«من قلب غزة المحاصر».. مبادرات طفولية تُشعل شموع الأمل في عتمة غزة
في قلب الحروب المستمرة التي تعصف بقطاع غزة، يظل الأطفال هم الأكثر تأثرًا بمعاناة لا توصف، حيث يعيشون في واقعٍ مرير مليء بالدمار والخوف، هؤلاء الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم سنوات قليلة، أصبحوا شهودًا على فصول مأساة إنسانية، عايشوا خلالها القصف العنيف، وتدمير المنازل، وفقدان الأهل والأحباء، في ظل حصارٍ خانق يجعل من الحياة في غزة معركة يومية للبقاء على قيد الحياة.
أطفال غزة
وفي سياق ذلك، كشفت روان العطار، أحد أبناء غزة، في تصريح خاص لـ "النهار"، عن كفاحها في دعم أطفال شعبها، الذين يراودهم القلق والخوف على أنفسهم وعلى أسرهم في كل لحظة، حيث تحولت المدارس التي كانت يوًما مكانًا للعلم واللعب، إلى مراكز إيواء ومناطق مستهدفة، ليُحرَم الأطفال من حقهم في التعليم والأمن، موضحة أن الآثار النفسية للحروب تركت بصماتٍ مؤلمة عليهم ويعاني العديد منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة.
وقالت ابنة غزة، إنها تقوم بالمشاركة في مبادرات متنوعة، مدعومة من العالم العربي، من أجل مساعدة الأطفال والمساهمة في سعادتهم، خاصة المتواجدين في مخيمات النزوح، مؤكدة أن تلك المشاركة تجعلها سعيدة، لأنها تساهم في دخول الفرحة لقلوب تلك الأطفال وشعورهم بالأمان والطمأنينة على قدر المستطاع.
المبادرات
وأشارت "العطار"، إلى أن هذه المبادرات، تشمل سقى الماء، وتوزيع الخبز والخضروات والحليب، على الأطفال النازحين في الخيم، بالإضافة إلى توزيع الكتب ومستلزمات الدراسة للأطفال، لافتة إلى أنها تدعم الأطفال في حفظ القرآن الكريم، ودراسة المناهج اللازمة لهم تعويضًا عن تلك الظروف التي يعيشون فيها وتوفير فرص حياة أفضل لهم.
وأكدت، أنها سوف تواصل دعم الأطفال في مجال التعليم، سواء من خلال توزيع مستلزمات مدرسية أو توفير الحصص التعليمية للأطفال من وقت لآخر، الذين يعيشون في المناطق الأكثر تضررًا بقطاع غزة، لأنها بمثابة متنفس للأطفال، حيث يلتقون مع أقرانهم ويشاركون في أنشطة تحفزهم على استمرار الشغف للحياة.
المؤسسات الإنسانية
وأضافت، أنها استخدمت منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل للتوعية بمعاناة الأطفال في غزة، حيث تروي قصصًا حقيقة لأطفال يعيشون الحروب، لإلقاء الضوء على حقوقهم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم ،كما تبنت قضايا الأطفال في غزة على مستوى عالمي، وسعت إلى جذب انتباه المؤسسات الإنسانية حول معاناتهم.
واختتمت "روان" رسالتها، برسالة شكر إلى جمهورية مصر العربية والأردن، على الدعم الذي قدموه لأهالي غزة، مما جعلها قادرة على تحقيق تلك المبادرات بشكل جعلها تشعر بأن الأمل لا يعرف حدوداً، وأن التغيير يبدأ من الفرد، حتى وإن كان هذا الفرد طفلاً صغيرًا يرفض الاستسلام للألم والدمار.