النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 03:00 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

بوتين في شبه جزيرة القرم بالقرب من البحر الأسود

يودع فصل الشتاء العالم في تلك الفترة الحالية ويقترب فصل" الربيع" الذي يدور حوله شرارة اشتعال الحرب العالمية في ظل ترقٌب دولي أوروبي من وصول الأسلحة الأمريكية إلي أوكرانيا .

وخلال تطور سير العملية العسكرية الروسية التي بدأت فبراير عام 2022 اعتقد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" اسقاط كييف في بضعة أيام وسقوط العاصمة يعني سقوط الدولة الأوكرانية .

لكن تفاجئ العالم بواقعة قطع امدادات الغاز الروسي إلي أوروبا بواسطة "مجهول" وذلك قبل تأييد الدول الأوروبية إلي أوكرانيا وصُدر مشهد رغبة "بوتين" في قتل المواطن الأوروبي متجمدا من برد الشتاء وفقدان الثقة التي كانت تربط روسيا بالدول الأوروبية والحقيقة هي رفض الرئيس الروسي "بوتين" باستخدام الطاقة كسلاح ضد أي إنسان .

وقد نجح "المجهول" في تمزيق العلاقات الوثيقة والدبلوماسية بين الشريك الروسي والأوروبي ونتيجة للأعمال التخريبية التي طالت خطوط غاز "السيل الشمالي الروسي " الذي يمر في أعماق بحر "البلطيق" إلي ألمانيا وباقي أوروبا .

فلجَأت رئيس المفوضية الأوروبية "أورسلا فون دير لاين " إلي أذربيجان لتوريد الكهرباء للمجتمع الأوروبي عبر "كابل بحري" من خلال "رومانيا" وباقي أوروبا بعدما ذاق المواطن الأوروبي ويلات انقطاع الطاقة وارتفاع أسعارها بعد استيرادها بسعر مضاعف من الولايات المتحدة الأمريكية .

وقد شعرت الدبلوماسية الأوروبية بعدم اهتمام واشنطن لمصالح أصدقائها فقط تحقيق المكاسب أولا وقد قال الرئيس الأمريكي الديمٌقراطي "جوبايدن" خلال "خطاب الإتحاد الثاني " أمام الكونجرس الأمريكي في ظل تراكم ديون الولايات المتحدة حينها 31 تريليون و500 مليارات دولار في ظل تحذيرات وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" من تعثُر واشنطن وتأخُرها عن دفع أقساط الديون والتي أصبحت 31 تريليون و600 مليارات دولار حتي الآن ليطلب بايدن ذلك التوقيت زيادة الضرائب علي أصحاب شركات الطاقة والنفط الذين يضاربوا بأرباحهم عام 2022 في البورصة الأمريكية بعد تحقيقهم أرباحا 200 مليارات دولار نتيجة لتصدير الطاقة بسعر مضاعف للعالم في ظل أزمة توقف الغاز الروسي بواسطة مجهول .

لكن الصحفي الأمريكي "سيمور هيرش" فاجأ الجميع وكشف تورط الرئيس الأمريكي "بايدن" في التخطيط لضرب خطوط الغاز الروسي في يونيو عام 2022 وأعطي الأمر للاستخبارات الأمريكية بالتنفيذ سبتمبر عام 2022 وضُربت خطوط الغاز عند أقرب نقطة في بحر البلطيق بالقرب من السويد بواسطة أشخاص من النرويج .

وطلبت روسيا اجراء تحقيقا دوليا لمعرفة المرتكب الحقيقي لذلك الجُرم بينما لم تنفي أو تؤكد الولايات المتحدة رواية "هيرش" لكن رئيس الكونجرس الجمهوري "كيفن مكارثي" استدعي "هيرش" للمثول أمام الكونجرس بسبب تحقيقه الصحفي الذي نشره بجريدة "برلينر تسايتونج" الألمانية .

ورفض هيرش الحضور وهو الصحفي الأمريكي الذي كشف عن مذبحة قرية "ماي لاي" الفيتنامية عام 1968 بواسطة ضابط أمريكي أمر بقتل النساء والأطفال العُزل بالقرية كما كشف "هيرش" عام 1991 قيام الكيان الصهيوني الإسرائيلي ببناء ترسانة نووية دون علم الولايات المتحدة .

أما عن تدمير خطوط الغاز الروسي فقد ظهرت أنباء من المدعي العام الألماني بتورط أوكرانيا بضرب تلك الخطوط بينما كانت تمتلك روسيا معلومات بعد الحادث مباشرة قد أشار إليها المتحدث بإسم الكرملين "دميتري بيسكوف" في ضلوع بريطانيا وراء الحادث ولذلك تريد روسيا اجراء تحقيق دولي لمعرفة الفاعل الحقيقي .

وخلال تحول العملية العسكرية الروسية الخاصة إلي حرب شاملة واجهت بها روسيا 50 دولة أوروبية مجتمعة بتجييش أوروبا ضد روسيا وإرسال الدعم المادي والعسكري إلي كييف في رؤية ضباية يعيشها المجتمع الأوروبي لتحقيق فكرة الراغب في إشعال الحرب العالمية الثالثة وتحقيق المزيد من المكاسب سواء من بيع النفط أو السلاح بسعر مضاعف .

