النهار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:51 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الجزائر تتقدم رسميا لعضوية البريكس

هل تحذو القاهرة والرياض وابوظبي حذو الجزائر؟

صورة لمجموعة البريكس
صورة لمجموعة البريكس

الجزائر تتقدم رسميا لعضوية البريكس

هل تحذو القاهرة والرياض وابوظبي حذو الجزائر؟

خبراء ومحللون يبشرون بقرب ميلاد نظام عالمي جديد بمجموعتي البريكس وشنغهاي والاسيان

  • الادريسي : البريكس وشنغهاي تمثل اكثر من 40% من ناتج العالم ومصر انضمت الي بنك التنمية الجديد .
  • الشريف : التحول الي التعامل بالعملات الوطنية بين اكثر من ثلث اقتصاد العالم سيخلق النظام الجديد .

التطورات السياسية والاقتصادية الاخيرة التي شهدها العالم في غضون السنوات الاخيرة في سوء العلاقات والحروب السياسية والاقتصادية بين الغرب والشرق لم تأت من فراغ بل هي سلسلة ارهاصات لمخاض وولادة عسيرة لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب فقد سئم العالم من الاحادية القطبية ومن قيادة العالم علي يد الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الرأسمالية التي كانت قد استحوذت علي الاقتصاد العالمي.

وخلال السنوات الاخيرة اعلنت عددا من التكتلات الدولية والاقليمية عن نفسها بأنها تمثل الرقم الصعب تحت شمس العالم خاصة مجموعة البريكس ومجموعة شنغهاي للأمن والتعاون الاقتصادي ومجموعة دول جنوب شرق اسيا المعروفة بالاسيان خاصة وان مجموع اجمالي الناتج المحلي لهذه المجموعات الاقليمية تلامس اكثر من نصف الناتج الاجمالي العالمي

وتأتي الجمهورية الجزائرية الشقيقة في مقدمة الدول العربية التي تتقدم رسميا لطلب العضوية الكاملة في مجموعة البريكس وهما دفعنا الي هل يمثل العرب المعادلة الصعبة بأنضمام عواصم عربية كبري مثل القاهرة والرياض وابو ظبي والرباط وبغداد الي التكتل الاقتصادي الاهم والاضخم عالميا.

يقول الدكتور علي الادريسي الخبير والمفكر الاقتصادي ان مجموعة البريكس تأسست عام 2006 وتضم في عضويتها روسيا الاتحادية والصين الشعبية والهند وجنوب افريقيا والبرازيل وتساهم مجتمعة بحوالي 23 % من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي وتحتل قرابة 26 % من مساحة جغرافية العالم وهي مجموعة من اقوي الاقتصاديات النامية والناشئة والتي تحاول مواجهة الهيمنة الامريكية وهيمنة الاتحاد الاوربي علي الاقتصاد العالمي .

وأضاف الادريسي ان طلب الجزائر للأنضمام رسميا الي المجموعة لم يأت من فراغ بل ان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عندما اعلن رسميا عن تقدم الجزائر بطلب رسميا للأنضمام الي هذا التكتل الاقتصادي الاهم والاكبر عالميا خاصة وان الجزائر حققت مؤشرات اقتصادية متمزة خلال الاعوام القليلة الماضية وخلال عام 2022 المنصرم حققت الجزائر ارباحا قياسية من صادرات الغاز والكهرباء الي اوربا تجاوزت ال 22 مليار دولار ناهيك عن انتعاش صادرات الخضر والفاكهة وغيرها من الصادرات وهو ما عزز الميزان التجاري للجزائر مؤخرا وهو ما دفع سكرتارية منظمة البريكس الي الترحيب بطلب انضمام الجزائر اليها وكان نظر الرئيس تبون علي النجاحات الكبيرة التي حققتها البريكس في تعزيز التعاون الاقتصادي ودفع التبادل التجاري بين الدول الاعضاء الي المزيد من النجاحات للدول الاعضاء في التكتل .

