النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:07 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

بعد إغتيال ”هنية”.. ”خطط وعملاء” إستفهام حول إختراق إسرائيل الأمن الإيراني؟

الصراع الإيراني الإسرائيلي
الصراع الإيراني الإسرائيلي

"إسرائيل تغتال قيادي، (حماس - حزب الله- الحرس الثوري الإيراني) بالأراضي الإيرانية"، كلمات ترددت كثيرا الفترة الماضية، ضربا بسيادة طهران على أراضيها عرض الحائط، تحمل توقيع نفس المجرم (إسرائيل)، ونفس الهدف في كل مرة، مايختلف فقط هو أسم الضحية، والذي كان أخرها في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

أسدل الستار في الثانية من صباح امس الأربعاء، بتوقيت طهران بالأراضي الإيرانية، على قصة نضال ضد الكيان الصهيوني، بطلها هو إسماعيل هنية، ذلك الصيد الثمين بالنسبة لقادة دولة الإحتلال الذين طالما حلموا بالظفر بحياته، من خلال محاولات عديدة في عام 2003، 2006، و2014، بائت جميعها بالفشل، حتى استطاعت اغتيال ثلاثة من أبناءه رفقة أبنائهم في أبريل الماضي بقطاع غزة، والذي قال فيهم ناعيًا “ليس أغى من الدم الفلسطيني”.

إسماعيل هنية

إسماعيل هنية

اسماعيل هنية، الشخص الأخير ضمن قائمة إغتيالات نفذها الإحتلال عاش أصحابها، لحظات حياتهم بالأراضي الإيرانية قبل أن تطالهم، ضربة المسيرات الإسرائيلية المتلاعبة في الأجواء الإيرانية، أو العبوات شديدة الإنفجار التي وضعت بمعرفة الأجهزة الإسرائيلية التي أظهرت خلل الدفاعات الإيرانية الزريع في حماية أراضيها وضعف استخبارات طهران، رغم إمتلاك طهران منظومات دفاعية متطورة.

حسن مقدم

ذكرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية، أن عملاء سابقين بالاستخبارات الأميركية، أكدوا وقوف الولايات المتحدة واسرائيل خلف عملية انفجار مستودع ذخيرة للحرس الثوري الإيراني في ضواحي طهران في عام 2011 أدى إلى إلى مقتل الجنرال في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم، بين أكثر من 30 شخصا اخرين.

مصطفى روشان

اتهمت إيران في عام 2012 إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بتنفيذ عملية اغتيال العالم مصطفى أحمدي روشان الذي يعمل في موقع نطنز النووي، والذي توفي في العام ذاته بانفجار قنبلة مغناطيسية وضعت على سيارته.

محسن فخري زادة

وُفي عام 2020 اتُهمت اسرائيل باغتيال رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع الإيرانية ونائب وزير الدفاع في ذلك الحين، محسن فخري زادة، رميا بالرصاص من قبل أشخاص يستقلون دراجة نارية ، ثم تفجير سيارة مفخخة في طريقه.

قاسم سليماني

في سياق متصل تمكنت الحليف الأكبر لإسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2020، من قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، في الأراضي العراقية، والتي تعد الشريك الأول لطهران بالمنطقة.

قيادات الحرس الثوري

أثناء تواجد 7 من قيادات الحرس الثوري الايراني في القنصلية الايرانية بدمشق ابيل الماضي، بينهم رضا زاهدي المسؤول الأعلى لفيلق القدس تمكنت اسرائيل من تنفيذ ضربة جوية دقيقة أودت بحياتهم جميعا.

تساؤلات

تساؤلات متعددة تتبادر للأذهان، هل أصبحت إسرائيل بهذه القدرة على اختراق الراضي الإيرانية؟، أم أن طهران أصبحت عاجزة عن إفشال مخطاات اسرائيل بأراضيها؟ أم هناك عملاء يسهلون مهمات اسرائيل؟.

خطة ممنهجة

حول، هذه التساؤلات قال وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد، إن اسرائيل لديها خطة بإستهداف الشخصيات التي تعمل ضدها، من قادة قيادات المقاومة وقد تتوسع في ذلك مستقبلًا خاصة بعد أن عاد نتنياهو من زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي جعلته أكثر شراسة.

اختراق اسرائيل للداخل الإيراني

أضاف وكيل المخابرات العامة الأسبق في تصريحات لـ"النهار" أن هناك اختراق إسرائيلي واضح للداخل الإيراني، مكنها من تنفيذ جميع الاغتيالات التي نفذتها ومنها إسماعيل هنية في صباح اليوم.

يهود إيران

وأوضح، اللواء رشاد، أن هناك علاقات قوية تربط بين إسرائيل واليهود الذين يسكنوا بالأراضي الإيرانية حيث يسعون لخدمتها بمختلف المصالح، مؤكدًا أن اسرائيل تنفق أموال طائلة لكسب عملاء يعملون لحسابها.

تصعيد محتمل

من جانبها قالت استاذ العلوم السياسية، الدكتورة نورهان الشيخ، إن اغتيال اسرائيل لإسماعيل هنية اليوم في ايران خطوة تصعيدية خطيرة قد تقود الى حرب واسعة لأن إيران ستكون متمسكة بالرد، خاصة بعد العمليات الاسرائيلية الأخيرة في لبنان وسوريا.

عملاء لإسرائيل

وأضافت، “الشيخ" خلال تصريحات لـ”النهار" أن اغتيال اسماعيل هنية في الداخل الايراني أمر محرج بالنسبة لطهران، يؤكد إختراق اسرائيل بقوة للأمن الإيراني، بواسطة عملاء، وتنسيقات وغير ذلك، موضحًة، أن حادث وفاة الرئيس الايراني السابق نفسه “رئيسي” يحمل كثير من علامات الاستفهام حول تورط اسرائيل.

وتابعت أن، الحركة الصهيونية الاسرائيلية تقوم منذ بدايتها على تنفيذ عمليات اغتيال من يقف ضد الدولة الاسرائيلية في العالم وليس في المنطقة فقط.

حرب غزة

في سياق أخر أكدت الدكتورة نورهان الشيخ أن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو سيتمادى في حربه على غزة خلال الفترة المقبلة، للإطالة من استمراره في الحكم.

وأِشارت إلى أن الداخل الاسرائيلي سيستمر في الضغط على نتنياهو لانهاء الحرب، لأسباب متعددة، منها (التجنيد الإجباري للبعض- طول فترة الخدمة العسكرية - عدد القتلى في صفوف الجيش - الأوضاع الإقتصادية المتردية - شبهات الفساد حول نتنياهو وزوجته) .