سعيًا وراء الرزق.. تعاون بدو سانت كاترين لحماية محصول الرمان من الآفات المرضية ودرجة الحرارة
اتجه أهالي مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء حديثًا إلى حرفة الزراعة، بعد أن كانوا يعتمدون على العمل في المجال السياحي فقط، وبدوا يتوسعون في الزراعة داخل الأودية التي تزخر بتوافر المياه الجوفية، من خلال زراعة المحاصيل التي تتناسب مع المناخ، والتربة، ودرجة ملوحة المياه.
وتعد أشجار الرمان من أشهر الزراعات بالمدينة، لكون زراعتها تجود في المناطق الجافة، وفي جميع أنواع التربة بداية من التربة الطينية إلي التربة الرملية، إضافة إلى أنها تستطيع تحمل درجات عالية من ملوحة التربة.
قال صلاح سليمان، من أبناء مدينة سانت كاترين في تصريح لـ"الشروق"، إن زراعة أشجار الرمان تكثر داخل أودية جبال والزواتين وبواليع وفرش الرمانة بالمدينة، وتتميز بمحصولها الوفير، واعتاد سكان تلك الأودية التعاون في بينهما منذ بداية موسم ازدهار الثمار، لحماية المحصول من الآفات المرضية، ودرجة الحرارة.
وأوضح أن بداية موسم التزهير وظهور الثمار، يعد بمثابة عيد عند سكان هذه الوديان، كونهم يجتمعون يوميًا داخل أحد المزارع وسط فرحة عارمة لاتخاذ كافة الإجراءات التي تتخذ لمجابهة ظواهر التشقق، والانتشار المكثف والمتوقع لـ"دذبابة ثمار الرمان، وعلاقتها بالتغيرات الحادة في درجات الحرارة مما يؤدي إلى تساقط الثمار.
وأشار إلى أن الجميع يتعاونون ويسعون على رزقهم من أجل الحفاظ على المحصول من التلف والتساقط، وذلك باستخدام المبيدات التي تقرها الإدارة الزراعية بالمدينة، وإتباع التعليمات الخاصة بمواعيد الري، والتسميد، وأيضًا تكيس ثمار الرمان، ويجري البدء بأحد المزارع حتى الانتهاء من كافة أعمال المكافحة، والوقاية، ثم ينتقل الجميع إلى مزرعة أخرى وهكذا حتى الانتهاء من حماية كافة المزارع.
وأكد أن الأجواء الصحراوية مناسبة لزراعة الرمان، كون ثماره تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة لإتمام النضج ويتحمل درجات عالية من ملوحة التربة، لذا فهي تحقق إنتاجية عالية وبمواصفات جيدة.
على جانب آخر، قال الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة، إنه تجود زراعة الرمان في المناطق الحارة والمعتدلة نظرًا تتوفر الحرارة والجفاف، وتعد التربة الرملية الخفيفة مناسبة لزراعة أشجار الرمان، ولكن عندما تغرس أشجار الرمان في التربة الرملية لا تعطى محصولًا جيدًا، ولا تصل الثمار إلى حجمها الأقصى إلا من خلال العناية بالتسميد والري، لذا يجري التواصل باستمرار مع المزارعين لتقديم الخدمات الإرشادية بهدف غزارة و تحسين جودة الإنتاج.
أكد أن الرمان يتحمل ملوحة التربة بدرجة تتراوح بين 3 آلاف حتى 3,5 ألاف جزء في المليون، وأحيانًا تصل إلى 4 آلاف جزء في المليون، ويجري توعية المزارعين من خطورة ظواهر التنحيس، والتشقق، والانتشار المتوقع لــذبابة ثمار الرمان وعلاقتها بالتذبذبات الحادة في درجات الحرارة، وظهور ظاهرة تساقط الثمار.
وأشار إلى أن ارتفاع معدل درجات الحرارة خلال الصيف، قد يتسبب في حدوث ظاهرة تنحيس الرمان (لسعة الشمس) وهو تغيير لون جلد الثمار من الأحمر الدموي المعروف إلى لون باهت بسبب التعرض لأشعة الشمس المباشرة في فترات الموجات شديدة الحرارة.
وعن بالإجراءات اللازمة لتجنب تنحيس وتشقق الثمار قال وكيل الوزارة، إنه يجب ري الرمان بصفة دورية و منتظمة مع عدم الإسراف في الري الرمان خلال فترة النضج، وعدم الري ظهرًا ومراعاة تقليلٌ كميات المياه في الرية الواحدة، مع رش أشجار الرمان بحامض الجبرليك Gibberellic Acid، ونترات البوتاسيوم لتقليل نسبة التشقق، ورش الثمار فقط بمحلول مخفف من الجير المطفي بمعدل 20 جراما لكل لتر، إضافة إلى تكييس الرمان "ورق بارشمنت" ويجب أن يكون الكيس متسع حتى لا يؤثر على عملية تحجيم الثمار.