النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 09:47 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

لتجنب مرض السعار القاتل.. ماذا تفعل إذا تعرضت لعضة كلب؟

انتشرت في الأيام الأخيرة قصص مأساوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين مصريين يوثقون معاناتهم مع مرض داء الكلب المعروف بمرض السعار، وبين تلك الحالات هناك من فقدوا أبنائهم وإخوانهم وذويهم بسبب الإهمال بعد تعرضهم لعضة كلب أو خربشة بسيطة لحيوان، فاستطاعت تلك العضات البسيطة من إزهاق أرواحهم بعد معاناة شديدة تعرضوا لها بين الهياج والشلل.

وقبل سنوات طويلة، كان مرض السعار يتسبب في ترك المصابين، الذين يتم وصفهم بالمكلوبين، في غرف مظلمة لا تدخلها الشمس، يقدم لهم الطعام من خلال فتحة الباب حتى الموت، وكانت هذه هي الطريقة المتبعة لاتقاء شر المصاب بالسعار، حتى توصل العالم الفرنسي لويس باستور للقاح مرض السعار.

وداء الكلب هو مرض فيروسي يكثر انتشاره في أكثر من 150 بلدا وإقليما، وتُعد الكلاب المصدر الأول للعدوى البشرية المسببة للوفاة، حيث تسهم في نسبة تصل إلى 99% من جميع حالات انتقال عدوى داء الكلب إلى الإنسان، وتتسبب في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص سنويا معظمهم في آسيا وأفريقيا.

ويمكن وقف انتقال العدوى بتطعيم الكلاب والوقاية من عضّها، لذلك يجب تنظيف الجروح جيدا وعلى الفور باستخدام الماء والصابون عقب مخالطة أي حيوان يُشتبه في إصابته بداء الكلب، فهذا يؤدي إلى إنقاذ الأرواح، وعدم الإصابة بالمرض الذي ينتقل إلى الإنسان والحيوان محمولا عادة باللعاب عن طريق العضّ أو الخدش.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فداء الكلب أو مرض السعار هو مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات، فيحصل سنويا حوالي ثلاثين مليون شخص في العالم على التطعيم بعد التعرض لعضّ الحيوانات، ما يؤدي لمنع مئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن داء الكلب سنويا، ولكن بمجرد ظهور الأعراض السريرية على المصاب، يصبح المرض قاتلاً بنسبة مائة بالمائة تقريبا.

• ولكن، ماذا تفعل إذا تعرضت لعضة كلب؟ أو ما يجب فعله للسيطرة على عضات الكلاب دون الإصابة بداء الكلب أو السعار؟

- انتقال العدوى.. بين الكلاب والخفافيش

يصاب المواطنين عادة بالعدوى إثر تعرضهم للعض أو الخدش العميق من الكلاب أو الحيوانات المصابة، وتمثل حالات العدوى البشرية التي أصيبت عن طريق الكلاب المصابة 99% من الحالات المصابة بداء السعار.

ولكن في الأمريكتين، أصبحت الآن الخفافيش السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن داء الكلب البشري، حيث نجحت هذه الدول في وقف معظم سريان العدوى المنقولة عن طريق الكلاب، كما يمثل داء الكلب في الخفافيش خطرا مستجدا يهدد الصحة العامة في أستراليا وأوروبا الغربية.

ونادرا ما تسجل وفيات بشرية ناتجة عن التعرض للثعالب والراكون والظرابين وبنات آوى والأنماس وسائر اللواحم البرية الثاوية، وأما عض القوارض فلا يُعرف كسبب لانتقال عدوى داء الكلب.

ويمكن أن تنتقل العدوى أيضاً عندما يلامس لعاب الحيوانات المصابة بالعدوى الأغشية المخاطية للبشر أو الجروح الجلدية الحديثة على نحو مباشر، فقد أُشير من قبل إلى انتقال السعار عن طريق استنشاق الرذاذ المحتوي على الفيروس أو زرع الأعضاء الملوّثة، ولكنه لا يحدث إلا نادرا.

- ماذا تفعل لتجنب الإصابة بالسعار؟

 

العلاج الوقائي بعد التعرض هو العلاج الفوري للشخص بعد تعرضه لداء الكلب عن طريق العض، فيمنع هذا العلاج دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يؤدي إلى الموت الوشيك، ويتمثل العلاج الوقائي بعد التعرض فيما يلي:

 

1- الغسل الجيد للجرح الناجم عن العض أو الخدش.

 

2- العلاج الموضعي في أسرع وقت ممكن بعد التعرض المشتبه فيه

3- الخضوع لدورة لقاح داء الكلب الناجع والفعّال، المطابق لمعايير المنظمة.

 

4- الحصول على الغلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب في حال تم التوصية بذلك.

 

فمن شأن بدء العلاج فور التعرض لفيروس داء الكلب أن يمنع على نحو فعّال من ظهور الأعراض والوفاة.

 

- التدبير العلاجي المتكامل بعد عضة الكلب

ينبغي إن أمكن تنبيه الخدمات البيطرية، وتحديد الحيوان الذي عض وإبعاده عن المجتمع المحلي، وإيداعه الحجر الصحي كي يخضع للمراقبة وهذا بالنسبة للكلاب والقطط التي تتمتع بالصحة أو إخضاعه للفحص المختبري الفوري وهذا بالنسبة للحيوانات النافقة أو التي قُتلت قتلاً رحيماً والتي تبدو عليها العلامات السريرية لداء الكلب.

ويجب مواصلة العلاج الوقائي بعد التعرض طوال فترة المراقبة التي تستمر 10 أيام أو فترة انتظار النتائج المختبرية، فيما يمكن وقف العلاج إذا ثبت أن الحيوان ليس مصاباً بداء الكلب، فإن لم يتسن الإمساك بالحيوان المشتبه فيه وإخضاعه للاختبار، ينبغي استكمال العلاج الوقائي.