أسامة شرشر يكتب: هل الرد الإسرائيلي قادم على إيران؟!
سعدت جدًا كمصري وعربي بالهجوم الذي قام به الحرس الثوري الإيراني ضد إسرائيل، لأول مرة بصورة مباشرة، وما زاد من إعجابي وفخري على المستوى القومي أن حالة الرعب النفسي والخوف هزت الكيان الإسرائيلي والصهاينة والأمريكان، وأن الضربة كانت ذات أهداف عسكرية محددة ونجحت بتفوق عسكري في تحقيق الهدف المرجو.
وأتعجب من بعض الأبواق والأصوات والمحللين الذين يدعون أن هذه الضربة مسرحية هزلية وأنها متفق عليها مع أمريكا وكأنهم ليسوا سعداء بأن تقوم إيران بضرب تل أبيب، رغم أنهم طالما سخروا من إيران وقالوا أنها لم توجه ضربة واحدة لإسرائيل منذ نشأتها.
فإيران منذ البداية لم تعلن عن حرب شاملة ضد إسرائيل، بل أعلنت أنها تستهدف توجيه صفعة لنتنياهو ليعلم أن طهران قادرة على الوصول للعمق الإسرائيلي، إذا تمادى في استهداف رجالها في سوريا ولبنان، وهو ما حدث بالفعل.
وأيًّا كانت التداعيات، فإن هذا الموقف الإيراني غيّر الحسابات الاستراتيجية في منطقه الشرق الأوسط وفي قضية الصراع العربي الإسرائيلي، فهذه الضربة لم تكن باستخدام وسطاء إيران في المنطقة (على حد تعبير البعض)، ولكنها جاءت ضربة إيرانية خالصة وكانت مواجهة عسكرية مباشرة وهو موقف إيراني جديد على المنطقة، لم يكن ليحدث لولا (طوفان الاقصى).
والتساؤل الذي يدور الآن: ماذا لو قامت إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إنتقامية لإيران؟ وأنا أتوقع حدوثها خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة؟
وهل سيقوم نتنياهو واليمين المتطرف باستهداف المنشآت النووية الإيرانية كما حدث في العراق عام 1981 وكما حدث في سوريا في التسعينات عام 1997؟ أم أنه سيكون هجومًا سيبرانيًّا على الحرس الثوري الإيراني؟
الإجابة عن هذا السؤال جاءت على لسان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذى أعلن أنه إذا تم توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، سيكون رد الفعل الإيراني مفاجأة للاحتلال الصهيوني والأمريكان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن إسرائيل.
وتشير التقاريرإلى أن إيران تمتلك نموذج من الطائرات المسيره تم إنتاجه وتجربته وهو (المهاجر 10) سيقوم بالرد الفوري وضرب مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي في جنوب حيفا والمنشآت البترولية والبتروكيماوية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى كمية من الصواريخ الباليستية التي قيل إن مداها يتجاوز 2000 كيلومتر.
وأعتقد أن الضربة الإسرائيلية لو تمت، ستفتح باب حرب إقليمية كبرى يدخلها العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي حرب لا يعرف أحدًا مداها، وخاصة أن إيران تمتلك بجانب التفوق التكنولوجي العسكري تفوقا عدديا فالجيش الإيراني يبلغ حسب الإحصائيات الأخيرة أكثر من مليون و300,000 جندي من القوات المسلحة الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني جاهز بخطط استباقية للرد الفوري على الهجوم الإسرائيلي.
والملاحظه الخطيرة: لماذا اجتمع مجلس الأمن فورًا لإدانة الهجوم الإيراني على إسرائيل والتلويح بالعقوبات الأمريكية الأوروبية على الجانب الإيراني ولم يتحرك أحد في المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة عندما قامت إسرائيل بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق؟! ولماذا استخدمت أمريكا القانون الدولي للسماح لإسرائيل بالإفلات من الإدانة الدولية؟! هذا هو لب القضية وأخطر ما في الموضوع (أنك بالقانون تغتال القانون) وهذه هي قضيتنا مع الشيطان الأكبر أمريكا وتوابعها إنجلترا وفرنسا.
فهل ستشتعل المنطقة بعد (طوفان الأقصى) في غزة والذى غير قواعد اللعبة والاشتباك وأحدث زلزالا وذلّا للجيش الإسرائيلي، مما جعل منطقة الشرق الأوسط على حافة بركان وحرب إقليمية شاملة ستحدث تأثيرات ضخمة في أسطورة الردع الإسرائيلية المزعومة؟ وهل ستكون الصين وروسيا جزءا من الدعم اللوجستي لإيران في المواجهة القادمة؟!
وهل يعاد ترتيب الأوراق بعد 75 عامًا من الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة مع حالة الغضب الشعبي العالمية ضد ما يقوم به جنود الاحتلال الإسرائيلي ونتنياهو وبن غفير وسموتريتش من إبادة جماعية بحق أهل غزة في ظل صمت بل وتواطؤ أمريكي وأوروبي ودولي؟ أم أن الأقدار تخبئ لنا مفاجآت جديدة؟
هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة.