المدن الذكية ...عمران الحاضر والمستقبل

مسطحات خضراء .. ونقل صديق للبيئة ..وطاقة متجددة .. وذكاء اصطناعي

خبراء : تعزز الاستثمار وتوفر ملايين فرص العمل وتوفر سكنا ل 35 مليون مصري

تحقيق نوفل البرادعي

تاتي العاصمة الادارية الجديدة في مقدمة المدن الذكية او ما يطلق عليها مدن الجيل الرابع وتقام العاصمة علي مساحة 180 الف فدان منها نحو 40 الف فدان في مرحلتها الالولي وتستهدف اسكان قرابة 7مليون مواطن مصري ودخلت مصر من خلال العاصمة موسعة جينيس اكثر من مرة من خلال مسجد الفتاح العليم اكبر مسجد في افريقيا وكاتدرائية ميلاد المسيح واليوم جاء افتتاح اكبر صرح ثقافي اسلامي متمثلا في مركز مصر الثقافي الاسلامي ليضيف جمالا الي جمال العاصمة .

ومن منا لا يحلم بالاقامة في مجتمع عمراني متحضر وذكي يستخدم التكنولوجيا في توفير السكن المريح ويضع حلولا جذرية للتلوث البيئي والزحام السكاني والتكدس المروري ومن هنا تأتي التحفة المعمارية المتمثلة في الصرح العملاق مركز مصر الثقافي الاسلامي في قلب العاصمة لتكون درة المدن الذكية الجديدة مدن الجيل الرابع وهي ليبست رفاهية فحسب بل هي الحل الاستراتيجي الذي فرضته الضرورة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وحل مشكلة ازدحام المرور المتزايد بفعل الكثافة السكانية المستمرة والمتزايدة والمشاكل المصاحبة لها هذا فضلا عن الحاجة الملحة لتنشيط عجلة الاقتصاد وزيادة معدلات الاستثمار والتوسع في كافة الانشطة التجارية الاخري وهو ما يؤدي الي توفير ملايين من فرص العمل وتحسين جودة الحياة للمواطنين وهو الامر الذي لا يمكن تحقيقه في ظل التكدس السكاني الراهن فلم يعد مقبولا ان يقيم مواطنينا علي مساحة اقل من 10% من مساحة البلاد خاصة بعد ان تخطي عدد السكان 110 مليون نسمة .

يقول الدكتور علي الادريسي الخبير الاقتصادي انه بفضل الجهود التي بذلتها الدولة المصرية علي مدار 8 سنوات وبتوجيهات من الرئيس السيسي لم تعد فكرة المدن الذكية او الجيل الرابع حلما بعيد المنال بل اصبحت واقعا عملت مصر علي تحقيقه علي ارض الواقع من خلال انشاء المزيد من مدن الجيل الرابع في جميع انحاء الجمهورية حيث ستقوم هذه المدن بتوفير العديد من الحلول للمشاكل المتعلقة بالبيئة والاقتصاد والاسكان والبيروقراطية وتأتي العاصمة الادارية الجديدة بشكل عام والصرح الاكبر في المنطقة العربية مركز مصر الثقافي الاسلامي لتحتل العاصمة الادارية مركز الصدارة بين كل المدن الجديدة لتصبح واحدة من اكبر عواصم العالم وبذلك تحتل مصر مركزا متقدما اقتصاديا وحضاريا رائدا بمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا بشكل عام .

