النهار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:27 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

العدد الورقي

الفنانة الفلسطينية نوال حجازي فى حوار لـ ”النهار”: الفن مقاومة تحافظ على الوجود الفلسطيني

تخطت جميع الحواجز وانطلقت لتحقيق أحلامها وسط نيران العدوان الإسرائيلي والحرب الدائمة، حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة القدس، عملت في أكثر من قناة بالتلفزيون الفلسطيني، قدمت برامج استثنائية، منها نفحات مقدسية، ثم اتجهت لعالم الفن لتخرج موهبتها، وكانت البداية بأدوار درامية، وكوميديه، وابدعت في الأفلام الوثائقية، منها حياة الشاعر الفلسطيني عبد الرحمن محمود، ونالت البطولة المطلقة لاكثر من مسلسل منهم عاد، وصدق المثل، وحضرتك العدالة في أجزائه الثلاثة.

" النهار" تحاور الإعلامية والفنانة الفلسطينية نوال حجازي لتحكي عن أوجاعها ومأساة أبناء بلدها وأمالها في المستقبل

بعد العدوان الإسرائيلي ما الوضع الحالي بغزة؟

الوضع مأساوي والحرب مؤلمة وموجعة للشعب الفلسطيني كافة بجميع أماكن تواجده، الآلاف من العائلات فقدوا أبنائهم وعائلات كاملة مُسحت من السجل المدني، نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في غزة.

حديثنا عن نوال الإعلامية في قناة الأردن وفلسطين الغد، وقناة الفلسطينية وقناة الكوفية وغيرها ؟

بدأت مسيرتي الإعلامية منذ 17 عاماً في العديد من المحطات الفلسطينية المحلية، والفضائية، كمراسلة إخبارية ومقدمة برامج تلفزيونية، بالإضافة إلى العمل فري لانس مع العديد من الوكالات والمحطات العربية بمجال الإعداد والإنتاج الإعلامي، وأيضا عملت بالعديد من المؤسسات الإعلامية التي تعنى بالشأن الفلسطيني، وبعدة مجالات سياسية، وفنية وثقافية، وحصلت على الكثير من الشهادات بالمجال الإعلامي من دورات ومؤتمرات عقدت داخل وخارج الوطن واعمل بالوقت الحالي مشرفة ومدربة بمشروع "الإعلامي التفاعلي المستقبلي" الذي يهدف لتعليم الطلبة في المدارس للمهارات اللغوية والإجتماعية والتربوية والإعلامية.

كيف يواجه الصحفيون والإعلاميون ظروف الحرب؟

الطواقم الصحفية هي جزء من هذا الاستهداف الدموي، حيث أكثر من 100 صحفي ارتقوا شهداء في العدوان الإسرائيلي على غزة، وهم ينقلون حجم الجرائم الوحشية والمجازر التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني، ويعيشون آلامه وآماله، ويتحملون ذات الوجع والقتل والتهجير، كما قتل الإحتلال الإسرائيلي العشرات من عائلات الصحفيين محاولة منهم لترهيبهم وإسكات صوتهم، لكنهم يخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة وبالتالي لا يوجد حماية دولية للصحفي الفلسطيني الذي يجازف بحياته لنقل الحقيقة لاسيما أن العمل الصحفي في فلسطين هو رسالة وطنية سامية.

بالانتقال لعملك الفني حدثينا عن تجربتك الفنية ؟

خوض تجربة التمثيل منذ أعوام رغم الصعوبات التي تواجه الفنان الفلسطيني، بسبب عوائق الإحتلال وبدأت مشواري الفني الى جانب عملي في الإعلام بمجال الكوميديا والدراما ونجحت في اول أعمالي كبطلة للعمل وكان بعنوان "ايقاعات" وهو مسلسل كوميدي وانطلقت بعدها لعدة أعمال أخرى منها مسلسلات "حلها عاد" و"صدق المثل" و"نشاز " "والعمل الدرامي "في حضرة العدالة" بأجزائه الثلاثة،هذا بجانب المشاركة في الأفلام الوثائقية ولعل أبرزها فيلم عن حياة الشاعر الفلسطيني الراحل عبد الرحيم محمود وفيلم صامت وهو من بطولتي بعنوان " أنا" بالاضافة للعديد من الأفلام القصيرة التي آخرها فيلم "ضوء رمادي" وفيلم "أنا لست لي" للمخرج الفلسطيني محمد الكرمي.

