النهار
السبت 11 يناير 2025 01:51 مـ 12 رجب 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

كاليفورنيا ما زالت تحترق.. أزمة الحرائق تهدد مستقبل الولاية

ما تزال ولاية كاليفورنيا تشهد حرائق مدمرة تترك آثارًا كارثية على المستويات البيئية، الاقتصادية، والبشرية، مما يجعلها أزمة متكررة تُثقل كاهل الولاية، في مطلع عام 2025، اندلعت سلسلة من الحرائق الجديدة، أبرزها حريق "باليسادز" في منطقة لوس أنجلوس، الذي اجتاح أكثر من 14,000 هكتار من الأراضي، وأسفر عن تدمير آلاف المنازل، وإجلاء ما يزيد على 180,000 شخص، بالإضافة إلى تسجيل 10 وفيات وعدد كبير من المفقودين.

الخبراء يعزون هذه الحرائق المتكررة إلى أسباب متشابكة، منها التغير المناخي، الذي تسبب في زيادة درجات الحرارة والجفاف المزمن، مما جعل الغابات بيئة مثالية لاندلاع النيران، كما تلعب الرياح العاتية، مثل "رياح سانتا آنا"، دورًا رئيسيًا في تسريع انتشار النيران، مما يضاعف من صعوبة السيطرة عليها.

بحسب تقرير صادر عن إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا (CAL FIRE)، فإن عام 2025 يشهد واحدًا من أسوأ مواسم الحرائق في تاريخ الولاية، مع ارتفاع معدلات التدمير والخسائر البشرية.

من جهة أخرى، نقل موقع The New York Times أن تكلفة مكافحة هذه الحرائق تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا، مع توقعات بأن تزداد هذه التكاليف في السنوات المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة للحد من الظاهرة.

إلى جانب الخسائر المباشرة، تؤثر هذه الحرائق بشكل كبير على الاقتصاد المحلي من خلال تدمير الممتلكات والبنية التحتية، كما تُفاقم مستويات تلوث الهواء، مما يترك آثارًا طويلة الأمد على الصحة العامة. وقد حذر تقرير نشرته BBC من أن الدخان المنبعث من حرائق الغابات يساهم في زيادة أمراض الجهاز التنفسي لدى السكان.

في ظل هذه الكوارث، تتزايد الدعوات إلى تبني سياسات بيئية أكثر صرامة، مثل إدارة الغابات بطرق مستدامة، وتطبيق تقنيات حديثة لرصد الحرائق ومكافحتها، ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو مواجهة التغير المناخي، الذي يضاعف من شدة الكوارث الطبيعية حول العالم.