حرب روسيا وأوكرانيا.. انتقادات حادة لروسيا في مجلس حقوق الإنسان حول الحرب في أوكرانيا
واجهت روسيا سلسلة طويلة من الانتقادات الحادة خلال جلسة مناقشة في مجلس حقوق الإنسان حول الحرب الدائرة في أوكرانيا، شدّدت خلالها الأمم المتحدة على أن تصاعد التهديد النووي يعرّض البشرية جمعاء للخطر.
وبعد التصويت بكثافة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يطلب من موسكو وقف الحرب، لم تدعم إلا قلّة قليلة من الدول روسيا في جلسة المناقشة في جنيف.
وتأمل أوكرانيا التوصل الجمعة في ختام الجلسات إلى قرار يدعو إلى فتح تحقيق دولي في انتهاكات لحقوق الإنسان يشتبه بأن القوات الروسية ارتكبتها.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأوكراني أمينة جاباروفا في كلمة عبر الفيديو إن "الهمجيين لا مكان لهم في تحالف الحضارات".
وأضافت أن هذه الحرب تُشن فقط لأن "مجموعة من مجرمي الحرب بحوزتهم قنبلة نووية قرروا أن شعبنا أضعف من أن يقاوم وأن العالم سيسخر منه".
وحظيت كييف بدعم عواصم غربية عدة ودبلوماسيين آخرين كثر نددوا بانتهاك موسكو سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها والعنف الممارس ضد الشعب الأوكراني، كما وتهديد السلم العالمي.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة شيبا كروك "شاهدنا صورا وفيديوهات منشورة على الإنترنت لقوات روسية تقصف مناطق سكنية ومنشآت مدنية على غرار المستشفيات ودور الحضانة"، منددة بـ"تصاعد وحشية روسيا".
وطرحت أوكرانيا على الطاولة مشروع قرار يدعو إلى "انسحاب سريع ويمكن التحقق منه للقوات الروسية" من أراضيها، ويطالب بإنشاء "لجنة تحقيق دولية مستقلة" بصورة عاجلة لفترة أولية مدّتها عام واحد.
وينص مشروع القرار على تكليف المحققين "استقاء وجمع وتحليل عناصر الأدلة التي تثبت الانتهاكات" لحقوق الإنسان في أوكرانيا، وتحديد هويات المسؤولين عنها "بغية محاسبتهم عن أفعالهم".
وقال السفير الفرنسي جيروم بونافور متحدّثا باسم الاتحاد الأوروبي "رأينا مشاهد مروّعة لهجمات عشوائية للجيش الروسي ضد أهداف مدنية".
وتابع "على المجلس أن يضطلع بمسؤولياته .
خطورة الأوضاع تبرر تماما إنشاء لجنة تحقيق. روسيا ستُحاسب عن أفعالها".
- "تهريج سياسي" -
في المقابل، أبدت قلّة قليلة من الدول دعمها لروسيا بينها فنزويلا وسوريا وبيلاروس والصين، وقد وصف السفير البيلاروسي المناقشات بأنها "تهريج سياسي".
من جهته اتّهم السفير الروسي غينادي غاتليوف كييف بالسعي إلى "إبادة الناطقين بالروسية" في أوكرانيا، مشبّها ما ينسبه إلى كييف من ممارسات بما كانت تنتهجه "ألمانيا النازية".
وهو اتّهم أيضا الأميركيين والأوروبيين بالتعامي عن الخسائر البشرية الكثيرة التي نجمت عن نزاعات أخرى على غرار أفغانستان وسوريا، وندّد باستخدام حلف شمال الأطلسي أسلحة محظورة ضد يوغوسلافيا في العام 1999.
وقال السفير الروسي "النظام الدمية لـ(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يهمكم فقط لكونه وسيلة ضغط وورقة رابحة في مواجهتكم مع روسيا".
وشدّدت الصين على لسان سفيرها تشين شو على تمسّكها باحترام سيادة الدول لكنّها أكّدت رفضها "تسييس حقوق الإنسان" وإنشاء لجنة تحقيق.
من جهتها أكّدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه على أن "رفع مستوى تأهب الأسلحة النووية يسلّط الضوء على شدّة المخاطر التي تواجه البشرية جمعاء"، في إشارة إلى قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع قوة الردع النووي في حال تأهب.
وأوقع النزاع إلى الآن 249 قتيلا و553 جريحا في صفوف المدنيين، بحسب الأمم المتحدة التي تشير إلى أن الحصيلة قد تكون أكبر بكثير.