ماذا عن مسلسل أم الياسمين الذي صور بمدينة نابلس وطرح قضية الإحتلال البريطاني لفلسطين ؟ والمسلسل المقدسي باب العامود الذي يعتبر نافذة نرى من خلالها الحياة المقدسية ؟

مسلسل ام الياسمين هو دراما فلسطينية تحمل الحكاية النابلسية، حيث إنتقال حياة البيئة النابلسية والحالة النضالية التي كانت بتلك الفترة الزمنية ومنها ثورة البراق بعام 1929 وهي تعد أول انتفاضة فلسطينية على محاولة تهويد القدس بعهد الانتداب البريطاني وعرض بالسباق الرمضان الماضي، بمشاركة كوكبة من الفنانين الفلسطينين وإخراج بشار النجار، وأما مسلسل المقدسي باب العامود للمخرج والفنان الفلسطيني إسماعيل الدباغ هو دراما فلسطينية يتحدث عن الحياة الإجتماعية بالبلدة القديمة في القدس ويُعد بمثابة نافذة نرى من خلالها الحياة المقدسية، ومعاناة المقدسيين في ظل الإحتلال لأنه نقلة نوعية للدراما الفلسطينية، تم تصويره بمدينة القدس الواقعة تحت الإحتلال الإسرائيلي رغم المضايقات والعقبات الإحتلالية.

كيف يمكن للفن أن يدعم القضية الفلسطينية ؟

يعد الفن هو وسيلة للتعبيرعن الحالة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، بظل الإحتلال الإسرائيلي وبالتالي الفن بفلسطين هو رسالة تحدٍ ومقاومة للحفاظ على الهوية والوجود الفلسطيني.

هل يوجد أعمال فنية جديدة في الفترة المقبلة ؟

بظل الأوضاع الصعبة والاحتلال الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، وحتى الضفة الغربية ومدينة القدس توقف تصوير كافة الأعمال الفلسطينية هذا العام، بالفعل كان هناك تحضيرات لبدء تصوير الجزء الثاني من العمل الفني أم الياسمين، وجزء جديد لمسلسل باب العامود، لكن الظروف والحالة الفلسطينية حالت دون ذلك.

من الفنان المصري الذي تتمنين العمل معه ؟

مصر أم الدنيا وهي حاضنة فنية كبيرة، وهناك العديد من الفنانين المصريين المتألقين الذين يعتبرون مدرسة في الفن، يتمنى جميع الممثلين بالعمل معهم، والوقوف أمامهم والتعليم منهم، وبلا شك الفنان الكبير المخضرم محمد صبحي، والفنان أحمد السقا والفنانة يسرا.

واين أنت من السينما ؟

شاركت في العديد من الافلام الوثائقية والأفلام الروائية الفلسطينية القصيرة، التي عرضت بفلسطين وبمهرجانات عربية، لكن الإنتاج السينمائي في فلسطين حاليًا ضئيل جدًا بسبب شح التمويل لأن السينما تُعدمن الفنون الباهظة، فميزانيتها أعلى كثيرًا من أي فن أخر ، لكن رغم قلتها شاركت الأفلام الفلسطينية بأهم المهرجانات الدولية ونالت جوائز دولية قيمة، رغم التحديات التي يواجهها الفنان الفلسطيني لقلة الإمكانيات المتاحة وعدم وجود شركات إنتاج.

وما رسالتك لأهل غزة؟

تحية لجميع الصحفيين في الميدان الذين يؤدون الواجب رغم الصعوبات والموت المحدق بهم، الذين يقفون اليوم في معركة شعبنا الفلسطيني البطولية، تحية لشعبنا المقاوم الصامد القوي في قطاع غزة، ورحم الله شهدائنا الأبرار وشفى الله جرحانا.

موضوعات متعلقة