في اعقاب التقارب التركي اليوناني وتوابع زلزال فبراير الماضي
هل ان الاوان لتوحيد الجزيرة القبرصية خاصة مع تولي قيادة جديدة في نيقوسيا؟
- عبد العزيز : اردوغان في يده مفتاح الحل بممارسة ضغوطا علي القبارصة الاتراك - وعلي اثينا استخدام نفوذها مع القبارصة اليونانيين لتحقيق السلام في الجزيرة المقسمة
تمتلك جزيرة قبرص ارثا حضاريا في ذاكرة التاريخ والحضارة الاسلامية فكانت الدولة الرومانية تستخدم قبرص كمخلب قط لشن هجمات علي العالم الاسلامي لذا جاء حرص الخلافة الاموية ومن بعدها العباسيين علي تحييد قبرص وجعلها ارضا اسلامية وظلت قبرص تابعة للدولة العثمانية الي ان نجحت الثورات التي قامت في اليونان ضد الحكم العثماني وبدعم من القوي والممالك الاوربية سواء بريطانيا وفرنسا والمانيا والمجر الي طرد الوجود العثماني التركي من الجزيرة القبرصية واضفاء الطابع اليوناني علي الجزيرة مع وجود اقلية عددية صغيرة من الوجود التركي فيها ومع مرور الزمن وفي ظل حكومة البطريرك مكاريوس للجزيرة القبرصية وتضييق الخناق علي الوجود التركي فيها مما اضطر الجار الكبير التركي الي التدخل العسكري في الشمال القبرصي واحتلاله عسكريا بغرض حماية الاقلة التركية هناك وذلك في عام 1974 ومنذ ذلك التاريخ وتعاني الجزيرة من التقسيم بين الشمال والجنوب الي يومنا هذا .
يقول الدكتور حسين عبد العزيز المتخصص في الشئون التركية والاوربية ان يوم السادس من فبراير2023 الماضي يمثل تاريخا فاصلا في ملف العلاقات التركية اليونانية والتي بداءت بزيارة وزير الخارجية اليونانية في زيادة الدعموالتأييد والمؤازرة اليونانية لنظيره التركي مولود شاويش اوغلو في اظهار التضامن اليوناني لتركيا في محنتها العصيبة التي المت بالامة التركية جراء الزلزال المدمر في تركيا وعليه اعلنت الدولتين تبادل السفارات واعادة العلاقات بين البلدين الجارين ومن حسن الطالع للملف القبرصي هو تولي قيادة جديدة في البلاد بعد فوز الرئيس القبرصي ()الجديد وتوليه مقاليد الامور في نيقوسيا ولعل الانتخابات الرئاسية في تركيا والمزمع اجراؤها في تركيا في شهر مايو ( ايار ) القادم تمثل فرصة نادرة للرئيس التركي رجب اردوغان من اجل ممارسة مزيدا من الضغوط علي القبارصة الاتراك من اجل تقديم بعضا من التنازلات من اجل دفع عملية السلام والتي تتبناها الامم المتحدة منذ اكثر من عقدين من الزمان والتي تراوح مكانها ولا جديد فيها بسبب تعنت الطرفين وتشدد الطرف القبرصي اليوناني علي جلاء القوات التركية اولا وعودة الالاف من الناحين اليونانيين من مدنهم وقراهم في شمال قبرص .
واضاف عبد العزيز ان الاوربيين ضيعوا فرصة كبري اثناء مفاوضات انضمام قبرص الي الاتحاد الاوربي منذ سنوات طويلة ولو كان المؤسسات الاتحادية الاوربية تتميز بقليل من الصبر والمسؤلية ولديها الرغبة السياسية الاكيدة لكانت قامت بممارسة بعض الضغوط علي الجانب القرصي اليوناني من اجل القبول ببعض التنازلات لأقرار السلام وتوحيد شمل القبارصة والجزيرة المقسمة من عام 1974 وهو عام التدخل التركي في شمالي الجزيرة واليوم نعول كثيرا علي القيادة القبرصية الجديدة ونعول علي الجانب اليوناني في اثينا لممارسة ضغوطا كبيرة علي القبارصة اليونانيين من اجل القبول بخطة الامم المتحدة للسلام في الجزيرة المقسمة ومن اجل العيش المشترك بين ابناء القوميتين اليونانية والتركية خاصة وان حلم السلام ليس ببعيد فهناك نماذج عديدة خاضت في نفس لبلد حروبا مدمرة ومن اجل اقرار السلام والعيش المشترك تناسي مواطنيها الحرب واتجهوا الي العيش المشترك والبناء والتنمية .
وعلي الدول الاوربية الكبري مثل بريطانيا التي تمتلك قاعدة عسكرية كبيرة في قبرص وعلي الولايات المتحدة ممارسة ضغوطا علي الطرفين القبرصي اليوناني والتركي وتحفيزهما علي التنازل عن المواقف والشروط السابقة من اجل توحيد شطري الجزيرة المقسمة ولهم في النموذج الالماني الذي تناسي فيه الشعب الالماني في الشطرين الغربي والشرقي الالام الماضي والصراعات والحروب وهدموا سور برلين واصبحت المانيا هي اكبر دولة اوربية اقتصاديا وسكانا في ان واحد .