هيئة الكتاب: إصدار كتاب «الأخلاق بين اللذة والزهد» للدكتور حمزة السروي
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «الأخلاق بين اللذة والزهد» دراسة في فلسفة الأخلاق عند كل من الأبيقوريين والرواقيين، للدكتور حمزة السروي.
وناقش الدكتور «السروي»، اللذة والزهد كاتجاهين رئيسيين فى فلسفة الأخلاق لدى اليونان في مرحلة ما بعد أرسطو، إضافة إلى اتجاهين آخرين هما الشك لدى بيرون الشكاك، والتصوف لدى أفلوطين وأصحاب الأفلاطونية وأتباعه من المحدثه.
أما بخصوص اللذة فقد اهتم بها أبيقور، وأنزلها مكانة عالية، فهي تمثل محور فلسفته بل تكاد تكون هي كل فلسفته وما عداها مثل: نظرية المعرفة، أو علم الطبيعة، أو الإلهيات، ما هي إلا موضوعات مسخرة لخدمة هذه الأخلاق، لقد كان اهتمام أبيقور باللذة كبيرًا حتى أنه عد عنوانها عليها.
ويُعد هذا الموقف ارتدادًا وتراجعًا عن العصر الذهبي لليونان، ذلك العصر الذي يمثله أفلاطون وأرسطو؛ حيث كانت تُطلب المعرفة لذاتها وليس لأغراض المنفعة العملية، ويعود هذا التراجع إلى تردى الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية، حيث «فَقَدَ اليونانيون استقلالهم وحريتهم بفعل استعمار المقدونيين لبلادهم، وفقدت أثينا هيمنتها وتفوقها السياسي والفكري، فانهارت القيم التي جعلت من اليونان مهدًا للحضارة، وخضع اليونانيون للأسر والتعبية وانغمسوا فيما توفره الخاصة من متع وملذات منطوين على أنفسهم غير عابئين بالمجد السياسي، ولا بالفخر العسكري، وقد كانت الأبيقورية رد فعل لتلك الظروف، فَدَعَت إلى الانسحاب من المجتمع، وترك كل ما من شأنه أن يسبب القلق والاضطراب للإنسان، وتبنت نزعة أنانية تعمل على تحقيق سعادة الفرد عن طريق اللذة.