في ذكرى رحيل سهير الباروني.. لماذا هاجمت حفيدة الباشوات عادل إمام؟
11 عامًا مرت على وفاة واحدة من أبرز الكوميديانات اللواتي تركن أثرًا في تاريخ الفن المصري بمختلف ألوانه، بدءًا من المسرح ومرورًا بالسينما وانتهاءً بالدراما الإذاعية والتلفزيونية، والتي باتت معروفة من خلالها بـ«فتحية كُشري»، حرم «سيد كُشري»، في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، وربما لم يعلم الكثير من الجمهور، أن سهير الباروني، التي قدمت قرابة 90 عملًا فنيًا متنوعًا، حفيدة باشوات، وكما اعتادت «الباروني»، الجرأة في اختيار أدوارها، اعتادت أيضًا التعبير عن رأيها دون خوف، ما دفعها إلى مهاجمة عادل إمام، فما أصل الحكاية؟
سرهجوم «الباروني» لـ«الزعيم»
بدأت حكاية سهير الباروني، عند سؤالها في أحد الحوارات الصحفية، عن رأيها في تصريحات الفنان عادل إمام، التي قال فيها: "احنا ما عندناش ستات تشتغل في الفن"، وجاء رد «الباروني»، صادم بالنسبة للجميع، والذي وصفه البعض بالجريئ، لاسيَّما وأنها تحدث بلهجة حادة، قائلة: ""أنا بأقولك ياعم عادل يعني احنا نقعد في بيوتنا ونشحت مثلًا؟ هو بصفته إيه يقول الكلام دا، ما هو بيعمل مناظر خليعة مع الممثلة اللي قدامه، جاي النهاردة يحرم التمثيل على الستات".
لم يكن الرأي الجريئ الأوحد لسهير الباروني، والتي كشفت اعتراضها على مشاهد القبلات في الأعمال الفنية، قائلة: "لا أحب الممثلات اللي بيتباسوا، والزوج اللي يسمح لمراته أو أخته إنها تتباس في الفيلم يبقي راجل ديوث"، مُشيرة إلى أن مشاهد القبلات في الأعمال الفنية، فيما وصفته بزمن الفن الجميل، لم تكن بالشاعة التي تظهر في الأعمال الفنية الحديثة، خصوصًا وأنه كان يتم التشويش على الصورة من خلال فتح الشبابيك أو انطفاء «لمبة جاز».
مسيرة بنت الباشوات الفنية
وبدأت سهير الباروني، وهي حفيدة سليمان باشا الباروني، رفيق عمر المختار في جهاده ضد الاحتلال الإيطالي في ليبيا، إلا أنها وُلدت في حي باب الشعرية في مصر، يوم 5 ديسمبر 1937، وكانت أولى خطواتها في عالم الفن، من بوابة عزف آلة «الكمان»، والذي أتقنته خلال اشتراكها في مسرح مدرسة «غمر الابتدائية»، التي درست فيها، لاسيّما وأنها كانت تلميذة نجيبة ومحبوبة من معلميها، بحسب تصريحات تلفزيونية لها.
مسيرة «الباروني»، الفنية في عالم التمثيل تحديدًا بدأت بالصُدفة، من خلال خشبة المسرح، عندما اصطحبها أحد أقاربها، خلال تقديمه لامتحانات معهد التمثيل، وأثناء الامتحان طلب مدير المعهد من إحدى الحاضرات تأدية دور بعينه إلا أن أدائها لم يلق استحسانه، وطلب من سهير الباروني، من سهير لعب الدور، وأوضحت له –آنذاك- إنها يست من المتقدمات، إلا أنه أصر على طلبه، مبررًا إياه، بأنه يريد أن يصلح لهن الخطأ اللواتي وقعن به، إلا أن المفاجأة أن أدائها لاقى استحسانه، وقال لها: "مبروك أنتِ الأولى".
وكانت الإذاعة هي الخطوة التالية، والرسمية في مسيرة سهير الباروني الفنية، بتقديم سباعية «بنت بحري»، للشاعر بيرم التونسي، ثم انضمت إلى فرقة نجيب الريحاني المسرحية، وتوالت أعمالها المسرحية عبر خشبة المسرح، ومنها إلى السينما والدراما، حتى رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 31 يناير 2012، تاركةً إرثًا كبيرًا من الأعمال الفنية المتنوعة.