النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 06:27 صـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
في ليلة توهج الثلاثي الذهبي ريال مدريد يقسو على إسبانيو 4-1 صيادلة المنوفية تُكرم أبنائها من حفظة القرآن الكريم الهلال يقسو على الاتحاد بثلاثية ويتصدر الدوري السعودي سمية الخشاب تقلب السينما رأساً على عقب بـ”أوراق التاروت”وقضية الاغتصاب تشعل ضجة لا مثيل لها بالصور.. نيكول سابا ومصطفى حجاج يشعلان حفل ”121” بالقاهرة نقيب الموسيقيين مصطفى كامل ينعى رضا نجل المطرب اسماعيل الليثي شوط أول سلبي بين ريال مدريد وإسبانيول في الليجا ندوة لمناقشة الفيلم السعودي ”المبتعث” بمهرجان الغردقة لسينما الشباب ”تجارب ورؤى لرحلة إبداعية” ندوة مهرجان الغردقة لسينما الشباب فوز فريقين من كلية الهندسة جامعة المنصورة بالمركزين الاول والثانية في مارثون جامعة بنها للابتكارات في إطار احتفالات العيد القومي.. محافظ البحيرة تضع حجر أساس موقف أبو حمص الجديد بتكلفة 30 مليون جنيه محافظ البحيرة تفتتح أول مركز متخصص لمرضى السكري ضمن احتفالات العيد القومى

مقالات

د.محمد حبيب يكتب: تعرية وقتل واغتصاب وطن

د.محمد حبيب
د.محمد حبيب

لازالت موجات من الأحزان والآلام والأوجاع تمر بنا وتستقر في أعماق قلوبنا..يجد الإنسان صعوبة في ان يتحدث عنها، لكثرتها وتنوعها..تحتاج كل موجة منها الي حديث مفصل ومعمق..سوف نختار ثلاثة فقط، ونتناولها بإيجاز شديد لضيق المساحة.

أول هذه الموجات هي قصة حمادة صابر..مبيض محارة..علي قد الحال..أحد ضحايا المجتمع الذين يعيشون علي هامش الحياة.. حمادة ساقه حظه الي قصر الاتحادية مع المتظاهرين مساء الجمعة 1 فبراير..هناك تم ضربه، وسحله، وإهانته، وتعريته أمام العالم علي يد الأشاوس من قوات الأمن..الداخلية اعترفت بوقوع المأساة، ورئاسة الجمهورية أبدت أسفها..مسكين حمادة صابر..تري كم حمادة صابر فيك يا وطن؟ المشهد كان واضحا، وفاضحا، وكاشفا..رآه كل الناس في مصر، وخارج مصر..ومن المؤكد انه أصاب الجميع بالحزن والألم والوجع..ازعم انه لا يوجد إنسان حر، أيا كانت عقيدته أو ملته أو جنسيته، يقبل ان يري هذا المشهد ولا يتألم..صورة مصر أمام العالم أصبحت كارثية..

لم تكتف الداخلية بما فعلت، لكن من الواضح أنها قامت بممارسة الضغط، ترهيبا وترغيبا، علي حمادة لكي يغير أقواله، حيث ظهر الرجل المسكين في شريط فيديو تم بثه علي القنوات الفضائية لكي يقول كلاما آثار من الاشفاق اكثر مما اثار من العجب والاستغراب والدهشة..زعم الرجل ان المتظاهرين هم الذين قاموا بتعريته، وان الداخلية هي التي أنقذته (!!!)..انكسر الرجل أمام أهله وأولاده والناس..آه يا وطن..اهين حمادة صابر مرات..مرة حين تمت تعريته وسحله، ومرة حين تم الضغط عليه لتغيير أقواله أمام النيابة، ومرة حين ظهر يتحدث في الفضائيات..يكفي حمادة صابر ان ابنته بمائة رجل..بالنسبة للداخلية، لا جديد تحت الشمس..لم يتغير شئ..نفس المفاهيم، والسياسات، والتوجهات، والممارسات..كل ذلك لازال موجودا وحاضرا.

ثاني هذه الموجات يمثلها فتي من فتيان الثورة..محمد حسين "كريستي"..قتلته رصاصات الداخلية عند قصر الاتحادية مساء الجمعة 1 فبراير..هل يكون أخر من يقتل علي يد الداخلية، أم سيظل مسلسل الدم مستمرا؟ والي متي؟ ربما تكون هناك تحقيقات، أو لا تكون..الكثير يتساءل: هل يذهب هذا الدم هدرا، كما ذهبت دماء أخري كثيرة، ليس علي مدي عامين كاملين فقط، بل علي مدي عقود طويلة خلت؟ اعتقد لا..فهذه الدماء الزكية هي الوقود الحي لاستكمال الثورة.

ثالث هذه الموجات تمثل عارا ونقطة سوداء علي جبين الوطن..اعتقد ان الملايين من المصريين، وغير المصريين شاهدوا علي شاشة قناة النهار مساء الجمعة 1 فبراير الفتاة ياسمين البرماوي والسيدة هانيا مهيب وهما تتحدثان عما حدث لهما في ميدان التحرير، من تحرش جنسي ومحاولات اغتصاب جماعي..الأولي منذ أكثر من شهر، والثانية منذ أسبوع تقريبا..امتلكت الفتاة والسيدة شجاعة منقطعة النظير، تضاهي شجاعة عشرات ومئات وآلاف الرجال..قالت ياسمين انها اهينت، لكنها ليست عارا، والعار هم هؤلاء المجرمون والسفلة الممسوخون الذين قاموا بذلك، ومن حرضهم علي ذلك..كان واضحا ان العملية منظمة وممنهجة، وتقوم بها مجموعات، وتقف وراءها جهة ما..الهدف هو تلويث ميدان التحرير، رمز الثورة..هو منع الفتيات والسيدات من المشاركة في التظاهرات..هو الحاق الهزيمة النفسية بفتيات وسيدات مصر..نعم بدأ التحرش ومحاولات الاغتصاب منذ فترة، لكنها لم تكن بهذه المنهجية..والهمجية!!