”أضعف الإيمان”.. نقاد الفن يعلقون على الرمزية إلى فلسطين في الدراما
"اسم وعلم وخريطة.. وفلسطين ليست محتوى" دلالات رمزية لجأ لها صناع الدراما في أعمالهم تضامنًا مع القضية الفلسطينية والأحداث الوحشية التي تتعرض لها غزة منذ "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، أشاد بها عدد من رواد السوشيال ميديا وانتقدها آخرون، وحول أهمية هذه الدلالات الرمزية ناقشت "النهار" نقاد الفن.
عبر الناقد محمود قاسم عن استيائه من موقف الدراما المصرية في دعم القضية التي أثارت تعاطف العالم كله، رافضاً الاكتفاء بمجرد رموز عن فلسطين خلال مشاهد بسيطة ضمن حلقات متعددة.
وأكد أن استخدام الدلالات الرمزية يعد "أضعف الإيمان"، مشيرًا إلى أنها قد تسفر أحياناً عن نتائج إيجابية وتلفت نظر الجمهور إليها، لكن هذا ليس كافياً للتضامن مع أشقاءنا، وطالب بتقديم أعمال واضحة عن القضية الفلسطينية وتفاصيل العدوان الإسرائيلي على غزة.
واستنكر الناقد كمال القاضي استخدام الدلالات الرمزية للحديث عن القضية الفلسطينية قائلا: "اللجوء للرمزية السياسية في الأعمال الإبداعية والفنية عادة يكون فعل اضطراري لتفادي الصدام مع رقابة المصنفات في بعض الأحيان، لكن عند التعبير عن هموم الشعب الفلسطيني وتأييد قضيته العادلة لا ينبغي إطلاقاً الإكتفاء بالإشارات المتضمنة في السياقات لأن الأمور واضحة، والعدوان السافر على الشعب الفلسطيني من جانب إسرائيل لا يحتمل اللغة التعبيرية المستترة بل يحتاج إلى مواجهة حقيقية وصريحة".
وطالب صناع الفن بإبراز تأييد الشعب المصري للفلسطيني بشكل أكثر وضوحًا من خلال أعمال تتحدث عن القضية بشكل قوي وبلا مواربة مثل فيلم باب الشمس للمخرج يسري نصر الله، ومسلسل التغريبة للمخرج السوري الراحل حاتم علي، مؤكدًا أن الاكتفاء بالرموز أقل بكثير مما هو مطلوب خاصة أنه لا توجد أية تحفظات رقابية أو سياسية تتصل بدعم الشعب الفلسطيني في محنته.
وأوضح القاضي أن العلاقة بين الفن والحدث السياسي لابد أن تكون علاقة ترجمة صادقة ودقيقة ولا مانع من أن تعتمد بعض أساليب الكتابة الدرامية على الإسقاط البليغ إذا استدعت الحالة الإبداعية ذلك، لكن دون أن تفقد القضية المحورية داخل العمل حرارتها وتأثيرها.
ويرى أن الأعمال الدرامية التي استخدمت الأساليب الرمزية كمسلسلات "حالة خاصة" و"زينهم" وغيرهما، يمكن أن تُمثل اتجاهاً فيما بعد يؤكد على أهمية فلسطين كدولة شقيقة في الوجدان الشعبي ويثبت فكرة المقاومة عند الجمهور المصري بشكل أعمق، مشيراً إلى أن هذا يعد تطوراً إيجابياً في التعامل الجماعي مع واحدة من أهم القضايا العربية المصيرية.
ووافقهما الرأي الناقد أحمد سعد الدين قائلا: "هذه الدلالات تعد نوع من التضامن لتذكر الأحداث ولكن الدراما يجب أن تواكب الواقع الذي نعيشه وتقدم عمل واضح يناقش القضية الفلسطينية".