ترميم أم تشويه للحضارة المصرية.. تماثيل أسود قصر النيل بين الجدل وحماية التراث
خلال الساعات الماضية، أثارت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة واسعة بسبب صور متداولة لتماثيل أسود قصر النيل، التي ظهرت مدهونة بشكل أثار استياء الكثيرين، وقد بدأ الناس يتساءلون حول طبيعة أعمال الصيانة التي أُجريت على هذه التماثيل التاريخية، خاصةً أنها تُعد من أبرز معالم القاهرة.
أعلنت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع محافظة القاهرة، عن مشروع لترميم 21 تمثالًا تاريخيًا، من بينها تماثيل أسود كوبري قصر النيل، إلا أن الصور التي انتشرت بعد أعمال الصيانة تسببت في انقسام الآراء؛ حيث رأى البعض أن هذه الطريقة تُلحق ضررًا بالقيمة الفنية والمعمارية لهذه التماثيل بدلًا من الحفاظ عليها.
من جهتها، أعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن اعتراضها على الطريقة المستخدمة، مشيرة إلى أن الأدوات المستعملة أدت إلى طمس الطبقة الأصلية للتماثيل، التي تُعد جزءًا أساسيًا من هويتها التاريخية والجمالية.
وقد صرحت ريهام عمران، الأمين العام للنقابة، لصحيفة "النهار" بأن ما يحدث هو "تشويه للتراث وليس ترميمًا"، مضيفةً أن الفنانين يشعرون بالاكتئاب بسبب ما يتعرض له التراث المصري، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع.
حقيقة طمس هوية تماثيل قصر النيل
في ردها على هذه الانتقادات، أوضحت وزارة الآثار، من خلال الدكتور عبد الحميد كفافى، مدير التخطيط والمتابعة في قطاع الترميم، في تصريحات خاصة لجريدة "النهار" أن الطبقة المستخدمة في الدهان هي طبقة خفيفة عازلة، ولا تؤثر على هوية التماثيل، بل تُسهم في حمايتها من عوامل التعرية والحرارة والرطوبة.
وأكد كفافى أن الصور المتداولة قد صُوّرت في ضوء ليلي، مما أثر على اللون الطبيعي للتماثيل، وأوضح أن الوزارة تحرص على القيام بصيانة دورية تحفظ التراث المصري دون أي تشويه.
نبذة تاريخية عن تماثيل أسود قصر النيل
تم إنشاء تماثيل أسود قصر النيل في عام 1870، في فترة شهدت فيها مصر محاولات لتعزيز معالمها الثقافية والتاريخية.
وقد صُنع التمثالان من البرونز على يد النحات الفرنسي هنري جاكمار، ليصبحا من أبرز معالم القاهرة ويمثلا رمزًا لجسر قصر النيل.