النهار
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 12:35 صـ 19 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هيئة الاذاعة البريطانية تعيش واحدة من اسوأ الازمات في تاريخها

هيئة الاذاعة البريطانية
هيئة الاذاعة البريطانية
لندن (ا ف ب) - بعد ان شكلت نموذجا عالميا للامتياز التحريري ومؤسسة عريقة تحظى باحترام يوازي مكانة العائلة المالكة في بريطانيا، تشهد هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) حاليا واحدة من اسوأ أزمات الثقة في تاريخها بعد استقالة مديرها العام بسبب ادارته المثيرة للجدل لفضيحتين بشان استغلال الاطفال جنسيا.وقدم جورج انتويسل (50 عاما) استقالته مساء السبت بعد شغله منصبه لفترة قصيرة غير مسبوقة لم تتجاوز 54 يوما شكلت كابوسا على رأس المجموعة السمعية البصرية العامة الاولى عالميا.في اواخر تشرين الاول/اكتوبر بدى ضعف موقفه في جلسة غير مقنعة امام لجنة برلمانية. ثم اتت رصاصة الرحمة في مقابلة حادة مع صحافي من الاذاعة الرابعة للشبكة السبت، حيث رسخت مداخلته المترددة صورة رئيس لا يسيطر على مجرى الاحداث الى حد وصفه على محطته نفسها بجورج اللافضولي.ويتحمل المدير العام مسؤولية فشل مزدوج لبرنامج نيوزنايت الذي كان يعتبر رمزا للصحافة التحقيقية كما ارستها البي بي سي.في الحالة الاولى يشتبه في ممارسة البرنامج رقابة ذاتية بعد ان عرض مطلع الخريف موضوعا يتهم المقدم الشهير للمحطة في فترة 60-80 جيمي سافيل. فالوجه الاعلامي المدلل لدى الامة الذي منحته الملكة لقب نبيل بفضل نشاطاته الخيرية اتهم بعد وفاته بارتكاب حوالى 300 حالة استغلال جنسي. وتحول سافيل الى مبعث للاشمئزاز الى حد دفع عائلته الى ازالة شاهد قبره خوفا من تخريبه.في الحالة الثانية اخطأ نيوزنايت بالمسارعة باتهام خاطئ للورد مكالبين الموظف الرسمي الرفيع المحافظ في السبعينيات بالتحرش جنسيا بالاطفال استنادا الى شهادة ضحية مفترضة عادت عن شهادتها لاحقا. ولم تذكر البي بي سي اسم الشاهد ما غذى تكهنات واسعة على الانترنت وادى برئيس الوزراء ديفيد كاميرون الى التنديد باجواء مطاردة الساحرات.واقر انتويسل ان تقرير نيوزنايت غير مقبول تحريريا. ويتوقع ان يتلقى مدير الاذاعات والاوركسترات في البي بي سي تيم ديفي الذي بات مديرا عام بالوكالة تقريرا حول الانحرافات قد يؤدي الى توقيع اجراءات تأديبية.وسرعان ما شن اللورد كريس باتن الذي يرأس اتحاد امناء البي بي سي (بي بي سي تراست) الذي يضبط عمل المجموعة الاحد هجوما مضادا يبدو ضروريا نظرا الى اعتماد المجموعة على اموال دافعي الضرائب البريطانيين.وقال باتن عبر البرنامج السياسي الشهير الذي يقدمه اندرو مار على قناة البي بي سي الاولى ان مصداقيتنا رهن بقدرتنا على قول الحقيقة. وتابع ان كنتم تسألونني اذا كانت البي بي سي بحاجة لاعادة هيكلة عميقة لبنيتها التنظيمية فاقول انها تحتاج الى ذلك حتما. هذا ما علينا فعله. واضاف اخر حاكم للمستعمرة البريطانية السابقة هونغ كونغ اذا فشلت فاني على ثقة بانه سيتم ابلاغي بذلك.وعكست صحف الاحد مدى الخسائر. اذ تحدثت ميل اون صنداي عن حمام دم في البي بي سي فيما عنونت الصن وداعا للحماقة في حين تحدث جوناثان ديمبلي، احد صحافيي البي بي سي الاكثر احتراما في صحيفة الاوبزرفر عن سفينة جانحة تتجه نحو الصخور.وما زالت الفضيحة تثير ردود الفعل. واطلق تحقيقان داخليان حول قضية نيوزنايت وادارة المجموعة.وهي تاتي في اجواء صعبة بالنسبة الى المجموعة التي تتعرض لاقتطاعات جذرية باسم التقشف. ويندد مسؤولون سياسيون ووسائل اعلام بالرواتب الخيالية لبعض المدراء ومقدمي البرامج المشهورين. ويتهم بعض الصحف المجموعة بالمنافسة غير الشريفة واولها المنشورات التي يملكها عملاق الاعلام روبرت موردوك التي تجد صعوبة في كسب المال من مواقعها على الانترنت امام بوابة البي بي سي الالكترونية الغنية بالمواد والمجانية.كذلك تزيد عاصفة البي بي سي من تفاقم المشاكل العميقة للصحافة البريطانية المتهمة في اطار الفضيحة السياسية الاعلامية المدوية المتعلقة بتنصت صحف التابلوييد على الهواتف.