بعد 30 عام من مقتله.. إسكوبار ينتقم من بيئة كولومبيا بأكثر من 130 فرس نهر، تعرف على القصة
تاجر مخدرات هو الأشهر في العالم جمع خلال الثمانينيات الكثير من الحيوانات التي وضعها في حديقة حيواناته الخاصة بمدينة "ميديلين" التي كان يقيم بها وكانت مسرحًا لعملياته المشبوهة.
ولكن بعد مقتله في الثاني من ديسمبر 1993 اكتشف العالم وجود حديقة الحيوانات الخاصة ببابلو إسكوبار في مزرعته "هاسيندا نابوليس" في مقاطعة أنتيوكيا بشمال غرب كولومبيا، وضمت هذه الحديقة نحو 200 حيوان، بينها حيوانات نادرة: زرافات، حمير وحشية، نمور، حيوانات الكنغر، النعام الوردي… وأربعة من حيوان فرس النهر الضخم.
ومع منتصف الأسبوع الماضي أعلنت السلطات الكولومبية عن التوصل لاتفاق لترحيل عدد كبير من حيوانات أفراس النهر التي يملكها إلى المكسيك والهند، بعد أن عجزت عن السيطرة على تكاثر أعدادها، وخشية أن تحدث خللا في النظام البيئي بمقاطعة أنتيوكيا في شمال غرب البلاد
ومع سقوط الإمبراطور الشهير والاستحواذ على أملاكه، باعت السلطات هذه "الكتيبة من الحيوانات المتوحشة والفريدة" إلى حدائق حيوانات في كولومبيا باستثناء حيوانات فرس النهر، التي لم تعثر السلطات على حلول فعالة بشأنها لضخامتها وثقلها، وصعوبة تنقلها أو نقلها نحو أماكن أخرى... لتشكل هذه الحيوانات مع مرور الوقت وبفعل التزاوج بينها "مستعمرة أفراس نهر" حقيقية بحسب السلطات الكولومبية.
أفراس النهر هذه، كانت من أبرز الحيوانات التي كونت حديقة حيوانه الغريبة، وكانت ذكرا واحدا وثلاث إناث، جلبها من أفريقيا بشكل غير قانوني. ومع أواخر الثمانينيات، تكاثروا بشكل عشوائي في أحد روافد نهر ماجدالينا، تقدر الحكومة الكولومبية اليوم عدد أفراس النهر المتكاثرة منذ حقبة إسكوبار بين 130 و160 حيوانًا، وكأن "شبح بابلو" أراد الانتقام بطريقته الخاصة والغريبة من السلطات التي أزهقت حياته بعد مطاردة حبست الأنفاس.
وتتوقع إحدى الدراسات المحلية أن يقفز عدد هذه الحيوانات بحلول عام 2034 إلى نحو 1400 فرس نهر، وهو ما قد يشكل كارثة بيئية بحسب السلطات. خاصة أن هذه الحيوانات تفترس يوميا نحو 40 كيلوغراما من العشب وتسمم فضلاتها نهر ماجدالينا. كما أنها تقضي على كل الحيوانات التي تعترضها وكثيرا ما تهاجم الأهالي والصيادين وهو ما جعل السلطات الكولومبية تصنفها كحيوانات غازية. وسجل اعتداءان استهدفا شخصين من سكان المنطقة في 2021 تسبب فيهما أفراس نهر.
في آخر المطاف عثرت السلطات الكولومبية على حل آخر بخصوص هذه الحيوانات "الثقيلة" ماديًا ومعنويًا، وقررت ترحيلها إلى الهند والمكسيك بحلول شهر يوليو المقبل. عملية مكلفة للغاية حيث من المتوقع أن تصل كلفة نقل هذه الحيوانات بالطائرة إلى حوالي 3.5 مليون دولار.