النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 11:41 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الخبراء والمحللون يتسألون

حقيقة الرعب الامريكي من التقارب التركي الروسي في ليبيا

ويليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية
ويليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية

زيارة بيرنز لطرابلس تدشن مرحلة امريكية جديدة في ليبيا

تحذير شديد اللهجة لحفتر من وقف صادرات النفط

احدثت حالة الوساطة الروسية بين تركيا وسوريا واذابة جبال من الجليد دام لسنوات القطيعة علي مدار 9 سنوات حالة من الذعر والهلع في الاوساط الغربية عموما والامريكية علي الخصوصمن التواجد الروسي القوي في سوريا وتمدد التواجد الروسي بكثافة في جنوب المتوسط خاصة وان عراب روسيا الحالي هو تركيا وهي التي تخطط روسيا لها لتحويلها الي مركز اقليمي في غاية الاهمية لصادرت النفط والغاز الروسي ومن اسيا الوسطي عموما الي الخارج رغم الامتعاض الاوربي الكامل من مثل هذه الخطوات للتقارب الشديد التركي الروسي في الاونة الاخيرة وعندما انتقلت تركيا غربا بأتجاه ليبيا هرولت الولايات المتحدة سريعا علي رأس وفد رسمي رفيع المستوي برئاسة مدير عام المخابرات العامة الامريكية ال cia ويليام بيرنز والذي طار الي طرابلس وبنغازي في جولات مكوكية خوفا من تطويق الحلف الروسي التركي الي تطويق اوربا من الجنوب وهو ما يخشاه حلف الاطلسي والاتحاد الاوربي

يقول الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان الخطوة الروسية الكبيرة في لعب دور الوساطة الناجحة جدا في الملف السوري واذابة جبال الجليد التي خيمت علي العلاقات السورية التركية وانهاء حالة من القطيعة استمرت 9 سنوات بين انقرة ودمشق وهو ما علنه السفير ابراهيم قولين المتحدث الرسمي للرئيس التركي عندما اعلن ان حالة القطيعة بين البلدين سوريا وتركيا قد انتهت بلا عودةوان عهدا جديدا سوف تشهده العلاقات بين البلدين وهو ما يمهد لعودة امنة لملايين اللاجئين السوريين في تركيا للعودة الي بلادهم للمشاركة في اعادة البناء والاعمار في سوريا وبمباركة ايرانية جاءت علي لسان حسين امير عبد اللهيان وزير الخارجية الايراني الذي بارك بشدة التقارب التركي السوري واعلن انه يصب لعودة الامن والامان والاستقرار في المنطقة بأسرها وهنا فأن اللاعبين الرئيسيون في المنطقة يباركون عودة العلاقات التركية السورية الي سابق عهدها قبل فترة الانقطاع وعندما تحركت تركيا الي عاصمة الغرب الليبي ووقعت صفقة تعاون في مجالات الطاقة والغاز والنفط مع عبد الحميد دبيبة رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولا ياتها التقطت الولايات المتحدة خيط المبادرة من تركيا خوفا من وصول الدب الروسي الي المياة الليبية الدفيئة خوفا من اقامة قاعدة عسكرية روسية في ليبيا اسوة بالقاعدة الروسية في طرطوس السورية خاصة وان المخابرات الغربيةترقب عن كثب حالة التقارب التركي الروسي الاخير ونجاح تركيا في تمرير اتفاقية الحبوب من روسيا واوكرانيا كذلك النجاح التركي في تنفيذ تبادل الاسري بين الجانبين الروسي والاوكراني في اكثر من عملية مؤخرا وهو ما دفع بوتين الي البدء في اقامة اكبر مركز لوجيستي لصادرات الغاز والنفط الروسي خارج الاراضي الروسية في تركيا .

وأضاف الدكتور فهمي ان اقامة مثل هذا المركز الروسي في تركيا وقيام روسيا بلعب دور الوساطة الناجح في اعادة العلاقات التركية السورية ولو مرحليا والاعداد لسلسة علاقات علي مستوي الخبراء علي مستوي رؤساء اجهزة المخابرات في الدول الثلاث وعلي مستوي وزراء الدفاع والخارجية وصولا الي اللقاء علي مستوي القمة بين الرئيسين اردوغان والاسد قريبا جدا وجاء التحرك التركي الي طرابلس الغرب وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين ليبيا وتركيا وهنا شعر حلف الاطلس وامريكا الخطر بأن الدبالروسي في الطريق وانها فقط مسألة وقت لينشر وجوده علي الساحل الجنوبي للبحر المتوسط وبذلك يكوت تطويقا حقيقيا لأوربا فهو يشترك مع حلف النيتو في الحدود الشرقية ويخطط لتطويق اوربا من الجنوب كذلك .

واعلن الدكتور محمد المناوي استاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة ان زيارة وزير الاستخبارات الامريكية ويليام بيرنز المكوكية الي طرابلس الغرب وبنغازي في شرق ليبيا تأتي لحالة الرعب الامريكية والاطلسية من التمدد الروسي المصاحب للتواجد التركي في حقول وموانيء النفط في ليبيا وهو ما شدد عليه بيرنز مع الدبيبة في ان حتمية ووجوب الحل ان يكون ليبيا خالصا وان الولايات المتحدة عادت بقوة الي الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد فترة غياب منذ عهد الرئيس الامريكي السابق ترامب وان امريكا ستملاء الفراغ السياسي للقوي الكبري في ليبيا استباقا للزحف الروسي المتوقع الي ليبيا خلف اصدقائهم الاتراك وبخصوص الحفاظ علي ثبات اسعار وامدادات النفط الليبي الي الاسواق الدولية جاء لقائه مع المشير خليفة حفتر وتحذيره اياه من مغبة وقف انتاج وتصدير النفط الليبي تحت اي ظرف وان الولايات المتحدة لن تسمح له بالعبث بالانتاج الليبي من النفط وهي تمثل عودة قوية الي الساحة الليبية وهي تركت مرتعا للمليشيات الليبية المتناحرة مع بعضها البعض والمستقبل القريب كفيل بكشف حقيقة النوايا الامريكية بعد زيارة مدير مخابراتها الي ليبيا مؤخرا .