محاكاة الواقع في الدراما.. ضرورة أم قيد على الإبداع
تطرح مسألة محاكاة الواقع في الأعمال الفنية والدرامية بشكل متكرر، وتثير جدلا واسعا بين النقاد والجمهور، فهل يجب على الأعمال الفنية أن تقلد الواقع بشكل دقيق؟ وهل تفقد العمل الفني قيمته الجمالية إذا لم يكن متماشيا مع الواقع؟
يرى بعض النقاد أن محاكاة الواقع ضرورية لإعطاء العمل الفني صدقية وجاذبية لدى المشاهد، بينما يرى آخرون أن للفن مساحة واسعة من الحرية الإبداعية، ولا يجب أن يقيد بواقع محدد.
وتؤكد الناقدة الفنية خيرية البشلاوي على أن الدراما تقدم أشكالا متنوعة، كالدراما التاريخية والفانتازيا والدراما الإجتماعية. ولا يفترض أن تحاكي الواقع بشكل مباشر، فالواقع هو نسيج واسع يمكن أن ينقل من خلال زوايا متعددة .حسب رؤية المؤلف وصناع العمل.فهل يتم تقديم الواقع بشكل تسجيلي أم يتم معالجته ليعبر عن وجهة نظر محددة؟
وتشدد البشلاوي على ضرورة مراعاة شروط محددة أثناء تقديم المعالجة الدرامية، كوجود قالب درامي متقن ورؤية محكمة،إضافة إلى جرعة ترفيهية عالية. فالهدف هو تقديم عمل فني ممتع وهادف. يخاطب إنسانية الإنسان ويعبر عن منظومة القيم التي يؤمن بها.
بينما تشير الناقدة الفنية ماجدة خير الله إلى أن محاكاة الواقع ليست ضرورية في الدراما، بإستثناء الدراما التاريخية التي تلتزم بالأحداث في حقبة زمنية محددة، مع إعطاء المؤلف حرية إضافة أبعاد درامية خاصة بالمعالجة،لافتة إلي أن الفن هو مسألة إبداعية لا تخضع لأي ضروريات أو قيود.بل هو عملية كاملة يأخذ فيها المبدع مساحته ويضيف مايريد حسب طريقة التقديم. فمن لا يدرك ذلك لا يدرك مفهوم الفن.