النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:10 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

لماذا ينتهك نتنياهو قرار مجلس الأمن الدولي بضرب لبنان خلال أيام عيد الأضحي المبارك؟

نتنياهو المتطرف مجرم الحرب رئيس وزراء إسرائيل
نتنياهو المتطرف مجرم الحرب رئيس وزراء إسرائيل

الأمة العربية الإسلامية كانت تعيش في سلام بعيدا عن أزمات اليهود المفتعلة،وذلك في أوائل القرن التاسع عشربل ،وكان يعيش أصحاب المعتقد اليهودي دون إضطهاد في كنف الدول العربية الإسلامية حتي ما وقع من مأساة لليهود عام 1930 في برلين علي يد الشر النازي لهتلر ووقوع حادثة الهولوكوست.

وكما قلنا من قبل تأسست الحركة الصهيونية عام 1877،واستغلت مأساة اليهود في ألمانيا والغريب إن المعقتد اليهودي يُحرم قيام إسرائيل كدولة من الأساس لكن للحركة الصهيونية أهدافا أخري،وكان يمكن لما يعرف بدولة الكيان الصهيوني أن تكون في الأرجنتين مثلا،وكانت فلسطين الدولة العربية الإسلامية هي أحد خيارات تأسيس وطن للحركة الصهيونية التي لادين لها.

وبمتابعة الأحداث التاريخيىة نجد مع بزوغ عصر الحرية الإنسانية ورغبة الإنسان في الاستقلال وتحقيق العدالة،والمساواة بينما كانت تعيش معظم الدول الإفريقية والآسيوية معاناة الإحتلال من الإمبراطورية البريطانية قديما بسبب غياب فكرة الحرية والعدالة لبني الإنسانية،وعند غروب شمس الإمبراطورية البريطانية،وإكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية وإمتلاء الهلال الخصيب بالثروات فزرعت الإمبراطورية البريطانية بلطجي وسارق في قلب الأمة العربية الإسلامية لضمان وصول الثروات إليها،وإشغال العرب ذلك التوقيت بمواجهة ذلك الكيان المُصغر في عدة حروب وبيع السلاح إليهم من حين لآخر مع الإحتفاظ بوجود سارق للثروات في الوطن العربي،وهو الكيان الصهيوني الإسرائيلي،وذلك كانت تصور بلفور الذي أعطي الوعد لحركة الصهيونية الشيطانية التي علي استعداد لقتل اليهود أنفسهم لتحقيق أغراضهم ماداموا ليسوا صهاينة مقابل الإنتصار بالحرب العالمية الثانية.

والوجه الآخر من نظرية بلفور غير المُعلنة هي النهاية المتوقعة لليهود لإن عدد العرب أكبر منهم بالمنطقة وإرسالهم للشرق الأوسط سيجعل القارة الأوروبية ترتاح من الأزمات التي يفتعلها اليهود في أي مكان،وهي ماجعلت هتلر يرتكب الجريمة البشعة بسبب سيطرة اليهودعلي مفاصل الدولة الألمانية وأموالها،وبتواجد اليهود بقلب الوطن العربي له سيناريوهين إما إنتصار العرب علي اليهود والتخلص منهم للآبد أو الدخول في حروب عسكرية متعددة مع العرب،ويضمن الرجل الأبيض الأوربي تدفق الثروات العربية إليه،وبيع السلاح في المنطقة العربية،والرجل الأوروبي هو الفائزفي الحالتين.

وذلك هو تاريخ قيام دولة إسرائيل منذ عام 1917 في موجات هجرة يهودية من مختلف دول العالم إلي فلسطين حتي دخول جولدامائير رئيسة وزاء إسرائيل السابقة عام 1920 إلي فلسطين بجواز سفر عربي فلسطيني،وفي عام 1948 قامت دولة الكيان الصهيوني وارتكبت المجازر بذبح قرية ديرياسين الفلسطينية،وهي أحد الجرائم المتعددة،وهي الأزمة التي لايزال يعيش الوطن العربي بها حتي الآن،وطوفان الأقصي الأخير كان نتيجة لضياع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

والذي حاول مجلس الأمن الدولي حلها عن طريق تنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعلي حدود ما قبل عام 1967،والعجيب بإن دولة الكيان الصهيوني ليس لها حدود مُرسَمَة مع لبنان أو سوريا الأشقاء ورَسَمَت إسرائيل حدودها مع مصر عندما مُنيت إسرائيل بهزيمة ساحقة عام 1973،وإذا كانت إسرائيل دولة ديمُقراطية كما يزعُمون فلماذا يخالفون القانون الدولي؟ ولماذا لم يقيموا الدولة الفلسطينية لتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة؟ ولماذا لم يرسموا حدودهم مع لبنان وسوريا؟

