النهار
الخميس 4 يوليو 2024 04:31 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الرئيس الصيني يدعو بايدن إلى «العمل معًا» من أجل السلام في العالم

قال الرئيس الصيني شي جين بينج الجمعة، لنظيره الأمريكي جو بايدن إن النزاعات العسكرية ليست "من مصلحة أحد"، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي الذي يسعى لدفع الصين إلى الابتعاد عن موسكو بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وأكد شي جين بينج أن "الأزمة الأوكرانية ليست أمرا كنا نود رؤيته"، بحسب ما نقل عنه تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي الصيني.

وقال لبايدن خلال المكالمة التي استمرت حوالى ساعتين "يعود لنا بصفتنا عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وأكبر اقتصاديين في العالم، إلا نقود العلاقات الصينية الأمريكية على المسار الصحيح فحسب، بل كذلك أن نتحمل المسؤوليات الدولية المتوجبة علينا ونعمل نحو إرساء السلام والطمأنينة في العالم".

واعتبر شي بحسب التقرير التلفزيوني المقتضب أن "العلاقات بين الدول لا يمكن أن تصل إلى حد الأعمال العسكرية".

بدأت المكالمة عبر الفيديو بين الرئيسين في الساعة 13.03 ت غ واستمرت حتى الساعة 14.53 ت غ بحسب البيت الأبيض الذي لم يكشف عن مضمونها على الفور.

وأجرى بايدن الاتصال من "غرفة الأزمات" الخاضعة لتدابير أمنية مشددة والتي تقود منها الولايات المتحدة عملياتها الأكثر خطورة ومفاوضاتها الأكثر صعوبة.

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، عرضت بوضوح الجمعة هدف المكالمة فصرحت لشبكة سي إن إن: "نريد أن يدرك الحزب الشيوعي الصيني الذي يعتبر قوة مهمة جدا على الساحة الدولية.. أن مستقبله هو مع الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى متطورة ونامية. مستقبله ليس في دعم (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".

تحذير

وتتباين هذه التصريحات المهادنة مع اللهجة التي تحدث بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن الخميس.

وقال بلينكن للصحفيين "نحن قلقون من سعيهم إلى مساعدة روسيا بشكل مباشر بمعدات عسكرية قد يتم استخدامها في أوكرانيا" مضيفا أن "الرئيس بايدن سيتحدث إلى الرئيس شي غدا (الجمعة) وسيوضح له أن الصين ستتحمل مسؤولية عن أي عمل يهدف إلى دعم عدوان روسيا ولن نتردد في فرض كلفة ذلك عليها".

وتابع بلينكن: "نرى بقلق أن الصين تدرس تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لروسيا".

كان هذا أوضح تحذير توجهه الولايات المتحدة إلى الصين منذ بدء حرب أوكرانيا، بعدما أخذت على بكين "اصطفافها" مع روسيا.

ويرى بايدن أن القوتين الكبريين تخوضان بالتأكيد منافسة شرسة على الصعيدين الاقتصادي والإستراتيجي، لكنهما تبقيان على حوار كاف حتى لا تتحول هذه المواجهة إلى مصدر للفوضى على المستوى الدولي.

لكن رؤية الرئيس الأمريكي هذه للعلاقات الثنائية لن تصمد في حال قدمت الصين دعما صريحا لروسيا من خلال تسليمها أسلحة أو عقد اتفاقات اقتصادية ومالية تمنح موسكو وسيلة للالتفاف ولو جزئيا على العقوبات الغربية المشددة.

منذ بداية الأزمة الأوكرانية في 24 فبراير، امتنعت بكين الحريصة على علاقتها مع موسكو التي يشاركها عداء عميقا للولايات المتحدة، عن دعوة بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا.

لكن الحرب في أوكرانيا تشكل اختبارا صعبا لـ"الصداقة بلا حدود"، التي أعلنتها بكين وموسكو، لا سيما وأن نظام الرئيس شي جين بينج، فوجئ بصمود الأوكرانيين، وبشدة العقوبات التي تقررت بتنسيق كبير بين الولايات المتحدة وحلفائها والرامية إلى قطع روسيا عن المبادلات الاقتصادية والمالية العالمية.