حكم شراء الهدايا للمسيحيين في الكريسماس
في كل عام، ومع اقتراب موسم الاحتفالات بالكريسماس وأعياد الميلاد، تتجدد الأسئلة حول طبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وما يجوز شرعًا فيما يتعلق بتهنئة الأعياد وتقديم الهدايا، يعيش المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب في أوطان عديدة، يجمعهم تاريخ مشترك من المحبة والتعايش السلمي. ورغم اختلاف العقائد، يظل احترام الآخر جزءًا أساسيًا من تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى البر والإحسان والتعامل بالحسنى مع الجميع.
ومع ذلك، تُثار بعض القضايا الشرعية التي تتعلق بالمناسبات الدينية لغير المسلمين، ومنها: هل يجوز للمسلمين مشاركة المسيحيين فرحتهم بالكريسماس من خلال التهنئة أو تقديم الهدايا؟ وهل ذلك يعد من قبيل الإحسان الذي يدعو إليه الدين أم يتعارض مع العقيدة الإسلامية؟
الإجابة عن هذه التساؤلات تأتي من المؤسسات الدينية الكبرى، وعلى رأسها الأزهر الشريف، باعتباره مرجعية دينية معترف بها عالميًا، وقد أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر أن الإسلام دين سماحة، يدعو إلى تعزيز التعايش السلمي والتواصل الإنساني، وبهذا فإن تقديم الهدايا وتهنئة المسيحيين بالكريسماس أمر جائز شرعًا، ما دام لا يتضمن أي مخالفات للعقيدة أو مشاركة في طقوس دينية.
الإسلام يشجع على بناء جسور المودة والاحترام مع الآخرين، وتقديم الهدايا في المناسبات المختلفة يُعد إحدى وسائل التقارب والتأكيد على المحبة.
وفي ظل هذه الأحكام، تظهر دعوة الإسلام للسلام الاجتماعي والتعايش بين أبناء الوطن الواحد بمختلف عقائدهم وأديانهم.