خلال زيارته الثالثة بعد توليه مقاليد الامور في الامارات
مصر والامارات في اكثر من تحالف وعلاقات اخوية وتاريخية بين البلدين والتحرك لحل قضايا الامة العربية
في اقل من عام واحد مضي علي توليه رئاسة دولة الامارات العربية المتحدة وهي المرة الثالثة لزيارته الي القاهرة ولقائه مع اخيه الرئيس السيسي تأتى زيارة رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى مصر، وسط تحديات وتطورات مُهمة يشهدها الشرق الأوسط والمنطقة العربية بأكملها، وتوجه مُشترك لإنهاء أى خلافات، وفتح صفحة جديدة تتسم بإعلاء مصلحة المنطقة، أمنها واستقرارها، إلى جانب تعزيز التعاون فى كل المجالات لمُواجهة التحديات والآثار السلبية الناتجة عن أزمات عالمية باتت متتالية، لا سيما الجارية منها، حيث الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعتبرالتطورات العالمية مُتلاحقة بشكل مُتسارع ما يحتّم على القيادة السياسية التحرُك فى مسارات مختلفة تتسم بالحكمة والعقل والتنسيق مع الأصدقاء والحلفاء الاستراتيجيين بالمنطقة العربية للتحرك السريع نحو حل الأزمات السياسية التى طالت بعض من دول المنطقة وإنهاء الخلافات التى كانت بين بعض أطرافها. وهو ما قامت به مصر بالفعل مُبكرا، وتُعد دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من أبرز الحلفاء الاستراتيجيين للقاهرة، فالعلاقات بينهما ومصر تتسم بالمتانة والقوة على كل الأصعدة، بما يُساعد فى اتخاذ القرارات السياسية الصائبة القادرة على إعادة بناء منطقة آمنة مُستقرة تُكمل مسيرة تنميتها المأمولة. وأشارت وكالة الأنباء السعودية، واس، إلى أن زيارة الرئيس السيسى إلى السعودية ولقاءه بولى العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أسبوع، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.
وبالفعل جاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد لتؤكد على علاقات مُتميزة على المستويين الثنائى والإقليمى، فهى الثالثة من نوعها فيما يقرب من عام، منذ توليه منصب رئيس دولة الإمارات فى مايو من العام الماضى، فيما جمع بين الشيخ محمد والرئيس عبدالفتاح السيسى، حوالى 44 قمة ولقاء، منذ تولى الرئيس السيسى الحُكم فى عام 2014، وذلك بحسب عدد من المواقع والصحف الإماراتية، وقال الشيخ محمد عبر حسابه الرسمى على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، تعليقا على زيارته مساء أمس الأول الأربعاء: «سعدت بلقاء أخى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القاهرة.. بحثنا تعزيز علاقتنا الأخوية الراسخة، ورؤيتنا نحو تعزيز السلام والاستقرار والازدهار فى المنطقة»، مؤكدا بذلك على دور مصر المحورى فى حلّ أزمات المنطقة وحفظ أمنها القومى.
كما تناول اللقاء تبادل وجهات النظر، بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا تجاه سبل التعامل مع تلك القضايا، وتم الاتفاق على الاستمرار فى بذل الجهود المشتركة، لتعزيز التعاون والتنسيق والتضامن بين الدول العربية، لمجابهة التحديات المتزايدة على الأصعدة كل، وأكد بيان رئاسة الجمهورية على اعتزاز مصر، حكومة وشعبا، بالعلاقات الثنائية بين مصر والإمارات، وما يربطهما من أواصر تاريخية وثيقة، وحرص الجانبان الدائم على تعزيز علاقات التعاون الأخوية المتميزة بين البلدين، وسبل تطوير آليات وأطر التعاون المشترك فى جميع المجالات، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى التنسيق الحثيث تجاه التطورات الإقليمية المختلفة، فى ضوء ما يمثله التعاون والتنسيق المصرى الإماراتى من دعامة أساسية، لترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة.
