الحرب الروسية الامريكية هي الاصل
صراع النفوذ الروسى الأمريكى الصينى على أفريقيا يصل ذروته
موسكو تتهم واشنطن علنا بمحاولة نسف القمة الروسية الأفريقية المقبلة
امريكا تعزز وجودها واستثمارتها في القارة
يصل صراع النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين على القارة الأفريقية الغنية بالموارد ذروته، وبشتى السبل تسعى كلٍ من هذه البلدان إيجاد موطئ قدم لها، سواء بالشراكة التجارية أو ضخ الاستثمارات أو حتى حزمات المساعدات التى تمنحها لبعض بلدان أفريقيا، فيما تعد الحرب على اوكرانيا رقما فى معادلة بسط النفوذ الروسية الامريكية الاوروبية.
قبيل أشهر من القمة الروسية الأفريقية المزمع عقدها فى يوليو المقبل، وصل هذا الصراع ذروته، حيث كثفت الولايات المتحدة من زيارات مسؤولي رفيعي المستوى للقارة، ومنح حزمات المساعدات وضخ استثمارات ومشاريع من أجل تنمية القارة، فضلا عن خطط التعاون على دحر الارهاب، والمساعدة على التكييف مع التغيرات المناخية.
وبالنسبة لروسيا، حيث تنتشر مجموعة "فاغنر" الروسية في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى لقتال المتمردين، فقد ندد المسئولون الروس قبيل القمة الروسية الأفريقية بما أسموه بمحاولات أمريكية لنسف القمة المقبلة، جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذى قال أن الولايات المتحدة تحاول تدمير القمة الروسية المزمعة مع الدول الأفريقية في إطار الجهود الرامية لعزل موسكو.
لافروف الذى كان حريصاً على تعزيز العلاقات مع إفريقيا، حيث زار القارة مرتين هذا العام إضافةً إلى جولة في منتصف 2022، قال أيضا خلال مقابلة مع موقع "أرجومنتي آي فاكتي" الإخباري الروسي، إن موسكو تختلف عن الدول الغربية في علاقاتها مع أفريقيا من حيث «إننا لا نخبر شركاءنا الأجانب أبدا كيف يُفترض أن يعيشوا. ليس لدينا جدول أعمال سري». وأضاف: «صحيح أن الولايات المتحدة وأتباعها يبذلون قصارى جهدهم لعزل روسيا دوليا... (لكنهم) على وجه الخصوص يحاولون نسف القمة الروسية الأفريقية الثانية المزمع عقدها... لإقناع أصدقائنا الأفارقة بعدم المشاركة».
وأشار إلى أن فرص إلحاق الضرر بالقمة تتضاءل على أي حال لأن «عدد الدول المستعدة لفعل كل ما تطلبه منها القوى الاستعمارية السابقة يقل يوما بعد يوم». وتابع: «لذلك ستستمر محاولات التدخل في تعاوننا مع دول جنوب العالم وشرقه، لكن هيهات أن تنجح».
اتهامات لافروف لم تكن الاولي فقد سبقه نائبه ميخائيل بوجدانوف الذى قال في فبراير الماضي، "إن الولايات المتحدة "تمارس ضغوطا غير مسبوقة" على الدول الإفريقية، منها محاولة عرقلة القمة الروسية الإفريقية" ووفقا لتقارير فإنه عقب الحرب على أوكرانيا، تسعى موسكو لكسب التأييد في دول إفريقيا بعد أن حاول الغرب عزلها بسبب هجومه على أوكرانيا.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد كثف مسئوليها زيارات القارة السمراء كى تعزز انخراطها بالقارة عبر ضح المزيد من الاستثمارات ومنح حزم المساعدات لبلدانها، كانت آخرها جولة نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، الأسبوع الماضى فى 3 دول أفريقية هى غانا وتنزانيا وزامبيا، كجزء من حملة واشنطن لمواجهة النفوذ الصينى والروسى المتزايد فى القارة.
زيارة كامالا هاريس لم تكن الأولى فقد قام 4 مسئولين أمريكيين بجولات متفرقة فى القارة وهم وزيرة الخزانة جانيت يلين، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، والسيدة الأولى جيل بايدن، ووزير الخارجية أنتونى بلينكين.
وفى ديسمبر الماضى استضافت الولايات المتحدة القمة الأمريكية الأفريقية ودعا خلالها الرئيس جو بايدن، إلى قيام شراكة واسعة مع القارة السمراء، وقطع وعودا لبلدان القارة، كما أطلق وزير الخارجية، أنتونى بلينكين، الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء فى 8 أغسطس 2022، فى بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا، وذلك خلال زيارته للقارة التى شملت جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. وثيقة الاستراتيجية الجديدة.
وبالنسبة للغرب تسعى الدول الاوروبية للسباق على شراء النفط الأفريقى لتعويض إمدادات الطاقة بعد أن حظر الاتحاد الأوروبي النفط الروسي كعقاب لموسكو بسبب شن حرب على أوكرانيا.
اما الصين تحاول هى الاخري التغلغل فى القارة الغنية بالموارد، حيث تعد الان أكبر شريك تجارى رئيسى لقارة إفريقيا، ومستثمرا بارزا فى مشروعات البنية التحتية والتعدين، حيث أظهرت بيانات الهيئة الوطنية العامة للجمارك أن التجارة بين الصين وإفريقيا وصلت إلى 254.3 مليار دولار فى 2021، بزيادة 35.3 بالمئة على أساس سنوى.
وفى مطلع العام، قام وزير الخارجية الصينى الجديد تشين جانغ بجولة خارجية إلى عدة دول إفريقية، بهدف تنمية العلاقات الصينية الإفريقية، شملت إثيوبيا والجابون وأنغولا وبنين ومصر إضافة إلى مقرى الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربي.
وتخشى الولايات المتحدة من التوسع المتزايد للنشاط التجارى الصينى فى إفريقيا، وتعتبر الإدارة الأمريكية أن حضور بكين فى القارة سيفضى إلى توسيع النفوذ الاقتصادى لها.