شعبان خليفة يكتب : الحرب فى زمن السوشيال ميديا
إذا ما كان ثمة شىءٍ يقال عن الحرب فى زمن «السوشيال ميديا» فهو أن السوشيال صارت طرفًا فى أى حرب ليس فقط لاستقطاب روادها أو محاولة حشدهم مع هذا الفريق أو ذاك، أو حتى حجم "فبركة" أحداث وصور حول الحرب، وهى أمور تجيد معظم الأطراف التعامل معها سواء بكشف زيفها أو التنبيه لها، إنما ما يجب أن يقال هو إعادة النظر فى نظرتنا للسوشيال ميديا، فلم يعد الأمر بحاجة لانتظار حرب لتعرف أنها ستفرض عليك عقوبات ترقى لمحاولة حصارك على غرار ما فعلت شركة فيسبوك مع روسيا بإغلاق حساباتها الرسمية فضلًا عن منع الروس من فتح حسابات على فيس بوك.
وبالتالى ، فالدول الرشيدة الواعية عليها أن تتعامل مع هذه الوسائل كونها ضمن الأسلحة الحديثة خاصة أن ميدانها أوسع من المجال الجوى للطائرات المقاتلة، وأطول من المدى الذى يمكن أن تصل إليه الصواريخ على الأقل قصيرة ومتوسطة المدى.
جانب آخر مهم وثيق الصلة بالموضوع فوسائل الإعلام فى حاجة لتدريب العاملين بها على كيفية التعامل مع ما يُنشر عبر السوشيال ميديا فلا يصح مهنيًا النقل والنشر دون توثيق.. وهو أمر تهتم به وكالات الأنباء العالمية، فوكالة الأنباء الفرنسية عندما نشرت وسائل إعلام صورة للرئيس الأوكرانى بالزى العسكرى معنونة «زيلينسكى يرتدى الزى العسكرى ويقود المقاومة الأوكرانية ضد الروس» نشرت تحقيقًا عن حقيقة الصورة وأنها تعود لشهر إبريل 2021 حيث وزعتها الرئاسة الأوكرانية مع خبر عن زيارة ميدانية للرئيس الأوكرانى لإقليم دونباس ارتدى خلالها الزى العسكرى.
مؤكد سيتعاظم دور وسائل التواصل فى الحروب والنزاعات الدولية والإقليمية بل والمحلية وستكون الدول بين اثنين غافلٍ لا يفيق إلا على وقع الصدمة ومنتبهٍ يفهم طبيعة السلاح الجديد وكيف يوجهه لخدمة قضاياه، والأهم إمكانية دراسة أن يكون لديك بديل محلى فمن يملك السوشيال ميديا يمكنه حجبها ومنعها أو تركها حين يروق له ذلك أو يتوافق مع مصلحة الدولة المالكة والمتحكمة، فالأمر يتجاوز الأفراد والشركات أيضًا.