النهار
الأربعاء 16 أبريل 2025 05:37 صـ 18 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أمير منطقة المدينة المنورة، يفتتح منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية راحة أسبوعين في الزمالك بعد مواجهة سموحة بعد نجاح ”في شرع مين”.. بسمة بوسيل: ليست مجرد أغنية بل رحلة عاطفية في قلوب المستمعين شوبير: أزمة تؤجل سفر بعثة الأهلي إلى جنوب أفريقيا برشلونة يتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا رغم الهزيمة أمام دورتموند 3/1 الأولى من نوعها .. بدء تفعيل منظومة الابلاغ الفوري المباشر بنتائج التحاليل الحرجة بمستشفيات الدقهلية كلية الحقوق تناقش تأثير السياسات الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي والمصري أستون فيلا يودع ابطال اوروبا بعد الخسارة 5/4 بمجموع المباراتين أمام سان جيرمان تشغيل المدفن الصحي الهندسي بقلابشو لمتابعة أداء الشركة المصرية لتدوير المخلفات الصلبة (ايكارو) إعلام السويس ينظم ندوة توعوية بعنوان«دور الولاء والإنتماء فى مواجهة الشائعات» مشاجرة بين طالب ومدير مدرسة بكفر الشيخ خلال زيارته السنوية لمصر الملك أحمد فؤاد الثاني في ضيافة قناة السويس

منوعات

بعد واقعة سالي عبد السلام ..هل السحر حقيقة أم خرافة وما تأثيره في الواقع؟

أثارت الإعلامية سالي عبد السلام ، جدلًا واسعًا وتصدرت حديث منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وذلك بعد حديثها عن تعرضها للسحر الأسود، ووقوع خلاف بينها وبين زوجها أدى إلى الطلاق.
وأثار حديث الإعلامية سالي عبد السلام، عن تجربتها مع السحر خلال حوارها مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "العرافة"، جدلا واسعا، حيث روت أنها عثرت على قطة مصابة بكسور وبداخل فمها ورقة، وذلك أثناء وجود زوجها وشقيقها في صلاة الجمعة، وأوضحت أن زوجها لاحظ القطة على السلم، ما دفعها للتعامل مع الأمر بحذر، وأنها استخدمت الماء والملح وقرأت آية الكرسي قبل أن تتخلص منها بعيدًا عن منزلها. وأشارت إلى أن الواقعة دفعتها للتساؤل عما إذا كانت تحمل دلالات غير طبيعية.
وتابعت : لقيت قطة عضمها متكسر وفي فمها ورقة"،"دخلت على جوجل وسألته، قالي معرفش ايه السحر الأسود، لكني أعرف السحر، وأوضحت أنها لم تكن تسعى للفت الأنظار، لكنها شعرت بضرورة الحديث عن معاناتها مع السحر الأسود، مؤكدة أنها حاولت البحث عن إجابات عبر الإنترنت لكنها لم تجد معلومات واضحة.
وأشارت عبد السلام إلى أنها لم تستشر أحدًا في البداية، حتى رجال الدين، قائلة: "بحثت في جوجل، لكنه لم يعطني إجابة دقيقة، ولم أسأل أحدًا حتى شيوخي، لأنني في أمور كثيرة أستفتي قلبي".
ويتساءل العديد من المتابعين عن حقيقة وجود السحر والحسد أم أنها خرافة، وتأثير السحر على العلاقة بين الزوج والزوجة وهل يمكن للسحر أن يتسبب في انفصالهما.
هل السحر موجود؟
تقول دار الإفتاء: ينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين، وقد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك.
والصواب هو البحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر، ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له.
ولا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلمًا أن ينكرهما فقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بوجودهما؛ فقال سبحانه: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]، وقال عز وجل: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنته الشريفة بوجودهما؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ» رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ...» .
وتابعت : لكن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين.
فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
هل للسحر حقيقة وتأثير في الواقع؟
اختلف العلماء في أمر السحر هل له حقيقة، أم هو شعوذة وتخييل:
فقد فذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن السحر له حقيقة وتأثير، بينما ذهب المعتزلة وبعض أهل السنة إلى أن السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، وأنه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على أنواع:
1- التخييل والخداع.
2- الكهانة والعرافة.
3- النميمة والوشاية والإفساد.
4- الاحتيال.
واستدل الجمهور من العلماء على أن السحر له حقيقة وله تأثير بعدة أدلة منها: قوله تعالى: ﴿سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ، وقوله تعالى: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه، : ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].
هل السحر يسبب الضرر؟
وأوضحت دار الإفتاء إنه من استعراض الأدلة نرى أن ما ذهب إليه الجمهور أقوى دليلًا، فإن السحر له حقيقة وله تأثير على النفس، فإن إلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر، ولو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد، ولكن كثيرًا ما يكون هذا السحر بالاستعانة بأرواح شيطانية، فنحن نقر بأن له أثرًا وضررًا ولكن أثره وضرره لا يصل إلى الشخص إلا بإذن الله، فهو سبب من الأسباب الظاهرة التي تتوقف على مشيئة مسبب الأسباب رب العالمين جل وعلا.