النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:49 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

مواطن يخصص سيارته لركوب أصحاب المعاشات بالمجان

مبادرة مواطن بالمنوفية
مبادرة مواطن بالمنوفية

«ركوب أصحاب المعاشات بالمجان لجبر الخواطر»، لم تكن مجرد جملة بالخط العريض على ظهر سيارة، بل هي مبادرة خلفها قصة معاناة لرجل مريض قرر أن يكون سندا لكبار السن والمرضى، إنه المواطن مصطفى كامل السيسي، ابن قرية طنبدي، التابعة لمركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية.


مصطفى كامل رجل على المعاش، ذات يوم شعر بألم شديد في الصدر، فقررت أسرته أن تنقله إلى أقرب مستشفى في وقت متأخر، وظلت أسرته تبحث عن سيارة لنقله سريعا حتى لا ينتظرون الإسعاف، لكنهم للأسف لم يجدوا منقذا في نصف الليل.
انتقل مصطفى للمستشفى وأجرى عملية جراحية وأصبح يعيش بجهازفي القلب، ومنذ خروجه من المستشفى قرر أن يشتري سيارة ويخصصها لركوب المرضى وأصحاب المعاشات بالمجان، حتى لا يرى أحد ما رآه في رحلة البحث عن سيارة تنقله إلى أقرب مستشفى.
يقول مصطفى لـ "النهار" إنه أطلق مبادرة ركوب المرضى وأصحاب المعاشات بالمجان منذ 7 أشهر، ومنذ هذه اللحظة وهو يسخر وقته وسيارته لخدمة الناس في قريته بالمجان، فيخرج في الصباح لنقل طلاب المدارس وفي عودته يقف بسيارته لكبار السن الذين يقفون على الطرق، وإذا تلقى اتصالا هاتفيا من أسرة مريض يسرع إليهم ويرفض بشدة أن يتلقى أي أموال حتى ولو كان ثمن البنزين.


وتابع مصطفى: " من أول يوم أطلقت فيه المبادرة وأنا أشعر براحة نفسية ورضا لا أتخليه، وأرى أثر جبر الخواطر في حياتي وعلى أسرتي، مؤكدا أن المبادرة لاقت استحسان الناس باستثناء بعض السائقين".
وأوضح "السيسي" أن من بين المواقف التي شعر بها بأثر جبر الخواطر، حينما تعرض نجله لمشكلة مع أحد المعلمين في مدرسته، فحينما أخبره ابنه بها قرر أن يذهب في اليوم التالي للمدرسة للحديث مع المعلم، وإذا به في نفس اليوم يعود بسيارته من شبين الكوم فيقف لرجل في منتصف الليل، وحينما يستقل هذا الرجل السيارة يكتشف مصطفى أنه المعلم الذي حدثت مع مشكلة نجله، فيقرر المعلم أن يصفح عن الطالب بموقف والده النبيل معه".
وأكد مصطفى السيسي أنه في أحد الأيام يسير بالسيارة في مدينة شبين الكوم، فوجد رجلا ثريا ويرتدي سيارة فارهة يستوقفه ويستحلفه بالله أن يأخذ مبلغ من المال للبنزين لكي يشاركه في مبادرته وهو ما أدخل السرور على قلبه، متنميا تكرار هذه المبادرة في كافة القرى والمدن خصوصا لأن كبار السن فئة تحتاج إلى من يحنو عليها.

موضوعات متعلقة