النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 09:55 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

كيف غيرت شركة تسلا صناعة السيارات الكهربائية إلى الأبد؟

تعتبر شركة تسلا عملاق صناعة السيارات الكهربائية واحدة من رموز التنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي، فمبيعات السيارات من هذه العلامة التجارية تنمو بسرعة كبيرة في جميع دول العالم، فمنذ تأسيسها في 2003 حتي الآن وهي تستحوذ على هذا السوق الناشئ بسبب خطتها الرئيسية التي تكمن في تغيير عالم السيارات إلى الأبد.

كيف تأسست شركة تسلا؟

يعتبر الكثيرون أن السيارات الكهربائية هي واحدة من أحدث التطورات التكنولوجية، لكنها في الواقع ظهرت في ثمانينيات القرن التاسع عشر حتى قبل السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، في بداية القرن العشرين كانت السيارات الكهربائية في ذروة شعبيتها لكنهم فشلوا في الاستيلاء على العالم، حيث تم غزو السوق من بوسائل النقل غير الصديقة للبيئة من خلال استخدام محرك الاحتراق الداخلي ولكنها ذات ميزانية محدودة، كما يمكن العثور على محطات الوقود في كل زاوية ولم يخطط أحد لتطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية.

تعتبر شركة تسلا من أحد أولي الشركات في سوق تداول الأسهم الخاصة بالسيارات الكهربية والتي أحييت تلك الصناعة مرة أخري، فهي شركة أمريكية تعمل في صناعة السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، يقع مقرها الرئيسي في بالو ألتو في كاليفورينا، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 210 مليار دولار أمريكي، تأسست في البداية على يد "مارتن إيبرهارد" و "مارك تاربينينج" في 1 يوليو 2003 وأطلق مؤسسوها عليها اسم "تيسلا موتورز" تكريما للفيزيائي نيكولا تيسلا، كان تسلا تسعى جاهدة لتزويد كل مستهلك عادي بسيارة كهربائية خالصة في حدود قدرته الشرائية، وتتمثل رؤيتها في "تسريع الانتقال العالمي إلى الطاقة المستدامة".

ولكن لتطوير المشروع وتوسيعه كان مطلوب مستثمر وهو "ايلون ماسك"، لم يكن هذا الرجل مجرد مهندس موهوب لكنه رجل أعمال ثري، حيث شارك في الفكرة الرئيسية لشركة تسلا موتورز وهي تحرير البشرية من الاعتماد على النفط، واستثمر ماسك نحو 7.5 مليون دولار في المشروع وأصبح رئيسًا للشركة في عام 2004، يمكن القول أنه في السنوات العشر الأولى من تطوير تسلا كان أحد الأسباب المهمة لتطورها ونموها التدريجي هو الاستخدام الجيد لنظام براءات الاختراع كحاجز وقائي.

يُظهر البحث السريع في قاعدة بيانات براءات الاختراع حوالي 900 براءة اختراع من قبل المتقدمين تسلا أو تسلا موتورز، صدر أولى براءات الاختراع في نوفمبر 2006 لطرق ومعدات تركيب البطاريات وتبريدها وتوصيلها وحمايتها، كانت براءات الاختراع اللاحقة في ديسمبر 2007 تتعلق بالدوارات الفعالة للمحركات الكهربائية، هناك أيضًا العديد من براءات الاختراع المبكرة التي تغطي البطاريات وإدارتها الحرارية والكشف عنها ومنع الأعطال، بالإضافة إلى أنظمة الشحن وتصميم البطارية والعديد من اتجاهات التطبيقات الأخرى.

إنجازات شركة تسلا موتورز

في عام 2005 خصص "إيلون ماسك" نحو 13 مليون دولار أخرى لتمويل الشركة، مما جعل من الممكن إطلاق إنتاج سيارة رياضية كهربائية وهي Tesla Roadster قادرة على السفر لمسافة تصل إلى 320 كيلومترًا دون إعادة الشحن، الأمر الذي كان يعتبر حدثًا تاريخيًا في صناعة السيارات كما يمثل القوة الكاملة للهندسة، حينها بدأت الطلبات في الوصول وازداد عدد المستثمرين، وعانت الشركة من الكثير من الصعوبات والتحديات.

ورغم كل الصعاب في عام 2008 أطلقت تسلا سيارة طراز S وهي سيارة كهربائية ذات سبعة مقاعد، وبسعر يبدأ من 50000 دولار، وضعت نفسها كسيارة سيدان عائلية ميسورة التكلفة لمنافسة سيارة BMW، كان الهيكل والبطاريات والمحرك لهذا الطراز من الاختراعات الفريدة لشركة تسلا موتورز.

في عام 2013 عقدت الشركة اكتتاب عام، وهكذا أصبحت أول شركة أمريكية لتصنيع السيارات تضع أسهمها في البورصة، منذ أن وضعت شركة فورد في عام 1956 أسهمها في بورصة نيويورك، قبل ذلك بعام أطلقت تسلا سيارات طراز X المضغوط كروس بأبواب منبثقة وبدأت أيضًا في توسيع شبكتها من محطات الشحن، يوجد الآن أكثر من 30 ألف منهم مما يسمح لأصحاب السيارات الكهربائية بالسفر.

