التهريج والخناقة والاستعباط.. 50 كلمة عامية أجازها مجمع اللغة العربية
أجازت لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، استخدام كلمة "استعبط" في اللغة العربية الفصحى، بوصفها كلمة عربية فصيحة، بعد أن كان ينظر إليها باعتبارها من ابتكارات العامية المصرية.
وأوضح مجمع اللغة العربية بالقاهرة عبر صفحته على "فيس بوك" أنّ وجه الاعتراض هو عدم ورود كلمة "استعبط" في المعجمات، مشيرًا إلى أنّ وجه الإجازة أنه جاء في المعجم الوسيط: رجل عبيط: أي أبله غير ناضج.
تتابع صفحة مجمع اللغة العربية على الفيس بوك نشر مجموعة من الألفاظ والأساليب التي أجازتها لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع، ومؤخرًا نشرت الصفحة الرسمية للمجمع الفعل "استعبط" لازمًا بمعنى: ادَّعى العباطة، ومتعديًا بمعنى: تصوّره أو ظنَّه عبيطًا.
وقال الدكتور مصطفى يوسف (الباحث بمجمع اللغة العربية والمتحدث باسم المجمع)؛ حيث بيَّن أن المجمع قد سبق له إجازة الكثير من الألفاظ والأساليب التي تشيع على ألسنة العامة؛ في خطوة منه لبيان أن العامية – في بعضها– لغة فصيحة سليمة؛ إذ يتوهم بعض الناس عامية بعض ألفاظها، في حين تكون في الواقع غير ذلك؛ وذلك بهدف تقليل الفجوة بين العامية والفصحى، بشرط أن يكون هناك مسوِّغ لغوي لهذه الإجازة.
ومن أبرز هذه الألفاظ المجازة: التهريجُ، الكوزُ، التسيُّبُ، ملابسُ جاهزةٌ، عَمْرةٌ، خربشَ، شبرقَ، أَتَعَشَّم، اخْتَشَى، بَرْطَمَ فلانٌ، تَلَطَّمَ، تمزَّع الثوبُ، تَمَشْيَخَ، تهويش، جَرْجَرَ، خَمَّه، الخِناقة، داخ، دَبَّسَ فلانًا، دَرْدَبَ، دَكَّن الشيءَ، دَلَقَ/ انْدَلَقَ، الدَّوْخَة، رجل لَبْخَهَ، رَحْرَحَ، رَصْرَصَ، الخَوْتَة، دَوَّكَ الكلامَ، زوَّغ، ساب الشَّيءَ، سَتَّفَ، الشَّاطر، شَبْرَقَه، الشَّطارة، شَطَحَ، شَطْحَة، شَطَّبه، صَفْصَفَ المكانُ، عَزَمَه، عَشَّقَه، غَشيم، فَتْفَت، الفُرجة، فَضْفَضَة، قَبَّ على السطح، كَبَّ الماءَ، انْكَسَفَ/ الكُسوف، كِنَّ، لَبَّخ في الكلام، اللَّبْخَة، لبس ثوبًا بشوكته/ بشَوْكه، لَخَمَ فلانًا، لَخْمَهَ، المِشْوار، نَشْر الغسيل، نَشَلَ/ نَشّال، النُّقوط، هاوده في الثمن، هجَّ، هِدْمَة، وجَّت النارُ، ودَّاه.
وعن أسباب إجازة الفعل "استعبط" أوضح "يوسف" أن هذا الفعل أُجيز في الدورة (57) أي منذ حوالي 32 سنة؛ بناء على مذكرة تقدم بها اللغوي الكبير أ.د.كمال بشر (رحمه الله) (عضو المجمع، ونائبه الأسبق)؛ حيث أوضح أن المعجم الوسيط أجاز كلمة عبيط؛ حيث جاء فيه: "رجل عبيط: أي أبله غير ناضج (محدثة)"، فكأن الفعل "استعبط" اللازم بمعناه المذكور قد أُخذ من الصفة عبيط. وهو أخذ مشروع بحسب قرارات مجمع اللغة المصري. وجاء الفعل "استعبط" على وزن "استفعل" للدلالة على الظن أو الجعل إذا كان متعديًا. وجواز ماضيه يجيز مضارعه "يستعبط" ومصدره "استعباط" تكملة للمادة.
وعن مراحل إجازة الألفاظ والأساليب إلى متن اللغة، قال المتحدث الإعلامي للمجمع: "يكون ذلك –غالبًا- من خلال لجنة الألفاظ والأساليب؛ حيث يقدم عضو اللجنة أو خبيرها مذكرة للعرض على اللجنة، وبعد نقاش مستفيض، يتم إقرار اللفظ أو الأسلوب في اللجنة، ثم بعد ذلك تُعرض الألفاظ والأساليب على مجلس المجمع (من المصريين فقط)، ليأخذ أيضًا دورته من النقاش والتعديل، (أو الرفض أحيانًا)، ولو أقره المجلس يتم عرضه على المؤتمر السنوي للمجمع الذي يضم أعضاء مصريين وغير مصريين؛ فإذا أقره المؤتمر يكون اللفظ أو الأسلوب قد اكتسب بذلك المشروعية اللغوية التي تمكِّنه من الإدراج في معاجم المجمع.