والإجابة بإن الكيان الإسرائيلي الصهيوني هو كيان استعماري من بقايا الاستعمار القديم يهدُف إلي إحتلال جميع الدول العربية،ولن يتخاذل في إلقاء قنبلة نووية علي العرب لإبادتهم جميعا عندما تحين الفرصة كما قال بن غفير وزير الأمن المتطرف الإسرائيلي لكن هيهات فلمملكة العربية السعودية الآن دخلت دول النووي بالاتفاق مع الولايات المتحدة لتنفيذ برنامج نووي سعودي.

وما نراه الآن ما يقع في لبنان الشقيق من محاولة إسرائيل التصعيد العسكري مع حزب الله في لبنان فنجد إن حزب الله لم يحاول الاشتباك مع إسرائيل خلال أحداث السابع من أكتوبر بفلسطين،والتزم أكثر من مرة بقانون الإشتباك المحدود،وهو أن يكون حزب الله رد فعل علي إسرائيل التي تخالف القانون الدولي،وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701حول لبنان،وفي حرب الإغتيالات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل فقد قتلت إسرائيل القيادي بحزب الله عبدالله طالب ليرد حزب الله بضرب منشآت عسكرية إسرائيلية منشأة في الأراضي السورية والذي يدفعنا إلي التساؤل الآن لماذا تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية؟

ويقودنا لنفس الإجابة بإن دولة إسرائيل كيان صهيوني استعماري يعيش كابوس احتلال المنطقة العربية،وتحقيق ما يعرف بإسرائيل الكبري،والعجيب إن الكيان الصهويني لم يقرأ نبوءة مصر الكبري،ونعود لما يجري من محاولة الصهاينة بشيطنة المنطقة،وإشعال حرب كبري كما دعا المتطرف نتنياهو بإشعال حرب نهاية العالم هرمجدون.

ومايجري في لبنان نتيجة ضياع حقوق الشعب الفلسطيني البرئ،وإنتهاك لحقوق الإنسان وإبادة للشعب الفلسطيني البرئ،وهو ما دفع حزب الله للمشاركة لوقف العدوان الإسرائيلي علي فلسطين عقب المجزرة الكبري التي وقعت بقتل 40 ألف مدني.

وعن هدف نتنياهو بضرب لبنان؟ نجد بإن نتنياهو يريد البقاء،والاستمرار في السُلطة بأي شكل وقبل نجاح وقف إطلاق النار بفلسطين قال الرئيس الأمريكي جوبايدن في خطاب موجه للعالم بالرغم من إن المسودة الأمريكية للسلام تراعي تحقيق المصالح الإسرائيلية،والفلسطينية لكن رفضها نتنياهو بالهاتف مع بايدن ليقول بايدن للعالم بإن نتنياهو يريد استمرار الحرب لأهداف خاصة.

وتلك الأسباب الخاصة هي الاستمرار بالحكم والخوف من المحاسبة الداخلية علي الفشل العسكري والاستخباراتي أمام المقاومة الفلسطينية في أحداث طوفان الأقصي ليلجأ بايدن إلي مجلس الأمن ويهزم نتنياهو عبر قرار المجلس بتفعيل الهدنة،وهو مايقودُنا إلي محاولة نتيناهو إشعال حرب لبنان ليبقي في الحكم عبر أي طريقة حتي علي حساب أرواح الملايين في حروب غير مبررة في تغافُل نتنياهو لتحذيرات الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي ماكرون بتهديد السلم بالمنطقة.

والأحمق نتنياهو يتغافل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك للبنان في جامعة الدول العربية،ولن يدرك الكارثة إلا بعد وقوعها،وكما قال جانتس وزير الحرب الإسرائيلي المستقيل من حكومة الديكتاتور نتنياهو بإن نتنياهو يحكم إسرائيل بهواه،ويقودها للإصطدام بالحائط من أجل البقاء علي حساب إسرائيل نفسها.

وقد وجه من قبل السيناتورالديمُقراطي الأمريكي تشاك شومر نصيحة لنتنياهو بإن أفضل لإسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ونضيف بإن الانسحاب من لبنان وسوريا وترسيم إسرائيل حدودها معهم سيكون أفضل سيناريو للمنطقة العربية الإسلامية تعيش به إسرائيل حتي لاتتعرض لخطر علي أمنها غير متوقع كما حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من قبل.

الرئيس الأمريكي جوبايدن.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

موضوعات متعلقة