قيادي بحركة «فتح» لـ«النهار»: لدينا قيادات قادرة على تولي السلطة الفلسطينية خلفًا لـ«أبو مازن» نُثمّن الموقف المصري الثابت في دعم حقوق شعبنا الفلسطيني

«حماس» عليها التخلي عن سياسات الأمر الواقع والتزامها بالمشروع الوطني الفلسطيني
نتوقع أن تساهم القمة العربية المٌرتقبة في بلورة موقف عربي موحد داعم للحقوق الفلسطينية
لم نرفض مقترح مصر بشأن «لجنة الإسناد المجتمعي» في غزة ولكن كان لدينا تحفظات
الدعم العسكري الأمريكي غير المشروط يشجع إسرائيل على مواصلة عدوانه وسياسة التطهير العرقي
هذا موقف الحركة من عودة محمد دحلان إلى الساحة السياسية عبر السلطة الفلسطينية
علق القيادي البارز عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم «حركة فتح»، على لقاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، وذلك بالتزامن مع وصول شحنة الأسلحة الأمريكية الثقيلة إلى اسرائيل
وقال القيادي بحركة «فتح»، نأمل أن يسهم لقاء وزير الخارجية الأمريكي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل وإنهاء العدوان على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدًا خلال حوار خاص لجريدة «النهار المصرية»، أن هذا الدعم العسكري غير المشروط يشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه وسياسة التطهير العرقي، ويدفع باتجاه مزيد من التصعيد.
وإلى نص الحوار..
ـ ما تعليقك على لقاء وزير الخارجية الأمريكي ونتنياهو تزامنًا مع وصول شحنة الأسلحة الأمريكية الثقيلة إلى إسرائيل؟
نأمل أن يسهم هذا اللقاء في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل وإنهاء العدوان على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، مع الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من الأراضي الفلسطنية وتوفير الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والحياة إلى القطاع، بما يضمن السيادة الفلسطينية عليه كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ونخشى من استغلال نتنياهو وحكومته المتطرفة لتصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة لعرقلة تنفيذ الاتفاق، خاصة في ظل تدفق شحنات الأسلحة الثقيلة التي تُستخدم في استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية الفلسطينية. هذا الدعم العسكري غير المشروط يشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه وسياسة التطهير العرقي، ويدفع باتجاه مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.
ـ ما تعليقك على تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة؟
هذه التصريحات مرفوضة جملةً وتفصيلًا، وهي امتداد لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض حلول غير شرعية تتعارض مع القانون الدولي الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، ولن يقبل بأي شكل من أشكال التهجير القسري أو تكرار نكبة جديدة، وندعو المجتمع الدولي إلى رفضها بشكل قاطع واتخاذ موقف واضح وحازم ضد أي محاولات لترحيل الفلسطينيين قسرًا، والعمل على تنفيذ القرار الأممي 194 الذي يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ـ إذا صمم ترامب على مقترح السيطرة على غزة.. كيف تتعامل حركة فتح مع ذلك؟
نرفض بشكل قاطع أي وصاية أو سيطرة خارجية على غزة، سواء من قبل الاحتلال أو أي جهة أخرى، غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، والجهة الوحيدة المخولة بإدارتها هي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وذراعها التنفيذي والإداري والخدماتي السلطة الوطنية الفلسطينية، ضمن إطار السيادة الوطنية الكاملة، وأي محاولة لفرض سيطرة خارجية على غزة ستواجه برفض فلسطيني مطلق، وسنواصل العمل مع أشقائنا العرب والمجتمع الدولي لإفشالها، الحل الوحيد المقبول هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة، وإعادة إعماره تحت سيادة فلسطينية كاملة، وبما ينسجم مع الخطة المصرية والجهود والعربية والدولية لوقف العدوان وتحقيق الانسحاب الكامل وإعادة الاعمار، وبحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل.
ـ تعليقك على الموقف المصري والخطة المصرية لإعمار غزة والقمة العربية المقبلة؟
نُثمّن الموقف المصري الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفضه القاطع لمخططات التهجير القسري التي يسعى الاحتلال إلى فرضها الدور المصري كان ولا يزال محوريًا في حماية الحقوق الفلسطينية وإحباط المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، هناك تنسيق كامل بين الحكومة الفلسطينية ومصر، التي قدمت خطة شاملة تتكامل مع الأولويات الفلسطينية وخطة الحكومة الفلسطينية، وتضمن إعادة الإعمار في إطار سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، ونتوقع أن تساهم القمة العربية المقبلة في بلورة موقف عربي موحد داعم للحقوق الفلسطينية، ورافض لأي حلول تنتقص من حق شعبنا في أرضه ووطنه.
ـ هل ستوافق حركة حماس على الوثيقة المصرية التي تنص على تراجعها عن صدارة المشهد السياسي في غزة؟
موقفنا في حركة فتح واضح: نحن مع وحدة القرار الفلسطيني، ومع استعادة الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، بما يضمن إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة وطنية وسياسية وإدارية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
الوثيقة المصرية تهدف إلى تحقيق إعادة الإعمار بإدارة فلسطينية شرعية، بعيدًا عن التفرد والاستحواذ، وبما يزيل أي عقبات وذرائع للبدء في إعمار القطاع بوجود أبناء شعبنا الفلسطيني فيه وليس خارجه، وهذا يخدم المصلحة الوطنية، لكن المطلوب هو التزام جميع الفصائل، بما فيها حماس، بالشرعية الفلسطينية، والعمل بمسؤولية وطنية بعيدًا عن الحسابات الفصائلية أو الأجندات الخارجية.