ولا تكن الولايات المتحدة في الحقيقة في ظل ترنُح الاقتصاد الأمريكي وإفلاس بنوكها وربما لايجد الشعب الأمريكي أمواله في البنوك الهدف هو تحقيق مصلحة الصهيونية العالمية وقد قال الرئيس الأمريكي "جوبايدن" في إحدي خطاباته الرسمية "ليس بالضروري أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا" ولذلك مصلحة الصهيونية أولي من مصلحة المواطن الأمريكي .

الذي لايجد أمواله في البنوك وارتفعت عليه أسعار البنزين كما اُخترق مجاله الجوي بواسطة "المنطاد الصيني" ولم ينتهي الأمر عند ذلك الحد بل فقد المواطن الأمريكي أمنه في بلاده بعد خطف أربع مواطنين أمريكيين من الولايات المتحدة .

والعبور بهم من ولاية "تكساس" الأمريكية إلي المكسيك من خلال مافيا المخدرات بها بالإضافة لأزمة عبور المهاجرين بشكل غير شرعي فقد تخطوا المليون مهاجر حتي الآن فضلا عن زيادة جرائم القتل في الشارع الأمريكي وانتشار السلاح دون قيد أو شرط وقد بلغت الديون علي كل مواطن أمريكي 94 ألف دولار .

وبدلا من حل تلك المشكلات الأمريكية خرج الرئيس الأمريكي "بايدن" ليعلن إرسال منظومة "الباتريوت" الصاروخية المتطورة إلي أوكرانيا في الربيع بعد اتقان التدرب عليها .

وفي وقت آخر بعد احتدام الحرب الروسية الأوكرانية أعلن بايدن إرساله دبابات "أبرامز" المتطورة إلي أوكرانيا لكن دون إعلان الموعد حتي تُرسل ألمانيا دبابات "ليوبارد2" وبريطانيا "دبابات "تشالنجر" وانتظرت الدول الأوروبية كلمة واشنطن التي ظهرت في تصرحيات السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية "جون كيربي" بإن الدبابات ستصل الصيف .

لتنتظر أوروبا في ذلك المشهك المُربك موقف الولايات المتحدة وتعلن إنها سترسل سلاحها عند وصول السلاح الأمريكي إلي كييف .

أما الاتجاه المعاكس في الولايات المتحدة وهو الجمهوري يري تحقيق مصلحة الولايات المتحدة أولا وحل مشكلاتها وتسديد ديونها أفضل من الانخراط في الحرب الأوكرانية .

وخلال تطور المناوشات العسكرية بين موسكو وكييف اُسقطت المسيرة الأمريكية الشبحية "كيو إم 9" ريبير الشبحية بالبحر الأسود بعد تعطل محركها فجأة واتهام موسكو باستهدافها .

لتنفي روسيا وتعلن استراتيجيتها في الابقاء علي خطوط الإتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة لكن ظهر ضابط الكي جي بي "بوتين" بشكل مفاجئ في شبه جزيرة القرم التي انضمت إلي روسيا بموجب استفتاءات رسمية وتنفصل عن أوكرانيا 18مارس عام 2014 .

وهي زيارة غير معلنة ربما يريد بوتين الوقوف علي تفاصيل الحادث ومعرفة حقيقة الطائرة "سوخوي 27" التي ظهرت في مقطع فيديو تحلق حول المسيرة الأمريكية فقد قال رئيس الاستخبارات الروسية "سيرجي نارشيكين " عند وقوع الحادث إن روسيا ستبحث عن حطام الطائرة الأمريكية لتحصل علي الصندوق الأسود بها وتعرف الفاعل الحقيقي الذي أسقطها .

وكما زار بوتين في وقت سابق أوكرانيا بشكل غير معلن في زيارة خاطفة قد ذهب إلي القرم في وقت حساس حذرت منه وزارة الدفاع الأمريكية من اندلاع مواجهة عالمية بسبب ضرب طائرتها .

ويحاول "المجهول" تصدير رواية بإن الطائرة "سوخوي 27" التي ضربت الطائرة الأمريكية روسية بالرغم من عدم ظهور العلم الروسي .

وقد شهد العالم أجمع واقعة سقوط الصواريخ الأوكرانية الطائشة في الأراضي البولندية وصُدرت حينها بإنها صواريخ روسية وإن موسكو تريد محاربة حلف الناتو العسكري لكن الرجال الشرفاء في الولايات المتحدة كشفوا حقيقة وقوف أوكرانيا وراء الحادث .

لكي يُجر العالم سواء حلف الناتو العسكري أو الولايات المتحدة في حرب شعواء وفي اتجاه آخر تذهب الأموال العالمية وكذلك السلاح المُرسل من العالم في خزائن الشخصيات الأوكرانية الخارجية .

وقد حذر من ذلك مستشار الرئاسة الأوكرانية السابق "أوليج سوسكين" بإن الشعب الأوكراني لايجد "كسرة الخبز" بالرغم من المليارات التي تصل من مختلف دول العالم .

بالإضافة لمطالبة أعضاء الكونجرس الأمريكي بالتأكد من وصول السلاح إلي المستخدم الحقيقي في الجيش الأوكراني وإنه لا يباع إلي جهات أخري .

موضوعات متعلقة