مصير مجهول يواجه الأطفال الأيتام في غزة.. فهل من منقذ؟
القصف الغاشم وقتل الأبرياء والأفعال العدوانية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، كانت سببًا في حصد خسائر فادحة في أرواح الفلسطينيين داخل وطنهم، وبالتالي خسارة الأسرة لأركانها الرئيسية لفقدان كافة أفرادها ليتبقى الأطفال بمفردهم دون السند والوطن، وباتوا في يوم وليلة أيتامًا، فهل سيمد يد العون للطفل الفلسطيني اليتيم داخل وطنه المسلوب؟.
محلل فلسطيني: في حالة عدم وجود آلية لاستيعابهم في المجتمعات سيتحولون إلى مُقتلين
قال أيمن الرقب، محلل سياسي فلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هناك أحصائية تؤكد وجود أكثر من 25 ألف طفل يتيم في غزة مُنذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، لافتًا أنه في حالة عدم وجود آلية لاستيعابهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم من جديد في المجتمعات سيتحولون إلى مُقتلين جدد وبالتالي ظهور أجيال تميل إلى العنف.
وسرد «الرقب» خلال تصريحاته الخاصة لـ«النهار» أن هذا حدث بالفعل أيضًا في عام 1982، ونتج عن ذلك وجود عدد من الأيتام مع العلم أنه أقل من العدد الحالي، وتم إنشاء مؤسسة أسر الشهداء وتم استيعابهم وبناء منازل خاصة بهم وأطلق حينها عليهم «أبناء الصمود والتحدي»، لكن في هذا التوقيت الحالة مختلفة لفقدان الزعماء، موضحًا أنه هناك حاجة لمؤسسات تكون داعمًا لهؤلاء الأطفال الأيتام، فضلًا عن ذلك أن كثير من الجهات الدولية تواصلت معه لتبني جزء من الأطفال ولكن في ظل الحرب يكون الأمر صعبًا بسبب اختلاف أماكن الأطفال في مناطق النزوح في رفح وخانيونس.
وأوضح، أن الأمر يحتاج إلى دولة تتبنى هذا الجانب من أجل إعادة دمجهم من جديد حتى لا يتحولوا إلى مشردين أو مُقتلين، مطالبًا بضرورة التدخل من قبل المؤسسات الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك أنه يجب يكون دراية كاملة بحالة الطفل اليتيم لأن أغلبهم أصيبوا بمشكلات صحية وإعاقات نتيجة لقسوة الحرب وبالتالي يحتاجوا إلى رعاية خاصة.
رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني:الصدمة النفسية التي يعيشها الطفل الفلسطيني اليتيم كارثية
ومن جهته، أوضح صلاح عبد العاطي، المحامي والناشط الحقوقي ورئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد، أن الأطفال في قطاع غزة كانوا في عين العاصفة في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث استشهد منهم قرابة 11 ألف طفل وأصيب ما يزيد عن 25 ألف طفل فضلًا عن فقدان لأعداد كبيرة منهم لعائلاتهم سواء كان الأم أو الأب أو كلا الوالدين، بالإضافة إلى ذلك أن عدد كبير من هؤلاء الأطفال تعرضوا لبتر الأقدام، ومليون و100 ألف ويزيد في قطاع غزة يعانون من فصول الكارثة الإنسانية بسبب الجوع والعطش والنزوح وأخطر هذه الفئات هم الأطفال الأيتام.
وتابع الحقوقي الفلسطيني خلال تصريحاته الخاصة لـ«النهار» أن أعداد الأطفال الأيتام ليسوا قليلين، موضحًا أن الحلول الحالية الخاصة باستيعابهم والتي يتم تنفيذها بسبب ظروف الحرب، بقاء البعض في المستشفيات وجزء آخر في معهد الأمل للأيتام وجزء آخر في قرية الأيتام في رفح لذا هذه هي الجهات المجتمعية التي تساعد الأطفال الأيتام في الوقت الحالي داخل قطاع غزة، مع العلم أن هناك أطفال في مؤسسات تم تدميرها جراء الحرب وبالتالي هذا يحتاج إلى دعم هذه الفئة وضمان تبني قضاياها وزيادة عدد المهتمين بقطاع الأيتام.
وأضاف، أن هناك الكثير من الجهات الدولية التي تدعم الطفل الفلسطيني اليتيم كمنظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، ومؤسسة إنقاذ الطفل، ولكن هذه المؤسسات دعمها ضعيف مقارنة بالأزمة الإنسانية ومن ثم نقص الإمدادات المقدمة من خلالها ومحدوديتها وعدم قدرة منظمات دولية كالصليب الأحمر واليونيسف من الوصول إلى الأطفال خاصًة في شمال غزة والذين يعانون من عدم القدرة على التنقل والوصول للمؤسسات، موضحًا أن هناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها الطفل الفلسطيني اليتيم والتي يكون من أبرزها نقص الإمكانيات التي يتمتع بها وغياب أي مظاهر حماية وعدم القدرة على إيجاد مساكن إيواء فبعضهم ينام في خيام أو الشارع أو في مدراس الإيواء التي تفتقر الحد الأدنى من التجهيزات وبعضهم يعانون من أمراض وأوبئة بسبب انتشار المياه غير الصالحة للشرب والجوع وسوء التغذية.
وأشار إلى أن الصدمة النفسية التي يعيشها الطفل الفلسطيني اليتيم كارثية، حيث أن الظروف التي يتواجد فيها الطفل تكون ضاغطة بشكل واضح عليه فضلًا عن غياب الأمان، مضيفًا أن هذا كله سيترك آثارًا وخيمة على هؤلاء الأطفال إذا لم يتم مد يد العون لهم.
اختتم، أنه يجب وقف العدوان لضمان حماية المدنيين وفي القلب منهم الأطفال، وذلك حتى يتمكن قطاع غزة من التعافي مرة أخرى، ومن ثم إعادة بناء المؤسسات وحماية هؤلاء الأطفال وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثات لهم وللعائلات التي تكفلهم، ولاحقًا يتم تبنيهم وكفالتهم من قبل المؤسسات المجتمعية ومن ثم متابعة حقوق الطفل والتي يكون من أهمها الرعاية الصحية، والتعليم، والحماية ومن ثم يعيش الطفل وفقًا لمبادئ الكرامة الإنسانية.