وتوقع الادريسي ان نشهد رغبات مماثلة للطلب الجزائري في الانضمام الي البريكس من مصر والسعوديةوالامارات والعراق والمملكة المغربيةوفيما يخص جمهورية مصر العربية فمصر تحديدا والامارات العربية المتحدةقد تقدمتا بطلب الانضمام الي المنظومة النقديةمنذ ان اعلنت الدولة المصرية علي أنضمام مصر الي بنك التنمية الجديد التابع للبريكس وهو ما يساعدها في التغلب علي التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الاوكرانية وانه في ظل هذه الازمات الكبري عالميا وارتفاع اسعار الفائدة وانخفاض سعر الصرف بعض العملات ومن ضمنها مصر من الجيد جدا ان نكون وسط قوي تستطيع لن تعزز من سعر صرف عملتها وكذلك ان يكون هناك نوع من انواع القروض المتبادلة من الدول وتعزيز الاحتياطات الاجنبية لمصر وعدم الاعتماد علي الدولار في التعاملات بل التعامل من خلال سلة عملات وطنية ودولية اخرها واقلها اهمية في هذه السلة هو الدولار الامريكي ووجود مصر في بنك التنمية الجديد التابع للبريكس يسمح بتقليل الضغط علي العملة الاجنبية كما ان وجود مصر في هذا البنك يشجع المستثمرين علي ان يكون هناك نظام نقدي مصرفي يغطي مجموعة من الدول وهو ما يسهل عملية الاستثمار المشترك والتبادل التجاري وهو ما يعزز ويزيد من الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية .

واعتبر ان طلب الجزائر جاء في الوقت المناسب خصوصا بعد حالة النجاح والازدهار الذي تشهده مجموعة البريكس لفتحها خطا للتبادل التجاري واتفاقيات تجارة حرة مع مجموعة شنغهاي والتي ابرز اعضائها روسيا وايران وباكستان وبنجلاديش والصين وعددا من دول اسيا الوسطي التي كانت تابعة للأتحاد السوفيتي السابق وهي تتحكم في قرابة 40% من اقتصاد المعمورة قاطبة ولو دخلت معها مجموعة الاسيان لأستحوذ التكتل الكبير علي اكثر من نصف الناتج العالمي .

واعتبر الخبير الاقتصادي سامح الشريف الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الخبرة الاقتصادية ان النظام العالمي متعدد الاقطاب قادم لامحالة وان العملية مسألة وقت لا اكثر ولا اقل خاصة واننا نلحظ حالة التفاهم العالي بين دول المجموعة وهو ما ظهر جليا خلال عام 2022 علي اثر اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية لاحظنا ارتفاعا ملحوظا في التبادل التجاري بين روسيا والصين وزيادة كبيرة في صادرات الغاز الروسي الي الصين والهند بنسبة فاقت ال 25%وكانت الدولة المصرية سباقة في الانضمام الي اتفاقية تأسيس بنك التنمية الجديد التابع للبريكس وهو البنك الذي شهد عام 2015 تأسيسه واطلاق العمل به من قبل مجموعة من ىالدول الناشئة الكبري والمجال الاساسي للعمل بالبنك هو دعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون والتكامل الاقليمي عبر الاستثمار في مجالات البنية التحتية بشكل اساسي في قطاعات الطاقة والنقل والمياة والاتصالات وتوسيع عمليات الاستثمار في الصحة والبنية التحتية الاجتماعية وكذلك مجال التحول الرقمي بسبب الاثار الاقتصادية لكوفيد 19 ويركز البنك علي تنفيذ المشروعات المرتبطة بالاولويات التنموية الوطنية للدول الاعضاء وتقدمت عقب طلب الدولة المصرية للأنضمام لبنك البريكس الجديد الذي بلغ رأسماله 100 مليار دولار تقدمت الامارات العربية وبنجلاديش والاوراجوي .

واضاف الشريف ان مجموعة البريكس تعمل بشكل سريع جدا الي تعميق وتعزيز التعاون مع مجموعة شنغهاي ورابطة الدول المستقلة في اسيا الوسطي بشكل متميز وهو ما يفسر رغبة الجزائر الشديدة في طلب الانضمام لهذا التكتل العالمي وهناك توجه كبير للتبادل التجاري بالعملات الوطنية علي نحو واسع وهو ما حدث بالفعل بين روسيا والصين الي اعتماد الروبل واليوان الصيني عملتي تبادل وطنية والبقية تأتي في الطريق مما يعزز اعتماد القسم الكبير من سكان العالم الي التخلي عن الدولار مقابل عملاتهم الوطنية وسنري ذلك بقوة خلال السنوات القليلة القادمة .

موضوعات متعلقة