ـ هل يمكن إقناع حركة حماس بالاندماج داخل منظمة التحرير الفلسطينية والموافقة على حدود عام 1967؟
هذا يعتمد على استعداد حركة حماس للتخلي عن سياسات الأمر الواقع، والتزامها بالمشروع الوطني الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
حماس أبدت أكثر من مرة استعدادها للقبول بدولة فلسطينية على حدود 1967، وهذا ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية نحن في حركة فتح منفتحون على الحوار، لكن على قاعدة الالتزام الوطني الحقيقي، وليس كتكتيك سياسي لكسب الوقت أو تحسين المواقف التفاوضية.
ـ هل يمكن لحركة فتح تقديم بعض التنازلات لإقناع حماس بتنظيم انتخابات عامة؟
نحن في حركة فتح نؤمن بالديمقراطية ونجدد التأكيد على جاهزيتنا لإجراء انتخابات عامة تشمل الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس، لكن المشكلة لم تكن في فتح، بل في أن حركة حماس لم تحترم نتائج الانتخابات عندما فازت بها عام 2006، واستخدمتها كذريعة للانقلاب على السلطة الوطنية عام 2007، مما أدى إلى انقسام سياسي وجغرافي استغله الاحتلال لتعطيل مشروعنا الوطني.
رغم ذلك، نحن مستعدون للمضي قدمًا في الانتخابات بمجرد توافر الظروف اللازمة، مع التأكيد على ضرورة إجرائها في القدس، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من دولة فلسطين.
ـ لماذا رفضت السلطة الفلسطينية مقترح مصر بشأن «لجنة الإسناد المجتمعي» في غزة؟
لم نرفض المقترح، كان لدينا تحفظات جوهرية عليه، حيث نرى أن هذه اللجنة قد تُكرّس الانقسام أو تعطي شرعية لإدارة منفصلة في غزة، وهو ما يتعارض مع جهود استعادة الوحدة الوطنية.
قدّمت السلطة الفلسطينية عبر الحكومة خطة متكاملة تتماشى مع الرؤية المصرية، وتضمن تسريع عملية إعادة الإعمار، مع الحفاظ على وحدة القرار الفلسطيني تحت مظلة الشرعية الفلسطينية. وندعو الجميع لدعم هذه الرؤية التي تصب في مصلحة شعبنا.
ـ هل يمكن أن تهدد السلطة بحل نفسها في ظل رفض إسرائيل لاتفاقيات أوسلو؟
القيادة الفلسطينية تدرس جميع الخيارات في مواجهة التعنت الإسرائيلي، لكن حل السلطة ليس خيارًا مطروحًا الآن، لأن ذلك سيخلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا يستغله الاحتلال لمزيد من السيطرة على الأرض الفلسطينية.
ومشروعنا الوطني ليس مشروع سلطة مؤقتة، بل هو نضال مستمر لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بدلًا من حل السلطة، نطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته وبقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ودعم المسار القانوني في المحاكم الدولية لمحاسبته على انتهاكاته.
ـ هل تمارس حركة فتح نهجًا وسطيًا يتيح التقارب مع حماس؟
نحن في فتح نؤمن بضرورة توحيد الصف الفلسطيني، والوحدة الوطنية هي خيار استراتيجي بالنسبة ولنا ولن نتوقف عن مساعينا للوصول الى الوحدة الوطنية، ونحن منفتحون على الحوار مع جميع الفصائل، ولكن بشرط الالتزام بالثوابت الوطنية، وعدم الانجرار وراء أجندات خارجية تُعمّق الانقسام بدلًا من إنهائه.
ـ من سيكون خليفة الرئيس محمود عباس في حال إجراء انتخابات رئاسية؟
هذا قرار الشعب الفلسطيني، وهو الذي سيحدد عبر صناديق الاقتراع من سيقود المرحلة القادمة، الرئيس محمود عباس هو الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني انتخب عبر صندوق الاقتراع وحمل رسالة وحقوق الشعب الفلسطيني بأمانة وصبر وحرص واقتدار ولا يزال.
حركة فتح لديها قيادات قادرة على تحمل المسؤولية، ولكننا نؤكد أن الأولوية الآن هي لإنهاء العدوان والاحتلال، ومواجهة مشاريع التصفية والضم والتهجير، ومتى وصلنا إلى مرحلة تمكننا من إجراء الانتخابات فستكون وسيكون الخيار للشعب الفلسطيني العظيم.
ـ هل سيعود محمد دحلان إلى الساحة السياسية عبر السلطة الفلسطينية؟
«محمد دحلان» خارج إطار حركة فتح بعد قرار تنظيمي من الحركة بفصله، وبالتالي لا يوجد حديث عن أي دور سياسي له داخل أًُطر الحركة أو السلطة الوطنية، و نحن نركز الآن على استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء العدوان والاحتلال، وعبور هذه المرحلة الفارقة في تاريخ قضيتنا الفلسطينية.