النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 04:16 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

معرض ”رؤى تجريدية” بمكتبة الإسكندرية


تفتتح مكتبة الإسكندرية معرض: "رؤى تجريدية" والذي يضم أعمال نازلي مدكور ومنحة الله حلمي وذلك يوم الثلاثاء الموافق 2 مايو 2023 في تمام الساعة الثانية عصرًا بمركز المؤتمرات بمبنى المكتبة.

ويلقي المعرض الضوء علي حالتين مختلفتين في النظر إلى العالم؛ امتازت كلتاهما بالجسارة والتفرد؛ وهما: منحة الله حلمي (1925–2005)؛ إحدى رائدات فن الجرافيك المصري، ونازلي مدكور (1949)؛ خبيرة الاقتصاد والعلوم السياسية التي هجرت الإحصائيات ودهاليز السياسة وإدارة الأعمال واتجهت إلى عالم الفن. فقد امتلكت كلتاهما الشجاعة لارتياد ساحة التجريد، وكانت لكلٍّ منهما طريقتها الخاصة في النظر إلى العالم.

كان اختيار منحة الله حلمي لدراسة الفنون في مطلع أربعينات القرن الماضي اختيارًا جريئًا دعمته أسرة مستنيرة دفعت بابنتيها (منحة ورعاية) لدراسة الفن. تخرجت منحة من المعهد العالي للمعلمات عام 1949 وتخصصت في فن الحفر بعد بعثتها إلى إنجلترا (1952–1955) في كلية سليد التابعة لجامعة لندن. وكان لها رحلة دراسية أخرى بعد ذلك في كلية مورلي في الفترة من عام 1973 إلى 1979، والتي شهدت التحول الأكبر في مسارها الإبداعي على المستوى التعبيري والتقني والشكلي؛ إذ خرجت الفنانة عن الموضوعات الواقعية واتجهت بكل طاقتها الإبداعية للبحث في بنية الشكل والعبور إلى عوالم تجريدية أكثر حرية تتألق فيها الأشكال الهندسية من مستطيلات ودوائر ومثلثات استقطرت منها الفنانة قيمها الجمالية الخالصة.

وعلى جانب آخر، استحضرت نازلي مدكور في أعمالها حالة هيولية شبيهة بالمادة الأولى للعالم وهي في طريقها إلى التشكُّل؛ فلم تفضِّل الإصدار النهائي للطبيعة؛ بل أحبت أكثر القوى الحيوية المتواترة التي تمر بها الموجودات حتى تكتمل وتزهر، فهي تبحث في صيرورة الأشياء وحالتها وقت التشكل. بينما ركزت منحة الله حلمي على جانب ما بعد تشكُّل العالم، تنشد تجريده وتنقيته من مظاهره الحسية دون الابتعاد عن جوهره. لقد قدمت كلتاهما طريقتها في النظر إلى العالم عبر بحث أصيل جاد يحمل حيرة الفنان، لا يقين العالِم.

ويستمر المعرض حتى يوم السبت، 20 مايو 2023، يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، ما عدا أيام الجمعة، بقاعة المعارض الغربية بمركز المؤتمرات بمبنى المكتبة.