«دكتورة على ما تفرج».. حواديت «بلاد الدهب» مع «كوثر»:«حبيت أنقل تجربتي»
نشأتها في النوبة جعلت «كوثر» تستمتع بكل الحكايات المستوحاة من التراث النوبي، مما زاد الشغف داخلها في أن تخبر كل من حولها عن هذه القصص واللغة النوبية الخاصة بهم، وهذا لم يتحقق معها سوا من خلال تدشين صفحة خاصة بها تقوم من خلالها بسرد حكايات طفولتها وتعرف المتابعين لها على ثقافة بلاد النوبة ولغتها بطريقة جذابة، وهذا ما سيتم توضيحه في شرح حكايتها في السطور التالية.
«النوبة غنية بثقافة لها خصوصيتها وعاداتها وتقاليدها، ومش كل الناس تعرف ده، علشان كده حبيت أقدم الثقافة النوبية بطريقتي».. هكذا بدأت كوثر حسن، مُدرس الإعلام بجامعة عين شمس، خلال حديثها لـ«النهار»، أنها حاولت شرح كل ما هو خاص بالنوبة من خلال صفحتها عبر «السوشيال ميديا» بداية من العادات والتقاليد، والتراث الشعبي الفني، والصناعات اليدوية والأكلات الصحية المميزة، بالإضافة إلى العمارة والفنون وأسلوب الحياة المختلف من مأكل وملبس ومشرب.
«ايه هيكون أقرب ولا أبسط من الحواديت، ونشأتي الأولى كانت في قرية نوبية علشان كده حبيت أنقل تجربتي».. بهذه الطريقة فسرت «كوثر» أسباب تدشين صفحة لتشرح من خلالها تجربتها في قريتها النوبية «توشكي غرب» والتي ولدت فيها وكانت نشأتها داخلها لمدة 5 سنوات، وحينها نقلت إلى القاهرة مع أسرتها نظرًا لظروفها الأسرية، ولكن هذا لم يجعلها تبعد عن ثقافتها النوبية وتعلقها بها وبقريتها ومسقط رأسها كما أنها ظلت محفورة في ذاكرتها، والتي تعتبرها ملهمها الأول في سرد القصص.
أطلقت «كوثر» على صفحتها اسم يكون قريبًا من محتواها وهي «دكتورة على ما تفرج»، وذلك لأنها تعتمد على توجيه النقد الاجتماعي الساخر، قبل الاتجاه إلى حكي التراث النوبي، والذي كان بابًا لها لشرح الحواديت والمواقف الكوميدية بطريقة ساخرة، لافتة:«من زمان وأنا نفسي اعمل محتوى نوبي شبهي، بس كنت بتراجع خوفًا من أني ما أقدمش المجتمع بشكل صحيح، وده لأني مش منخرطة في القرية بما أني نوبية مقيمة في القاهرة».
قدمت «كوثر» أول فيديو لها بالعربي مع استخدام مصطلح واحد نوبي، وحينها لاقى الفيديو استحسانًا من المتابعين، وحينها هذا شجعها على البدء في تصاعد استخدام اللغة النوبية في محتويات مقاطع الفيديو الأخرى، مع كتابة الترجمة تيسيرًا على المتابعين فكانت النتيجة مُبهرة، قائلة:«حابة أوسع دائرة الحكي عن التراث النوبي، علشان يضم حكايات عن كل تراث مصر الفني بثقافات فرعية مميزة».
كشفت «كوثر» أن لها جمهورًا عريضًا من طلابها في الجامعة يتابعونها بشغف لمعرفة المزيد عن التراث النوبي، موضحة:«العلاقة بيننا في الحياة ودودة وقريبة، وكتير بتستخدم معاهم في المحاضرات وفي تبسيط المعلومات الأكاديمية نفس أسلوبي في طرح المحتوى، وكتير منهم اتشجع لخوض تجربة صناعة المحتوى، ودايمًا بتمنى أكون مثل أعلى ليهم».