسمك جعلت من الشكر غياباً ومن الرضا عتاباً.. ومن نعمة الجار نقمة ومن جوار الأمان ساحة للعدوان.. فأي قلبٍ هذا الذي سكن صدرك.. أتزعم أن المجني عليه كان يحمل سلاحاً.. اتنسج القصص كما تنسج الأوهام.. وتظن أن الكذب يُنجى من الحقيقة كلا الكذب لا يستر.. بل يفضح.. ولا يُنجي بل يُهلك.. لقد ظننت واهما ان أختلاق الروايات سيعفيك من المسئولية ونسيت أن للعدالة عينناً لا تنام.. وان للحق صوتاً لا يُخرس.. وها انت اليوم أمام القضاء لا بأسم أحمد الذي حمد بل باسم من خان اسمه وخان الجوار وخان النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.


"رسالة للمجتمع"
أما انتم يا أبناء هذا المجتمع لا تخافوا… فالحق لا يموت، ما دام هناك من يحمله في قلبه، والعدل لا يسقط، ما دامت له سواعد ترفعه وتذود عنه.. لا تخافوا… ما دام فينا قضاء عادل، يُنصت للحق، ويُعلي راية الإنصاف، وما دام فينا شعب يأبى الظلم، ويُقاوم الجريمة، ويُدين الغدر.. قفوا في وجه الظلم، ولو بكلمة.. امنعوا الجريمة قبل أن تقع، قولوا للباطل: لا، وللمجرم: لن تمر... كونوا أنصار العدل، لا شهود الصمت، وارفعوا صوتكم، فإن في السكوت موتًا أبطأ من الرصاص، وفي الوقوف للحق حياةٌ، تحفظ النفس، وتصون المجتمع... وانا في مقامي هذا ممثلاً للمجتمع وأنتم علي منبر العدالة ظلِ الله في أرضه، أهيب بحضراتكم أن تجعلوا من حكمكم العادل إنذاراً لكل من تسول له نفسه إتيان مثل هذا الجرم فيما بعد، اجعلوا حكمكم ناهياً هن كل أمر سوء تأمر به النفس في هذا الشأن ـ أجعلوه طارداً لكل وسواس يوسوس به الشيطان للنفس لإرتكاب مثل ذلك الفعل فأنها تُطالب بتوقيع أقصى عقوبة علي المتهم جزاء بما أقترفت يداه من جُرم.. وفقكم الله وسدد علي طريق الحق مسعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.