ويضيف الادريسي ان هذه المدن الذكية الجديدة تستهدف في الاساس تخفيف الازدحام عن بعض المدن لأستيعاب الزيادة السكانية وجذب مزيدا من الاستشمارات للمدن الجديدة وجاءت البداية من جانب الدولة في عام 2014 وشهدت هذه المشروعات طفرة عمرانية كبيرة من حيث التنفيذ والموقع حيث انها اصبحت اكثر مواكبة للتطورات العالمية من خلال اتباع نظام معلوماتي ذكي واستخدام منصات ذكية واستخدام الذكاء الاصطناعي ونتج عن هذه السياسات الرشيدة الموجهة من الرئيس السيسي عن ميلاد 39 مدينة ذكية جديدةمن مدن الجيل الرابع جاري تنفيذ 30 منها الان و9 مدن جديدة يجري الاعداد لها الان وكل هذا ياتي مواكبا مع التحول نحو هذه المدن الذكية يعد احد ابرز الاليات التي تعمل علي تلبية الاحتياجات المتزايدة للفئات الاجتماعية المختلفة والتي تشمل البنية العصرية كالمياة والطرق والصحة وتقنيات ترشيد استهلاك الطاقة وغيرها خاصة وان مصر وفقا لرؤية مصر 2030 للتنمية الشاملة والمستدامة اتجهت نحو التحول الرقمي لجميع القطاعات بدءا من تنفيذ مشروعات البنية التحتية المتطورة وصولا الي البرامج والتقنيات الحديثة والتنمية المستدامة وتقديم افضل الخدمات لأدارة ذكية ومتطورة لكافة المواطنين .

واعتبر المستشار سامح الشريف الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الخبرة ان افتتاح درة العاصمة الادارية في مركز مصر الثقافي الاسلامي يدخل العاصمة الذكية في مصاف المدن العالمية الكبري فهناك مقارنات مع مدن العالم الكبري الذكية فمثلا نيويورك وسان فرانسيسكو ولندن وباريس وجنيف وبرلين وطوكيو وسنغافورة وسيول وتورنتو وامستردام ومدريد وبرشلونة وستكهولم وكوبنهاجن وعلي مستوي الدول العربية في مصرنا الحبيبة نجد العاصمة الادارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ومدينة الجلالة وهي مدن تواكب المستقبل وهي مدن تعكس ارادة قوية في الاستفادة من مختلف التطورات في مجال العمران الذكي وفي دولة الامارات العربية المتحدة ففيها العاصمة ابوظبي وبها مدينة مصدر وكذلك مدينة دبي والتي بدأت في عام 2013 مشروع التحول لمدينة ذكية وتتبعها مدينة زهرة الصحراء وفي المملكة العربية السعودية هناك مدينة الرياض ونيوم وتم وضع اكثر من مدينة ضمن خطة التحول الي مدن ذكية وهناك اللوسيل في قطر حيث تستطيع استخدام تطبيقات المدن الذكية من خلال تحسين جودة الحياة من خلال شبكات الذكية التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات في ادارة شبكات الكهرباء وهذه التطبيقات الحديثة تساعد علي توفير بيانات عن مناطق الاختناقات المرورية بهدف تفاديها وتحسين حركة السيولة المرورية واستخدام اجهزة لقياس نسبة تلوث الهواء والتحكم فيها .

واضاف الشريف ان المدن الذكية الجديدة تتميز كذلك تعمل علي تطوير حلول توفير الخدمات المالية الكترونيا لا سيما من خلال تقنية البلوك تشين الاكثر امانا للحسابات المالية والمصرفية وتجاوزت حلول المدن الذكية حاجزا للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بل ووفرت ايضا ابتكارات جديدة مهمة جدا واستكمالا للعرس المعماري الفريد الذي افتتحه الرئيس السيسي في العالصمة الادارية في مركز مصر الثقافي الاسلامي في سلسلة من المدن الجديدة الذكية والتي من المقرر ان تستوعب 35 مليون مواطن مصري واكبرها العاصمة الادارية الجديدة والتي من المقرر ان تستوعب 7 مليون مواطن وتأتي معها المنصورة الجديدة بمساحة 5100 فدان وعدد سكان 680 الف مواطن ومدينة ناصر غربي اسيوط بمساحة 6000 فدان وعدد سكان 680 الف مواطن ومدينة غرب قنا بمساحة 9000 فدان وعدد سكان 185 الف مواطن وفي الاسماعيلية الجديدة بمساحة 2157والعبور الجديدة بمساحة 58 الف فدان وحدائق اكتوبر 70 الف فدان ومن المقرر ان تستوعب اكتوبر الجديدة 5 مليون مواطن هذا بخلاف مدن ملوي الجديدة والفشن الجديدة وغرب قنا وبئر العبد الجديدة .