النهار
الأحد 9 مارس 2025 02:10 مـ 10 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إزالة 62 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة فى البحيرة مر عليها 54 عامًا.. شمس البارودي تستعيد ذكرياتها بأول هدية تلقتها من حسن يوسف مفتي الجمهورية في الذكرى الـ56 ليوم الشهيد: دماء الشهداء سطورٌ محفورة في تاريخ الأمة رئيس جامعة بنها حريصون علي تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 فيزا تطلق تقنية ”Tap to Add Card” لإضافة البطاقات بسهولة وأمان للمحافظ الإلكترونية بسبب «ولاد الشمس».. طه دسوقي يعتذر لابنة أحمد فؤاد نجم وزيرة البيئة تبحث مع UGOA آليات التعاون لدعم جهود الوزارة في تطبيق المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الزمالك يواجه سموحة وبيراميدز أمام إنبي.. مواعيد مباريات ربع نهائي كأس مصر الحماية المدنية ببورسعيد تسيطر على حريق داخل وحدة سكنية بحي الزهور في يوم المرأة.. معرض صور وعرض شبابي لرموز المرأة الروسية والمصرية شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى قافلة سيارات اللحوم بسعر 260 جنيه للكيلو اليوم بمركزي المنصورة والكردي

تقارير ومتابعات

درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا يحقق التوازن بين أفراد المجتمع

أكد الدكتور مجدي عبد الغفار، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا يحقق التوازن بين أفراد المجتمع، وليس مجرد تفضّل أو إحسان، بل هو مسؤولية شرعية واجتماعية، حيث أمر الله به في قوله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾. وأوضح أن أمة الإسلام وُصفت بأنها أمة التكافل والتراحم، وقد تجلّى ذلك في سيرة النبي ﷺ قبل بعثته وبعدها، حيث وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها بقولها: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.

وأشار الدكتور عبد الغفار خلال درس التراويح اليوم السبت بالجامع الأزهر إلى أن التكافل في الإسلام يتجاوز الجانب المادي إلى أبعادٍ أعمق، تشمل التكافل النفسي والاجتماعي، فالإنسان قبل البنيان، والمجتمع المتراحم لا يمكن أن يترك فيه الغنيُّ الفقيرَ دون سند، ولا الطبيبُ المريضَ دون علاج، بل يسود فيه الشعور بالمسؤولية الجماعية. واستشهد بما وقع لسلمان الفارسي رضي الله عنه، حين كان مكاتبًا مديونًا، فجاء رجلٌ إلى النبي ﷺ ببيضةٍ من ذهب، فسأله النبي: ماذا صنع الفارسي؟ فلما علم أنه لا يزال في كربه، أرسل له المال ليساعده في سداد دينه، حتى استطاع سلمان أن يتحرر من الرق ويلزم النبي ﷺ في كل غزواته بعد ذلك.

وبيّن فضيلته أن التكافل لا يقتصر على سد الاحتياجات المالية، بل يشمل أيضًا التكافل في المشاعر، فالإنسان قد يُثقل كاهله الهمّ، فيحتاج إلى من يواسيه، كما حدث مع قيس بن ثابت رضي الله عنه، الذي نزل فيه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾. إذ اعتزل في بيته باكيًا، يظن أن عمله قد حبط، حتى أرسل إليه النبي ﷺ من يطمئنه ويبشره بأنه من أهل الجنة.

وأكد الدكتور مجدي أن هذا النموذج الإسلامي في التكافل يُظهر أن الإسلام لا يسعى إلى القضاء على العاصي، بل يسعى للقضاء على المعاصي، وأن واجب المجتمع المسلم أن يكون قائمًا على التراحم والأخذ بيد الضعيف والمخطئ، حتى يكون الجميع في طريق الخير والاستقامة. فالتكافل في الإسلام ليس إحسانًا من فردٍ إلى آخر، بل هو ركيزة من ركائز بناء الأمة، تجعلها قادرةً على مواجهة التحديات، وتحقيق معاني العدل والاستقرار.

موضوعات متعلقة