وتجدُر الإشارة إلى تواجد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ضمن الوفد المرافق للشيخ محمد بن زايد بالمنصة الرئيسية، حيث اصطحبهما الرئيس السيسى بقصر الاتحادية، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية، بحسب «سكاى نيوز»، وهى الزيارة الأولى للشيخ منصور بعد تعيينه نائبا للرئيس الإماراتى فى نهاية مارس الماضى، ضمن إصدار الشيخ محمد بن زايد عددا من القرارات تضمنت تعيين ابنه خالد وليا للعهد، وشقيقيه هزاع وطحنون بن زايد نائبين لحاكم أبوظبى، وقد أجرى الرئيس السيسى اتصالات هاتفية بكل منهم لتقديم التهانى، متمنيا للقيادات الإماراتية خالص التوفيق والسداد تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد بتحقيق مزيد من التنمية والرفعة والتقدم للشعب الإماراتى.
ويشهد الملف اليمنى تطورات واضحة، تضمن للشعب اليمنى أمنه واستقراره، كما اتجهت تركيا فى طريق إعادة العلاقات مع مصر وإنهاء الخلافات بين أنقرة وغيرها من دول المنطقة، إلى جانب مساع مستمرة لإنهاء الخلافات بين السعودية وإيران بما يحفظ أمن واستقرار المملكة والمنطقة بأكملها، بالإضافة إلى دعم دائم للقضية الفلسطينية وضمان حقوق الشعب الفلسطينى من قبل مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى.
وكان الرئيس السيسى كان قد أشار أثناء مشاركته بالقمة العالمية للحكومات بدبى فى فبراير الماضى، إلى حديثه مع الشيخ محمد بن زايد فيما يخُص ملف الأزمة السورية، مُطالبا إياه بمساعدة سوريا وأهلها. وبالفعل تتحرك الإمارات منذ أشهر مقدمة الدعم الإنسانى لأهل سوريا خاصة بعد كارثة الزلزال الذى ضربها، إلى جانب تحركها فى مسار إنهاء الأزمة السورية واستعادة سوريا لمقعدها فى الجامعة العربية، خاصة أننا الآن قبل شهر من القمة العربية المُقرر عقدها بالسعودية، وبالفعل بدأت ملامح التوافق تلوح فى الأفق حول الملف السورى، وصدر بيان صحفى مشترك عقب ختام زيارة وزير الخارجية السورى، الدكتور فيصل المقداد إلى السعودية، ولقائه لنظيره السعودى، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مؤكدا على ترحيب الجانبين ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية الجوية بين البلدين، مشيرا إلى أن اللقاء شهدت مباحثات ومناقشات حول الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية بما يحافظ على وحدة واستقرار سوريا، وعودتها إلى محيطها العربى واستئناف دورها الطبيعى فى الوطن العربى.
وعلي الصعيد الاقتصادي ليست الأزمات السياسية فقط هى محور التنسيق والتعاون المصرى الإماراتى، فالجانب الاقتصادى حاضر بحسب لغة الأرقام، وتم إطلاق منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر فى عام 2019 بـ20 مليار دولار، تهدف إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية واجتماعية، بحسب صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، كما أعلن عدد من الشركات الإماراتية عن مشروعات استثمارية كبيرة فى مصر، وفى إطار الاحتفالات بمرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية، نشرت وكالة الأنباء الإماراتية، وام، تقريرا يؤكد على ما تشهده العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والإمارات من نمو ملحوظ وتطور كبير، حيث وصل حجم الاستثمارات المشتركة إلى 300 مليار دولار و28 مليار دولار حجم الاستثمارات الإماراتية داخل مصر.
وعلي صعيد مكافحة التغيرات المناخية أيضا تُعد قضية مواجهة التغيرات المناخية، من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتسلم الرئيس السيسى دعوة من الشيخ محمد بن زايد للمشاركة فى القمة العالمية للمناخ COP28 المقرر انعقادها فى دولة الإمارات فى ديسمبر المقبل، وتأكيد الإمارات على حرصها على تعزيز التعاون بين البلدين فى هذا المجال والاستفادة من تجربة مصر فى ظل نجاح COP27 الذى تم استضافته فى شرم الشيخ فى نوفمبر من العام الماضى.
كما تأتى العلاقات المصرية الإماراتية على المستوى الشعبى، انعكاسا واضحا لتاريخ وطيد من العلاقات بين البلدين، وتصدر هاشتاج «#نورت_مصر» التريند على «تويتر» أثناء وعقب زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى القاهرة، كما علق الكثير من الإماراتيين عبر حساباتهم الرسمية معربين عن سعادتهم بالعلاقات المُتميزة بين مصر والإمارات، مع الإشارة إلى مكانة مصر قيادة وشعبا لدى دولة الإمارات وشعبها.