حُكمٌُ مع إيقاف التنفيذ علي الرئيس الروسي ”بوتين”
الحرب الأوكرانية ووقائع أحداثها جعلت المحكمة الجنائية الدولية تلتفت إلي جرائم الحرب المرتكبة وتصدر حكمها بتوصيف الرئيس الروسي "بوتين" كمجرم حرب ولم تكتف المحكمة بذلك بل أصدرت حكما علي "ماريا لفوفا" مفوضة حقوق الطفل لدي روسيا .
ربما تري عدالة المحكمة بإن الصمت عن ارتكاب الجرائم جُرم في حد ذاته لكن السؤال هنا من مجرم الحرب الحقيقي في الصراع الروسي الأوكراني ؟
الجميع قد رأي المشهد الذي حذر فيه بوتين من خطورة محاولات انضمام "أوكرانيا" إلي حلف "الناتو" العسكري مما يؤدي إلي تهديد السماء الروسية بصواريخ حلف الناتو وكانت تستعجب روسيا بسبب رغبة حلف الناتو في انضمام كييف .
بالرغم من تواجد الحلف العسكري في "بولندا-لاتفيا-إستونيا-رومانيا" أي علي امتداد طول الحدود الشرقية الروسية ولم تتبق سوي كييف وعند اندلاع العملية العسكرية الروسية الخاصة فبراير عام 2022 التي تحولت إلي حرب شاملة دخلت طور عامها الثاني بسبب المساعدات العسكرية الغربية الهائلة وعلي رأس تلك المساعدات تكون الولايات المتحدة .
وصَدقَت وجهة النظر الروسية بتهديد عاصمتها موسكو بعد دخول كييف حلف الناتو فقد ضربت مسيرة أوكرانية مطار "ساراتوف" العسكري وانفجرت المسيرة بجوار طائرة "التابلوف 95" النووية مما قد يؤدي إلي كارثة نووية بعد استهداف المطار الذي يبعد 847 كم عن العاصمة موسكو .
وقامت روسيا بعدها بتركيب أنظمة "بانتسير" للدفاع الجوي فوق المنشآت الحيوية تحسبا لحرب الطائرات القادمة في الصيف بعد تسليم بولندا طائرات "الميج 29" إلي أوكرانيا لتصبح أول دولة عضو بالناتو تنخرط بالصراع الجوي في كييف ذلك بعد جولة زيلينسكي إلي لندن وباريس للحصول علي المقاتلات الجوية .
لكن العجيب حول المحكمة الجنائية الدولية أن تصدر حكما علي دولة ليست عضوا بها وتلك المحكمة القابعة في "هولندا " قد أُسست عام 2002 من أجل محاربة الإجرام وأعمال العنف في العالم وتري المحكمة ارتكاب بوتين جرائم حرب ضد الأطفال والنساء في كييف .
والعجيب إن هناك دولٌ لم توقع ميثاق تلك الاتفاقية ليسري عليها قانون المحكمة وهم "روسياو الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند " والتساؤل الآخر عن تلك المحكمة بما إنها تصدر أحكاما علي دول غير عضوة بها وتنتصر للعدالة وتحاول حماية النساء والأطفال في العالم .
ما رأي المحكمة في مذبحة قرية "ماي لاي " التي ارتكبها ضابط أمريكي عند غزو الولايات المتحدة إلي فيتنام مارس عام 1968 عندما أمر الضابط الأمريكي بقتل النساء والأطفال العُزل بالكامل في القرية .
ونطرح تساؤل آخر عن المجرم الحقيقي في ذلك الصراع؟
فقد حذر مستشار الرئاسة الأوكرانية السابق "أوليج سوسكين" من الفساد المالي الذي طال أموال المساعدات المادية الهائلة التي جاءت إلي أوكرانيا من مختلف دول العالم مؤكدا إن الشعب الأوكراني لايجد "كسرة الخبز" .
وقد استقال عدد كبير من أعضاء الحكومة الأوكرانية وقيادات كبيرة في الجيش لعدم رغبتها في المشاركة بسرقة الشعب الأوكراني الذي يدفع حياته ثمنا من أجل سارقين وقد فطن رجال السياسة الأمريكية لتلك الأزمة ودعي بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي .
للإشراف علي وصول المساعدات المادية إلي كييف وكذلك التأكد من وصول المساعدات العسكرية إلي المستخدم صفر ولا تباع وتذهب أموالها إلي تجار السلاح .