الصين تضغط على أمريكا بالمعادن بعد فرض الرسوم الجمركية.. الواقع لا يزال صعبًا

تطورات مُهمة جراء الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدد كبير من الدول خاصة الصين، والتي ردت عليها بفرض رسوم جمركية على أمريكا، ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب التجارية بين أمريكا والصين، خاصة بعد إعلان بكين حرمان واشنطن من الحصول على المعادن النادرة، التي تعتمد معظم صناعاتها المتقدمة، لكنها في الواقع لا تسيطر على إنتاجها بل تستوردها بكثافة من بكين.
العناصر الأرضية النادرة
قالت بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن أمريكا تستورد من الصين العناصر الأرضية النادرة، التي تُستخدم في صناعة المحولات الحفازة، السيراميك، الزجاج، البطاريات، والمغناطيسات عالية الكفاءة، بنسبة 72%، والبزموت الذي يدخل في التطبيقات الطبية والذرية فجاء بنسبة 68%، أما الأنتيمون الذي يُستخدم في بطاريات الرصاص ومثبطات اللهب فكان 63%، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تحليلها لمدى اعتماد الولايات المتحدة على الواردات الصينية من المعادن،
وفق الصحيفة، تعتمد أمريكا بشكل كبير على استيراد الزرنيخ، الذي يدخل بشكل أساسي في أشباه الموصلات من الصين بنسبة بلغت 58%، أما الجرافيت الذي يدخل في زيوت التشحيم وخلايا الوقود يمثل 42%، والباريت الذي يستخدم في إنتاج الهيدروكربونات بلغ 30%، أما التنجستن، معدن مقاوم للتآكل يُستخدم في الصناعات الثقيلة فبلغ 27%.
مكونات الأجهزة الإلكترونية
وذكرت، أن أمريكا تستورد من الصين نحو 26% من الجرمانيوم، الذي يدخل في الألياف البصرية والرؤية الليلية، و24% من التنتالوم وهو ضروري في مكونات الأجهزة الإلكترونية، وأيضًا 21% من الغاليوم الذي يستخدم في الأجهزة البصرية والدوائر المتكاملة، وتصدر الصين لأمريكا نحو 9% من المغنيسيوم، الذي يدخل في السبائك والمعادن المختزلة، و6% من الفلورسبار - عنصر مهم في صناعة الألومنيوم والمواد الكيميائية، فضلًا عن 3% من الليثيوم، الذي يدخل في البطاريات القابلة لإعادة الشحن.
ونوهت الصحيفة، إلى أن الخطورة لا تكمن فقط في نسب الاستيراد، بل في سيطرة الصين على عمليات التكرير والمعالجة الصناعية لهذه المعادن، فحتى عندما يتم استخراج بعضها في دول أخرى، تمر معظمها عبر الصين للتكرير، ما يمنحها قوة غير مسبوقة في توجيه سلاسل الإمداد العالمية، والأمثلة عديدة، أبرزها المغناطيسات الأرضية النادرة، التي تُستخدم في كل شيء من السيارات الكهربائية إلى المقاتلات العسكرية، تُنتج الصين 90% من هذه المغناطيسات، وفرضت مؤخرًا قيودًا صارمة على تصديرها، ما دفع البنتاجون إلى دق ناقوس الخطر، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
عقد شراكات مع دول أخرى
ورغم إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارات تنفيذية لتسريع مشروعات التعدين المحلي، إلا أن الواقع لا يزال صعبًا، إذ يوجد في أمريكا منجم واحد فقط لإنتاج المعادن الأرضية النادرة، وهو بالكاد يغطي 15% من الطلب العالمي، وتسعى الولايات المتحدة لعقد شراكات مع دول أخرى مثل أوكرانيا، كندا، والكونغو الديمقراطية، لتأمين بدائل، لكن الفجوة التكنولوجية والتكلفة العالية تجعل من الانفصال عن الصين مهمة مُعقدة.