الشركة لديها خطط كبيرة للمستقبل، وهي تخطط لإنتاج شاحنات كهربائية وحافلات كهربائية في المناطق الحضرية بكميات كبيرة، فضلاً عن إنشاء روبوتاكسي ذاتي القيادة بالكامل.

الملكية الفكرية تسلا

تتجه الشركة بثقة نحو تحقيق هدفها المتمثل في تعزيز النقل الصديق للبيئة حيث نما الطلب على السيارات الكهربائية حقًا، في عام 2021 استحوذت تسلا على 14% من مبيعات سوق السيارات، بالإضافة إلى ذلك، تتفوق العلامة التجارية بثقة على جميع المنافسين.

الطيار الآلي

حاولت شركة مرسيدس-بنز وصانعو السيارات الآخرون صناعة سيارات ذاتية القيادة منذ الثمانينيات، لكن تسلا هي التي اقتربت قدر الإمكان من إدراك ما كان مجرد خيال جامح، الآن يمكن لطراز Tesla Model S أو X السفر لمسافة تصل إلى 12 مترًا دون أن يقودها أي إنسان، هذا يكفي لشغل مساحة مجانية لوقوف السيارات أو القيادة بشكل فعال إلى المالك.

تتيح ميزة الطيار الآلي لمالكي تسلا القيادة بسهولة في خط مستقيم داخل حاراتهم وضبط سرعتهم بناءً على حركة المرور، على سبيل المثال: إذا بدأت السيارة التي أمامك في التباطؤ فإن تسلا تبطئ لتجنب الاصطدام.

أولوية الشركة هي السلامة وهي على استعداد لاتخاذ خطوات للوراء والتضحية بالتقدم التكنولوجي، لذلك بعد تحديث البرنامج إلى الإصدار 7.1، يجب على السائق إبقاء يديه على عجلة القيادة أثناء القيادة على الطيار الآلي، في السابق لم يكن هذا المطلب موجودًا وكان الناس يتصرفون بشكل غير مسؤول على الطريق مثل: الانتقال إلى المقعد الخلفي أو النمو أو قراءة الكتب.

محطة شحن مع التبريد

أنشأت شركة تسلا محطة شحن ذكية مزودة بنظام للتحكم في درجة الحرارة، تتواصل السيارة الكهربائية معها لاسلكيًا وبعد ذلك يقوم النظام بتوصيل القابس بالموصل الموجود في الجزء السفلي منه، في وضع الشحن السريع عندما ترتفع درجة حرارة البطارية تعمل المحطة على التبريد، وفي الطقس البارد يتم تنشيط التدفئة، يتيح لك ذلك شحن السيارة الكهربائية فور وقوفها في مكان بارد أو رحلة طويلة دون خوف من إلحاق الضرر بالبطارية.

نفخ الإطارات التلقائي

تعمل الإطارات المنفوخة بشكل صحيح على تقليل مخاطر تعطل السيارة وتقليل استهلاك الوقود أو الكهرباء وإطالة عمر المطاط، يُنصح بفحص ضغط الإطارات يوميًا لكن العديد من السائقين يتجاهلون هذه القاعدة نظرًا لتوفير الوقت.

في عام 2022 حصلت شركة تسلا على براءة اختراع لنظام نفخ الإطارات الأوتوماتيكي للشاحنة شبه الكهربائية، يمكنها التحكم بشكل مستقل في الضغط في العجلات وزيادته إلى القيم المحددة عند الضرورة.

فتح براءات الاختراع لمستقبل السيارات الكهربائية

في عام 2014 أتاحت تسلا جميع براءات الاختراع الخاصة بها للجمهور، كان هذا القرار تأكيدًا آخر على أن مؤسسي الشركة ليسوا مهتمين بنمو الأرباح ولكن زيادة إنتاج السيارات الكهربائية.

وفقًا لإيلون ماسك، قامت تسلا سابقًا بحماية ملكيتها الفكرية بحماس بسبب مخاوف من أن يبدأ المنافسون في استخدامها لزيادة الإيرادات، في الواقع اتضح أنه حتى بالنسبة لأكبر الشركات تمثل السيارات الصديقة للبيئة حوالي 1% فقط من إجمالي المبيعات، يعتقد ماسك أنه في مثل هذه الحالة من الضروري تحفيز التقدم التكنولوجي من خلال إبقاء براءات الاختراع في المجال العام، وأشار رائد الأعمال أيضًا إلى أن نجاح تسلا ليس فقط تطورات فريدة من نوعها ولكنه أيضًا متخصصون موهوبون لذلك ليس لدى مساهمي الشركة ما يخشونه.

براءات الاختراع المفتوحة لا تعني تخلي تسلا التام عن الملكية الفكرية، تشير الشركة إلى أنه يجب استخدام تطوراتها بحسن نية أي مع الحرص على سلامة الناس والامتثال للقانون.