شم النسيم ..سبب تسميته بهذا الاسم وسر تناول المصريين لـ ”الفسيخ والبيض الملون ”
أيام قليلة تفصلنا عن موعد عيد شم النسيم، الذي يوافق يوم الاثنين 21 أبريل ، والذي يُعرف بأنه أحد أقدم أعياد الربيع يحتفل به جميع الناس من كل الأديان ، ويتميز بطقوس وأجواء احتفالية خاصة لدى المصريين ، أشهرها حرصهم على تناول الأطعمة وأكلات الأسماك المملحة والمدخنة(فسيخ رنجة ملوحة )، والبصل والخس والبيض الملون، وتختلف مسميات شم النسيم من دولة لأخرى.
لم تتوقف عادات وتقاليد المصريين في الاحتفال بيوم شم النسيم عند اكلاتهم، بل تشمل الخروج للمنتزهات والحدائق العامة لقضاء عيد الربيع والاستمتاع به ،بأساليب شتّى، ولهم ايضا عادات راسخة، يشارك فيها فئات الشعب المختلفة، والتقاليد الشعبية الأخرى في تلوين البيض، والذي كان في إيمان المصريين القدماء رمزًا للحياة الجديدة وفقا لعدد من الروايات والمؤرخين، حيث قامت عائلات قدماء المصريين بسلق البيض طوال الليل ، واستيقظوا قبل شروق الشمس لتزيينها وتلوينها بأنماط مختلفة ؛ حتى أن البعض كتب أمنياتهم عليهم. ثم يتم وضع البيض في سلال سعف النخيل وتعليقه في الأشجار أو الأسطح ، على أمل أن تباركهم الآلهة، إلى جانب الإبداع فى عمل الأكلات المختلفة من الأسماك المتنوعة، وهى أطعمة ذات طابع مصرى، ارتبطت عند الفراعنة بمدلول الخلق والخصب والحياة.
تشمل طقوس الاحتفال بيوم شم النسيم، تناول (البصل) مع الأسماك المملحة،ويرجع ذلك وفقاً لاعتقاد المصريون القدماء أنه يمكن للبصل التغلب على المرض، وكان من النباتات المقدسة، وعثر على بعض النقوش التي تشير إلى تقديسه، ووضحت بعض الأساطير القديمة أن أحد الأطفال أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة لعدة سنوات وعجز الأطباء والكهنة عن علاجه، ولجأ الفرعون إلى أحد الكهنة وأرجع سبب المرض إلى سيطرة الأرواح الشريرة على الطفل، وأمر بوضع ثمرة ناضجة من البصل تحت رأسه بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، كما علق على السرير وأبواب الغرف بالقصر أعواد البصل الأخضر لطرد الأرواح الشريرة، وعند شروق الشمس شق ثمرة البصل ووضع عصيرها في أنف الطفل وشفى تدريجيا من مرضه.
"شم النسيم "ذلك العيد الذي اجتمع عليه المصريين على اختلاف معتقداتهم ، فهو يصادف عيد القيامة لدى المسيحيين المصريين، يمارسون طقوس احتفالية عمرها يتجاوز 4700 عام، احتفاءً بقدوم شم النسيم؛ إذ بدأ الاحتفال به رسميا منذ نهاية الأسرة الثالثة في عام 2700 قبل الميلاد، ليصبح بذلك العيد الشعبي الأقدم في مصر، وربما في التاريخ.
وحول سبب تسمية" شم النسيم" بهذا الاسم، لأن الفراعنة أطلقوا عليه اسم "عيد شموش" ، وهو عيد كان يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون ولكن تغير الاسم على مر الزمن في العصر القبطي إلى اسم "شم" وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع وارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
واستعدادا لأعياد الربيع وشم النسيم تجرى الأجهزة الأمنية والمعنية حملات تموينية مكثفة، لمراقبة الأسواق وتشديد الرقابة على مصانع الأسماك المملحة والمدخنة ومحلات ومنافذ بيعها وكافة السلع الغذائية للتأكد من سلامة المنتج والمعروض ومطابقته للمواصفات واتخاذ الإجراءات القانونية نحو العينات غير المطابقة والمخالفين.
وتزينت الحدائق والمنتزهات العامة بالمراكز والمدن لاستقبال كافة المواطنين والزائرين للاحتفال بعيد شم النسيم داخل الحدائق والاستمتاع بالاجواء الخلابة.
وكانت وزارة القوى العاملة قد اعلنت ، أن يوم شم النسيم الموافق الاثنين 17 أبريل الجارى، يعتبر إجازة بأجر كامل للعاملين بالقطاع الخاص، وذلك في إطار نص قرار رئيس الوزراء رقم 1354 لسنة 2023 على أن يكون يوم الاثنين 17 أبريل 2023 إجازة رسمية مدفوعة الأجر، بمناسبة عيد شم النسيم، وذلك للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام، والقطاع الخاص.