البشرى من الرسول صلى الله عليه وسلم
عنْ أَبِي أمامه رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ، فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا، وَإِلا كُتِبَتْ وَاحِدَةً [أخرجه الطبراني، وأبو نعيم فى الحلية (6/124)]. قال المناوي رحمه الله في (فيض القدير بشرح الجامع الصغير، 2/57 إن صاحب الشمال وهو كاتب السيئات، ليرفع القلم ست ساعات يحتمل أن المراد الفلكية ويحتمل غيرها، عن العبد المسلم المخطئ فلا يكتب عليه الخطيئة قبل مضيها بل يمهله، فإن ندم على فعله المعصية واستغفر الله منها أي: طلب منه أن يغفرها وتاب توبة صحيحة ألقاها أي: طرحها فلم يكتبها، وإلا أي: وإن لم يندم ويستغفر، كتبت يعني كتبها كاتب الشمال واحدة أي: خطيئة واحدة، بخلاف الحسنة فإنها تكتب عشرا {ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} سورة البقرة: 178]ولكن اعلم يقينا أنك لا تملك تلك الساعات الست، بل لا تملك الثانية القادمة من عمرك فلا يغرنك طول الأمل ولتسارع بالتوبةلذلك فعلينا جميعا1- العجلة بالتوبة والاستغفار. يقول سبحانه:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة الحديد: 21].ويقول تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران: 133]...فمن منا يضمن أن ينتظره الموت حتى يتوب؟!2-أن تعلم يقينا أن لك ربا يغفر ويرحم لا يترك عبده؛ فبابه سبحانه مفتوح لكل من طلبه وناداه وتاب إليه وناجاه.3-فهي كراهية الحال الذي كنت عليه وقت المعصية وقبل التوبة، وإن كانت قد تركت في نفسك لذة يسوقها الشيطان لك وعليك، فاعلم أنها لذة وقتية تعقبها خسارة أبدية إن لم يتبعها توبة، فرُب لذة ساعة أعقبها ألم دهر.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.ربنا أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.