النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 06:19 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الاصابع الاثيوبية والاسرائيلية تداعب ميليشيا حميدتي وتحاول اقحاح مصر في الازمة بأي ثمن

دجلو او حميدتو .. قائد ميليشا التدخل السريع ( تاجر الابل ) وتلميذ البشير يشعل الحرب في السودان

الرئيس السيسي وشقيقه الرئيس الاماراتي
الرئيس السيسي وشقيقه الرئيس الاماراتي

- الامارات تلعب دورا مهما في رجوع جنودنا من الخرطوم

  • الاجندات الاجنبية تتقاطع علي ارض النيلين
  • القاهرة وجوبا وانجامينا مرشحة بقوة لأنهاء الحرب في السودان

أستيقظ العالم صبيحة السبت الماضي علي الخبر السيئ وهو المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني الوطني وميليشيات ما يعرف بالدعم السريع بقيادة محمد حمدان دجلو او حميدتو وربما ما حدث من الرجل الذي ينحدر من منطقة دارفور غربي السودان وكان يعمل تاجرا للجمال واستطاع التقرب الي الرئيس البشير ابان حكم وانقلاب الاخوان المسلمين 1989 وشجعه البشيرعلي تكوين مجموعات الجنجويد المقاتلة غرب السودان لتكون اداة بيد حكم نظام البشير يستخدمها في وجه الحركات الانقصالية الاخري .. وربما ما حدث اليوم يمثل مفاجأة لغير المهتمين بالشأن السوداني وفي حقيقة الامر هو امر متوقع جدا ولا يخفي علي احد الدور الاسرئيلي الاثيوبي في تأجيج الصراع من اجل افساح المجال لأفشال الدولة السودانية من جهة ومن جهة اخري محاولة جر الجيش المصري للدخول الي المستنقع السوداني من اجل تصوير مصر وكأنها دولة معتدية علي طريقة العدوان الروسي في اوكرانيا من اجل فرض عقوبات دولية عليها ولهذه فطنت مصر واشقائها العرب لهذه المحاولة وقامت الامارت بدور كبير في عودة الجنود المصريين بسلام الي القاهرة.

يقول الدكتور ايمن ابو السعد الخبير في الشئون السودانية ان حميدتي خبير في الانقلابات ومدبر قديم لها فمنذ ان سانده البشير ودعمه في تأسيس الدعم السريع وهو رجل معروف عنه منذ بداء حياتة في تجارة الجمال والتهريب عبر صحاري دارفور وكردفان يتبع من يدفع اكثر وينفذ دجلو اجندة خارجية معروفة اطرافها وتم استخدام دجلو بذكاء من داعميه الدوليين في محاولة ايجاد حالة ضغط لدفع مصر الي الانجرار الي حروب سواء في الناحية الاثيوبية او تجاه اجلاء قواتنا التي كانت مرابطة في مطار مروي الدولي وتنفذ اتفاقيات تدريب مع القوات المسلحة الوطنية بقيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة السودانية وترتبط الاحداث الدامية في عموم السودان مع الملف الاسرئيلي والتطبيع مع اسرائيل وسمعنا عن تواجد نائب رئيس جهاز الموساد الاسرئيلي للقيام بدور وساطة بين الجانبين وهو ما نندهش له .

ويضيف الدكتور ابو السعد انه بكل مقاييس العلوم الاستراتيجية ما حدث سيأخذ السودان الي مزيدا من المشاكل وزيادة بؤر التوتر والفوضي والدخول الي متاهات اقتصادية وسياسية واجتماعية وهو ما سينعكس علي ازمة لاجئين وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة ونعول علي الترويكا العربية الرئيس السيسي وزعامات الامارات والسعودية للقيام بدور سياسي لوقف الحرب بشكل فوري وبالفعل بداء الرئيس السيسي التحرك مع الرئيس سيلفا كير رئيس جنوب السودان والرئيس التشادي ديبي والعمل العربي الجماعي سيكون حائط الصد للردع والصد امام هذا التخلف والسرطان الارهابي لبقايا ميليشيات البشير الاخوانية وهو ما يعزز الوقفة المصرية السودانية ضد الاجندة الامريكية الاسرائيلية الاثيوبية في سد النهضة .

واعتبر ابو السعد ان اهم اهداف حميدتو هو السيطرة علي الحكم اولا وثانيا محاولة توريط مصر في صراع داخلي في السودان وفقا لأجندته الخارجية والمستهدف منها ايقاع مصر في الشرك وتحت ضغط العقوبات الغربية ردا علي التقارب المصري مع الصين وروسيا ودخولها بقوة مع مجموعة البريكس وشنغهاي وخاصة وان محاور الشر الدولية الغربية وامريكا متربصة لكل التحركات المصرية .

ومن جانبه استبعد الدكتور الحبيب النوبي الخبير في الشئون الدولية نجاح اية وساطات لأنهاء القتال في السودان سواء الرباعية او الاتحاد الافريقي الا اذا حدث تغير علي الارض وانتصار الجيش الوطني السوداني وهزيمة الدعم السريع خاصة وان المواجهات تسير في اتجاه الحسم العسكري الكامل فأذا حدث ونجح الجيش في حسم المعركة ولو بكل أسف بثمن باهظ من الضحايا .

ويتسأل النوبي عن مصير الدولة المدنية الديمقراطية ؟خاصة وان معركة بناء الدولة المدنية لم تنته حتي لو خسرت بعض النقاط خصوصا وان الحسم العسكري سيعني ان الجيش أصبح المؤسسة الوحيدة المحتكرة للقوة ولكنها صمام الامان للشعب السوداني ككل والتي يعول عليها الشعب المصري امالا كبيرة للبناء والتنمية والرخاء واثني النوبي علي الدور المصري الذي يضطلع به الرئيس السيسي مع رفاقه من قادة السعودية والامارات من اجل انهاء القتال وبشكل فوري حقنا لدماء الشعب السوداني ونحن علي بعد ساعات قليلة من عيد الفطر السعيد .